شبكة النبأ: في الآونة الأخيرة اندفع الشباب لاستخدام الانترنيت بشكل ملفت للنظر والى درجة الإدمان, ولغير أغراضه العلمية والثقافية, بل لأغراض إشباع الحاجات الجنسية المنحرفة وعلى مواقع مخلة بالآداب.
وقد سجل العرب أرقاما قياسية في عدد زوار المواقع الإباحية ومواقع التعارف والزواج بل أكثر من ذلك استغل شاب مجموعة من الشباب المصري ذكاءهم وموهبتهم في تصميم موقع إباحي وضرب مواقع إباحية منافسة، وقد شهدت مواقع الفيس بوك والزواج في الدول العربية، قصص زواج كثيرة بعضها فشل والبعض الأخر نجح ويعزو بعض علماء الاجتماع إن هناك عوامل اجتماعية وثقافية وثيقة الصلة بالمجتمعات العربية ساعدت على تنامي هذه الظاهرة، من بينها الميل المتزايد نحو المحافظة والفصل بين الجنسين، فضلا عن تنامي مشكلة العنوسة التي أضحت هماً يؤرق الآباء..
مكافحة الإباحية في الصين
إلى ذلك تعهدت وزارة تكنولوجيا المعلومات الصينية، باتخاذ إجراءات جديدة لمكافحة المحتويات "المخلة بالآداب" المنقولة عبر الهواتف النقالة والمواقع الإلكترونية.
وطلبت الوزارة من شركات "تشاينا موبايل" و"تشاينا تيليكوم" و"تشاينا يونيكوم"، الشركات الثلاث للهواتف المحمولة في البلاد، فحص نوعية شركائها التجاريين، في حين طلبت الوزارة من مزودي الانترنت إغلاق المواقع غير النظامية، وفقا لوكالة "شينخوا" الرسمية الصينية.
ومن جانب آخر تمكن مشغلو المواقع الإباحية من تفادي رقابة السلطات من خلال تكتيكات تقنية بينها التبديل المتكرر لأسماء الحقول وعناوين بروتوكولات الانترنت، على ما ذكره تقرير لـ "وورد بي سي."
وفي يناير/كانون ثاني الماضي، أعلنت السلطات الصينية، أنها اعتقلت آلاف الأشخاص خلال عام 2009، لضلوعهم في الترويج للأفلام والصور والمواقع الإباحية على شبكة الإنترنت، ضمن حملة شنتها لهذا الغرض.
ونفذت الحكومة الصينية منذ بدء العام حملة ضد "البذاءة والخلاعة والإباحية،" على شبكة الإنترنت، لكن عددا من جماعات حقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية يقول إن ذلك يأتي ضمن جهود الحكومة لإحكام الرقابة على الإنترنت. بحسب سي ان ان.
وأكدت الشرطة الصينية إن الإجراءات "تستهدف الإباحية على الانترنت،" وأدت خلال العام الماضي إلى اعتقال ما يزيد على خمسة آلاف شخص، وهي امتداد لحملة انطلقت في 2008، واعتقل على أساسها نحو ثلاثة آلاف آخرين.
الانترنت لإنهاء العلاقات العاطفية..
من جانب آخر اظهر استطلاع للرأي إن استخدام وسائل الاتصال الحديثة في إنهاء العلاقات العاطفية اخذ في التصاعد إذ تزايد عدد الأشخاص الذين يفضلون استخدام البريد الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت في إنهاء علاقتهم مع الطرف الآخر.
وقال 34 في المائة من 2000 شخص شاركوا في الاستطلاع إنهم انهوا علاقة عاطفية عن طريق البريد الالكتروني بينما قال 13 في المائة إنهم غيروا حالتهم الاجتماعية على موقع فيسبوك دون إخطار شركائهم وقام ستة بالمائة بإذاعة الخبر بشكل منفرد عبر موقع تويتر.
وفي المقابل قام اثنان في المائة فقط بإنهاء العلاقة مع الطرف الآخر عن طريق رسالة نصية بالهاتف المحمول. بحسب (رويترز).
