شبكة النبأ: كان متوترا ومنفعلاً وهو ينتقد تصرفات ذلك الشاب الذي اختلف تماما عن الآخرين بكل شيء تقريبا، فملابسه الملونة الغريبة وقصة شعره ولحيته، تؤكد انه سائح من دول أوربا أو غريب عن هذا المجتمع المحافظ بكل معنى الكلمة.
هذا الانتقاد وهذه السخرية التي تحدث عنها دفعتني للتساؤل هل ما يفعله بعض الشباب اليوم ممنوع وخارج عن الأعراف والتقاليد الاجتماعية، أم انه حالة طبيعية وتغير مشروع وحرية شخصية..
عن تصرفات وحريات بعض الشباب الزائدة فيما يخص اللبس والمظهر والحلاقة، التقت (شبكة النبأ المعلوماتية) بعض الإخوة من شرائح مختلفة للتعرف على آرائهم.
يقول أبو صفاء والذي أبدى انزعاجه الشديد من تصرفات بعض الشباب التي تبرهن على عدم احترامهم للقيم والتقاليد المتعارف عليها" نعم من حقهم أن يعيشوا ويتمتعوا لكن باحترام ويجب أن يعرفوا أن كل شيء محسوب، الشباب اليوم تخلى عن اغلب القيم واعتقد أنها ستندثر وتتلاشى إذا بقيت في طريق التغيير هذا".
المجتمع يتحمل المسؤولية
ناصر محسن، شاب ثلاثيني، أعلن رفضه المطلق لظاهره التقليد الأعمى كما عبر عنها" إن شبابنا اليوم ابتعد عن اغلب القيم العشائرية والأخلاقية التي تربينا عليها". مؤكدا" أن سبب ذلك هو انشغال الآباء وعدم مراقبتهم لأبنائهم، وأنا أحمل المجتمع جزء كبيرا من مسؤولية هذه الظاهرة المدمرة للقيم والتقاليد".
"علاء" شاب آخر وافقه الرأي لكنه حملَ وزارة التربية والإدارات التعليمية أسباب وانتشار هذه الظاهرة وقال لـ شبكة النبأ" أنها ظاهرة دخيلة تجاهلناها فانتشرت واستفحلت". مضيفا" كنّا سابقا نحاسَب من قبل أدارت المدارس ومراقَبين من قبل معلمينا أما اليوم فالطالب حر بملبسه وشكله، حتى أن البعض منهم يعمد إلى تغيير شكله الرجولي، مع إهماله الواضح لدروسه وفشله فيها". موضحاً" أتمنى أن تعود المحاسَبة ويعود النظام لمدارسنا كما وبودي أن يتحمل الآباء مسؤوليتهم المطلقة بمراقبة أسرهم..
"أبو حسام" انتقد أيضا وضع الشباب واتهمهم بعدم المبالاة والتهرب من المسؤولية خصوصا في هذا الوقت الحرج مبينا" الكثير منهم يسعى للاهتمام المبالغ بالمظهر والملبس وشراء الكماليات التي تضيف مصاريف إضافية على كاهل الأهل مع علمنا أن اغلب هؤلاء الشباب هم إما طلبة أو عاطلين عن العمل من أسر فقيرة أو معدومة...
احد الأساتذة شاركه الرأي أيضاً وتمنى على الشباب" أن يعطوا نصف هذا الاهتمام لمستقبلهم ودراستهم". مضيفا" نحن في مدرستنا نحاسب الطلبة باستمرار ونراقبهم ونوجههم للأصلح فهي مسؤولية مشتركة بيننا وبين الأهل والمجتمع الذين نتمنى أن يتحمل كل منهم ما يترتب عليه لأجل الحفاظ على إرثنا فالشباب أمل الأمم".
إحدى الأخوات لم تشأ ذكر اسمها لكنها وضحت بالقول لـ شبكة النبأ" أن الدلال الكبير الذي تبديه بعض الأسر تجاه أولادها يجعل منهم غير متوازنين وليسوا مدركين لحجم المسؤولية التي تنتظرهم".
مضيفة" البعض من الشباب ومع احترامي لأغلبهم أصبح يزاحم النساء في محلات العطور والكماليات الأخرى ويبحث عن كل ما هو جديد في عالم الأزياء الغربية ومواد التجميل حتى الانواع النسائية منها".
حرية بشروط..
أبو سمر قال لـ شبكة النبأ" إن ما يمر به شبابنا اليوم أمر طبيعي متعارف عليه في كل ألازمنه والأوقات ولابد ان الكثير منا يذكر السنوات السابقة وخصوصا سنوات السبعينيات والستينيات عندما كان الشباب يرتدي ملابس غير تقليدية وغريبة وله قصّات شعر متنوعة، ومع قبولي لهذا الواقع أقول لابد من متابعة الأبناء وعدم إهمالهم حتى لا ينجرفوا الى مالا تحمد عقباه"..
ويقول يوسف، 24 سنة،" الأمر طبيعي ولا أعرف لماذا يرفضه بعض الناس فالاهتمام بالشكل من متطلبات الشاب والموضة ضرورية فالشارع اليوم يعج بالكماليات والمغريات ولا بد أن نهتم بأنفسنا ونتمتع قليلا".
ويضيف يوسف" نحن متخلفون بالنسبة لباقي الدول في هذا المجال كوننا ملتزمون ومحافظون على القيم والتقاليد والتاريخ.. نعم نتمتع بنوع من الحرية لكنها حرية مشروطة ومقيدة"..
وبخصوص الحرية والانفتاح تحدث احمد، 22 سنة، قائلاً" من حقنا كشباب أن نمارس ما نريد وبحدود الأخلاق المتعارف عليها أنا لا أرى أن في لبسنا أو مظهرنا شيء معيب"!!
ويضيف احمد" قد نقلِّد نعم وهذا ما يعمل به الجميع فلكل وقت نظام ومنهج ولكل زمن احتياجات والعالم مختلف اليوم ونحن نرى ونشاهد لسنا بعيدين عن ذلك.. أنا أتقبل النقد غير الجارح الذي أتلقاه من البعض وأجيب عليه لكن من يستهزئ أو يسخر لا اعتقد انه يريد الإصلاح كما يدعي، مع تأكدي المسبق اني لست على خطأ فيما أفعل".
ومع احمد انهينا تحقيقنا تاركين لقارئنا العزيز حرية أبداء الرأي والمشاركة وتحديد السلبيات والايجابيات بتصرفات شبابنا اليوم وبما لا يخالف الحرية الشخصية التي لا تؤثر على حرية الآخرين...