هل للفؤاد المُدمَّى مَـنْ يُواسيـهِ؟
يقسو البِعادُ فهل تحنـو لياليـهِ؟
|
أشكو إلى الليل من ليلٍ يُؤرِّقُنـي
وليس يُنصفُ شَرْعُ الليلِ شاكيه
|
لا زادَ عندي سوى ذكرى أردّدُها
معَ القصيدِ وقد ناحـتْ قوافيـهِ
|
تلوذُ بالقلبِ والأضلاعُ تحرُسُهـا
كأنها الطفلُ في أيـدي رواقيـه
|
لو يعرفُ البينُ دَربا سَلَّها جَـذِلا
وأوجرَ القلبَ زُرَقًا مِـن عواليـه
|
ذكرى الأحبّةِ في الوجدان خالدةٌ
فالنايُ يَبلـى ولا تَبلـى أغانيـهِ
|
للهِ عهدٌ مضى بالحـبِّ مُختطَفـا
مِن نابِ بَيْنٍٍ غَشومٍ فـي تماديـهِ
|
ما إنْ رأى مَجمعَ الأحباب مُؤتلِفا
حتى رماه بعُقْـمٍ مـن دواهيـه
|
فانبتَّ حبلُ الهوى وانحلَّ مَعقِـدُه
وأوحشَ الرَّبعُ وارتاعتْ مَغانيـه
|
كانتْ سُويعاتِ طُهرٍ طاب كوثرُها
كأنها الفجرُ إذْ فاحـتْ غَواليـهِ
|
أيبلغُ البَـوْحُ مِنّـي أُذنَ غافيـةٍ
أم أنَّ طَيرَ الهوى جُزّتْ خَوافيه ؟
|
مابالُ قلبكِ لا شَـوقٌ يُحرّكُـهُ
إلى اللقـاء ولا خَفـقٌ يُناجيـهِ
|
أفي العروق بقايـا مِـن مَحبَّتِنـا
أمْ جفَّ غيثُكِ وانجابتْ سَواقيـه؟
|
نامي هَنيئا ولا تأسَـي لِمُغتـربٍ
فحسبُه الليلُ جَمْـرا إذْ يُصاليـه
|
قلبي المَلومُ على ما جَرَّ مِن كَمَـدٍ
لم يدرِ أنَّ الهوى أعدى أعاديـه!
|