وأنهى الباقون (38 في المائة) العلاقة مع الطرف الآخر بالأسلوب التقليدي عن طريق المحادثة وجها لوجه وكانت نسبة من انهوا العلاقة عن طريق التليفون الأرضي ثمانية بالمائة.
من جهته قال شين وود مدير التسويق في شركة (ديت ذا يو كيه) DateTheUK لخدمة ترتيب اللقاءات والمواعدة التي أجرت الاستطلاع "استخدام الوسائل الرقمية سيسطر على كل شيء قريبا عندما يتعلق الأمر بإنهاء علاقة."وأضاف "إنها عادة (طريقة) أسهل وأسرع وتجنب أي سوء فهم."
إدانة جوجل..
وأدانت محكمة في ميلانو ثلاثة مسؤولين تنفيذيين في شركة جوجل مؤخرا بانتهاك خصوصية صبي ايطالي مصاب بالتوحد من خلال نشر تسجيل فيديو له وهو يتعرض للترهيب على الموقع في 2006.
وعلمت كذلك جوجل التي ستطعن على الحكم الصادر بالسجن لمدة ستة اشهر مع وقف التنفيذ في ايطاليا بان جهاز منع الاحتكار في الاتحاد الأوروبي يبحث في شكاوى بشأن الشركة مقدمة من ثلاث شركات لخدمات الانترنت.
وأكدت جوجل إنها واثقة من تجنب تحقيق رسمي من جانب المفوضية الأوروبية. وأضافت ان الحكم الصادر في ميلانو "يثير سؤالا خطيرا بشأن الحرية التي بني الانترنت على اساسها" اذ ان ايا من موظفيها ليست له اي علاقة بتسجيل الفيديو.
وقال بيل ايتشيكسون كبير مديري الاتصالات في جوجل في ميلانو "لم يقوموا بتحميله ولم يصوروه ولم يراجعوه ومع ذلك صدر عليهم حكم بالإدانة."بحسب رويترز.
من جهتها ساندت السفارة الأمريكية في روما شركة جوجل قائلة في بيان إن القرار أصابها "بخيبة أمل" وانه يلقي الضوء على تشابه مماثل بشأن قيود على الحريات على شبكة الانترنت في الصين.
وتابعت "نحن لا نوافق على إن مقدمي خدمة الانترنت مسؤولون مسبقا عن نشر المحتوى الذي يتم تحميله بواسطة المستخدمين."وأوضحت "وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون (فيما يتعلق بالصين) ان وجود انترنت حر هو حق إنساني كامل يجب إن يصان في المجتمعات الحرة."
جهاز الآي فون
إلى ذلك قررت شركة "أبل" مصنعة جهاز "آي فون" حذف أكثر من 6000 من التطبيقات المعلوماتية الخاصة بهاتفها لأنها تحتوي على مضمون جنسي "واضح". وقد سحبت "أبل" هذه التطبيقات من متجرها الافتراضي App Store، ما أثار غضب بعض المستعملين للهاتف النقال. وبررت الشركة هذا القرار بأنه حماية للنساء. هكذا حسمت شركة أبل قضية التطبيقات.
"هذا مثال على غرور شركة ابل " هكذا علّق أسفا مؤلف التطبيقات الاسترالي تشلي فريش على موقعه في الانترنت بعد قرار أبل منع التطبيقات ذات المضمون الجنسي ومنها تطبيقة Wooble iBoobs التي ابتكرها تشلي فريش خصيصا للأي فون. من جهتها، أدانت بعض المدونات المختصة في التكنولوجيا الحديثة هذا القرار ومنها المدونة الشهيرة Silicon Alley Insider ووصفته بأنه " عبثي". ويلح أغلب الذين انتقدوا قرار شركة أبل على القول بأن الشركات المنافسة، وبدءا بمحرك البحث الشهير و هاتفه النقال " اندروويد"، لم تتخذ موقفا جدّ "متزمتا" حيال هذا الموضوع.
وأمام تصاعد الانتقادات أدلى رئيس قسم التسويق في شركة ابل بحديث لصحيفة "نيويورك تايمز" حاول فيه شرح موقف شركته من هذه القضية. يقول فيلب دبليو شيلر إن "التطبيقات ذات المضمون الجنسي الواضح قد ازداد عددها في الأيام الأخيرة بصور كبيرة" وبدأت تصلنا انتقادات عديدة من النساء.
غير أن هذا التفسير الذي أعطاه مسؤول التسويق عند ابل بحجة حماية النساء يدعو إلى الابتسام عند الكثيرين ومنهم صحيفة "نيويورك تايمز" نفسها.
وفي الحقيقة فان بعض التطبيقات لم يتم حذفها تماما ونجحت في الإفلات من رقابة الشركة، مثل تطبيقات مجلة "بلاي بوي" المخصصة للرجال ونشرة " البكيني" التابعة لمجلة "الرياضة المصورة". ولتبرير وجود مثل هذا النوع من التطبيقات على الآي فون يقول فيليب دبليو شيلر مدير التسويق " إن هذه المجلات معروفة وموجودة منذ زمن بعيد".
ويرى بعض الملاحظين أن هذه العودة إلى " الأخلاق" من قبل أبل مرتبط في الحقيقة باللوحة الرقمية الجديدة التي ابتكرتها هذه الشركة والمقرر إطلاقها في السوق العالمية في الاشهر القادمة والتي تعرف باسم "أي باد". وهذا الابتكار الجديد الذي أعلن عنه رئيس الشركة ستيف جوبس في شهر يناير/ كانون الثاني كان قدمه كأداة تعليمية مخصصة للاستعمال العائلي قبل كل شيء. وهذا يتنافى بالطبع مع التطبيقات ذات المحتوى الجنسي مثل Wooble iBoobs التي يستطيع فيها أي مستعمل للآي فون تحريك الصدور الافتراضية العارية عبر شاشة هاتفه النقال الآي فون وهذا ما لا تقبله شركة أبل.
اعتقال 3 مصريين متخصصين بمواقع الإباحية
وفي مصر قالت وسائل إعلام إن الشرطة اعتقلت مجموعة من الشبان بعدما اتهمتهم بإنشاء مواقع إباحية على الإنترنت، وتزييف صور فنانين بطريقة "الكولاج،" عبر تلك المواقع.
وقال الموقع الإلكتروني للتلفزيون المصري إن الأجهزة الأمنية اعتقلت أعضاء "تشكيل عصابي بتهمة إنشاء مواقع إباحية عالمية وتصنيع أفلام جنسية، منها أفلام لمشاهير من الوسط الفني عبر القص واللصق."
ووفقا للموقع فقد كشفت التحقيقات أن "أفراد التشكيل يتلقون اشتراكات عبر البنوك من جميع دول العالم خاصة الدول العربية، و"يستقطبون فتيات من مصر ودول عربية وأجنبية لتصوير أفلام خارجة وبثها على شبكة الإنترنت عبر تلك المواقع."بحسب سي ان ان.
وأفاد الموقع نقلا عن صحف مصرية أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على المتهمين الثلاثة في حي المهندسين بالعاصمة القاهرة "أثناء اتفاقهم مع فتيات مصريات وخليجيات على تصوير أفلام خارجة."
وقالت وسائل إعلام "مباحث الآداب في وزارة الداخلية ومديرية أمن الجيزة، علموا بوجود 3 شباب من المنصورة وبورسعيد وراء إنشاء مواقع إباحية دولية وأنهم يتركون أرقام هواتفهم المحمولة على الصفحة الرئيسية بالموقع للراغبين في الاشتراك."
وأظهرت التحريات أن "المتهمين يعملون منذ 5 سنوات في إنشاء المواقع، وأنهم ساهموا في إنشاء أكبر 3 مواقع جنسية في العالم وأنهم يمتلكون خبرة عالية في التعامل مع الإنترنت وأنهم يدمرون مواقع جنسية أخرى باستخدام تقنيات معينة في الأجهزة."
الوجه القبيح للإنترنت..
من جهتها قالت السلطات الأمنية في كوريا الجنوبية إن زوجين، اعتقلا في وقت سابق من الأسبوع الماضي، لإهمال طفلتهما وتركها تموت جوعاً، كانا يرعيان بالفعل شخصية فتاة وهمية على الإنترنت.
وذكرت الشرطة أن الزوجين، وهما من سكان الضاحية الجنوبية للعاصمة سيؤول، ويزعم بأنهم أهملا طفلتهما التي تبلغ من العمر ثلاثة أشهر، وكانت قد ولدت غير مكتملة النمو، حيث كانا يطعمانها مرة واحدة في اليوم، خلال 12 ساعة كانا يمضيانها في مقهى للإنترنت.
وقالت الشرطة إنهما أصبحا مهووسين برعاية شخصية فتاة وهمية تدعى "أنيما" في لعبة شعبية على الإنترنت "بيريوس أون لاين" Prius Online، وهو برنامج ثلاثي الأبعاد، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب".
وأوضح ضابط في الشرطة إن الزوجين يبدو أنهما فقدا الرغبة في العيش حياة طبيعية، لأنه لم تكن لديهما وظائف، وأنجبا طفلة غير مكتملة النمو.
وأضاف أنهما كيفا نفسيهما على لعبة على الإنترنت لرعاية شخصية افتراضية، وذلك للهروب من الواقع، مما أدى إلى وفاة طفلتهما الحقيقية.وقال خبراء إن الزوجين على ما يبدو فقدا أثر الواقع.
وعلى صعيد متصل قال البروفيسور كواك ديه كيونغ، الأستاذ في جامعة سيؤول، إن إدمان الألعاب على الإنترنت يمكن أن يطمس الخط الفاصل بين الواقع والعالم الوهمي، ويبدو أن عنايتهما بالشخصية الوهمية في لعبة الإنترنت أزالت أي شعور بالذنب لإهمال ابنتهما.
ولا تعتبر هذه هي أول حادثة وفاة ناجمة عن إدمان ألعاب الإنترنت في كوريا الجنوبية، إذ توفي الشهر الماضي رجل يبلغ من العمر 32 عاماً، بعدما انهمك في ممارسة ألعاب كمبيوتر على الإنترنت لمدة خمسة أيام متواصلة، تخللتها فترات قصيرة للاستراحة وتناول وجبات الطعام حسبما تردد.
العلاقات الاجتماعية الالكترونية..
لم تكن أندريا تدري ان العلاقة العاطفية السريعة التي ربطت بينها وبين الشاب المصري ستنقلب إلى كابوس في القاهرة باحثة عمّن يقرضها أموالا تعينها على الإقامة والعودة إلى بلدها الأرجنتين.
أندريا- وهذا ليس اسمها الحقيقي- مطلقة تبلغ من العمر 33 عاما ولديها ولد من زواج سابق، في مرحلة التعليم الثانوية، وهي مفتونة بالانترنت تمضي ساعات طوال في مدينتها كوردوبا في وسط الأرجنتين، امام شاشته الفضية تنقر على أزرار لوحة مفاتيحه تجوس خلال مواقع الدردشة والتعارف خاصة على الياهو مسينجر الذي تعرفت من خلاله على العديد من الأصدقاء.
لم تكن زيارتها للقاهرة هي الأولى فقد سبق أن أقامت فيها حوالي شهر من قبل في استضافة أسرة شاب آخر تعرفت عليه عبر الانترنت في رحلة مولها والدها رجل الأعمال إلا إن العلاقة لم تكلل بالارتباط الدائم وهو ما كانت تسعى إليه أندريا. بحسب (بي بي سي).
ربما يكون هذا هو السبب وراء عدم تردد أندريا في القيام بالمغامرة مرة ثانية لتلتقي نشأت - وهو ليس اسمه الحقيقي- في إحدى محافظات الوجه البحري بعد علاقة على الانترنت امتدت شهورا، إلا انه خذلها وتهرب منها بعد أيام ثلاثة لتجد نفسها في ضائقة مالية لم تكن تتحسب لها.
ظاهرة لا يمكن إيقافها
ولكن ليست كل العلاقات التي تبدأ على الانترنت تنتهي مثل هذه النهاية فكثير من العلاقات العاطفية التي كانت ساحاتها فضاءات الانترنت كللت بالنجاح في صورة ارتباط دائم بمباركة الأهل.
ورغم إن منتقدي تكوين علاقات على الانترنت يتخذون من القصص الشبيهة بقصة أندريا أساسا لانتقاداتهم إلا إن استخدام الانترنت كوسيلة للتعارف والتواصل الاجتماعي وتكوين صداقات جديدة أضحى حقيقة نشاهدها كل يوم،" ولايمكن أن نوقف هذه الظاهرة" كما يشير الدكتور أديب عقل أستاذ علم الاجتماع في جامعة دمشق.
يضيف عقل" عندما يكون هناك تواصل وتوافق في الحوار فهناك عملية التقاء في وجهات النظر يعنى هناك قواسم مشتركة بين الشباب عن طريق الانترنت. لقد زرت العديد من مواقع الانترنت في مقاهي الانترنت وشهدت نوعية الحوار بين الشباب الحوار به جانب انساني وجانب أخلاقي وجانب قيمي".
ويتابع " هذا التواصل ايجابي وهناك من يحارب هذا التواصل في مجتمعنا لان في مجتمعاتنا هناك عملية ضبط اجتماعي للشباب، فعن طريق الانترنت أصبح الشاب والشابة يتحاوران دون عملية احتكاك لكن عمليا هناك انعكاسات ايجابية لهذا الأمر فلذلك الأمر مستمر ولا يمكن أن نوقف هذه الظاهرة".
غياب الأطر الاجتماعية
ولا يعود الأمر فقط إلى بريق الانترنت كأداة سهلة وعصرية ورخيصة نسبيا لتكوين علاقات جديدة بعيدا عن الأطر المألوفة، لكن ساعدت عوامل اجتماعية وثقافية وثيقة الصلة بالمجتمعات العربية على تنامي هذه الظاهرة.
من بين هذه العوامل الميل المتزايد لغالبية المجتمعات العربية نحو المحافظة وتصاعد الدعوات للفصل بين الجنسين وعدم الاختلاط وانكماش الطبقة الوسطى بل وتدهورها في بعض البلدان الكبرى.
إضافة إلى تنامي مشكلة العنوسة التي أضحت هما يؤرق الأبوين، وتراجع إعداد الزيجات في ضوء أزمات اقتصادية وبطالة لا تمكن الشباب من توفير مستلزمات الزواج.
وقبل ذلك كله أصبح الزواج مشكلة بل مشكلة المشاكل التي تفرض نفسها على كل بيت لديه ولد أو بنت في عمر الزواج ليس فقط على الصعيد المادي وتدبير تكاليف الزواج ولكن قبل ذلك على صعيد الأطر الاجتماعية المناسبة للتعارف بين الجنسين.
ولا ننسى أن بعض المجتمعات تعتبر الاختلاط بين الجنسين من غير المتزوجين امرا محرما أو مرفوضا خاصة في منطقة الخليج.
ويوضح الدكتور عقل" ليس هناك من عوامل استغلال اوقات فراغ الشباب ليس هناك نوادي وليس هناك منظمات وليس هناك مناسبات يلتقي فيها الجنسان لذا لجأ الشباب الى الانترنت لتكون عملية الحوار الثقافي عن طريق الانترنت وهذا الأمر طبيعي ولا يمكن تجاوزه".
غياب الشفافية
وأحد أوجه النقد الرئيسية التي توجه للعلاقات المؤسسة من خلال الشبكة العنكبوتية هو إنها علاقات "افتراضية" وتفتقر إلى ضمانات الصدق والشفافية فمن يصف نفسه بالوسامة والطول قد يكون دميما قصيرا وقد يكون خلف الاسم الأنثوي رجل وخلف السيدة المثالية شخصية فوضوية، فالأقنعة متاحة دائما لمن يرغب في ارتدائها.
من جهتها تقول الدكتورة سلوى العمد أستاذ علم الاجتماع والانثروبولوجيا جامعة فيلادفيا بالا درن "أرى هذا النوع من العلاقات بالإجمال بالنسبة لي انا ... أراه غريبا قليلا لأننا لا نستطيع أن نتأكد من هو المتحدث الآخر ألينا فكيف يمكن للمرء ان يلتقي باناس لا يعرفهم ولا تلتقي العيون ويتبادلون النظرات في حين لديك أصدقاء وإخوة في نفس المنزل قد لا تتعاطى معهم بهذه الطريقة".
وتضيف" هناك نوع جديد من علاقات لا أرى أنه علاقة في الواقع وانما هو نوع من التسلية وعلاقات وهمية لا أساس لها في الواقع إلا إذا كان هناك استثناءات لا أدرى عنها".
وما تشير إليه الدكتورة هو ملمح آخر لما يعتبره البعض مآخذ تكتنف مسعى الباحثين عن علاقات افتراضية عبر الانترنت.
فالساعات الطويلة التي يمضيها هؤلاء تعمق لديهم شعور العزلة والانطواء عن محيطهم الاجتماعي الطبيعي، وتفصلهم عن صداقات واقعية قد تكون قريبة ومتاحة.
ومؤخرا بدأ المختصون في علم النفس يتحدثون عن ظاهرة جديدة وهي ما يطلق عليه " جرح المشاعر الافتراضية" وذلك عندما يتعرض شخص ما للرفض أو التجاهل من قبل أصدقاء مفترضين. ويقول هؤلاء إن آلام الرفض الاليكتروني تعادل آلام الرفض الواقعي.
وفقا للأرقام تصل عدد المواقع التي تقدم خدمة الراغبين في الزواج باللغة العربية حوالي 200 موقع بعضها يطلب رسوما من الراغب في الزواج، والبعض الآخر وهو قليل يقدم الخدمة مجانا. وبعضها اتخذ أسماء إسلامية لجذب مزيد من المستخدمين.
والمتصفح للانترنت بحثا عن رأي مستخدمي هذه المواقع سيجد انقساما واضحا في الرأي حول جدوى محاولة الاقتران عن طريق شبكة الاتصالات الدولية، فكل حسب تجربته الخاصة.
وبينما تكلل قصص بالنجاح وتسفر عن زواج سعيد هناك في المقابل قصص مليئة بالإحباط ومشاعر الخيبة من العثور على شريك مناسب وسط هذا البحر المتلاطم من الأشخاص الافتراضيين.
وينسحب هذا الاختلاف في وجهة النظر إلى المتخصيين فبينما تنظر الدكتورة سلوى العمد بحذر إلى هذا النوع من العلاقات لا يتردد الدكتور عقل في دعم هذا التوجه.
تقول الدكتورة العمد" الحقيقة نحن تربينا على شيء أن يكون هناك بين الناس صلة وتواصل مسبق حتى يكونوا ارتباط لكن هناك ارتباطات تتم عن طريق الانترنت لا ادري عن التكوين الشخصي والنفسي للأشخاص الذين يرتبطون عن طرق الانترنت ... لكن هناك مواقع تسهل على الناس الارتباط".
وتضيف" لا أدرى أن كان الارتباط يتم دون إن يتعرفوا على بعضهم البعض بشكل مباشر فهذه مسألة فيها شيء من الخطورة على الإنسان ومصيره إن يرتبط بإنسان آخر لا يعرفه مطلقا.. أما أن يتعرف على إنسان ويرتبط به لا أرى فيها مسألة غريبة".