شَدَدْتَ إلى (شِيلي) بِلَيلِ النَّوى رَحْـلا و ما كان ذا التَّرحَالُ يا صاحِبي سَهلا
|
قَضَيْتَ فُصولَ العُمْرِ في النَّفي لاجئًا وها أنتَ في فجرِ الأسى تَبتَدِي فَصْلا!
|
تَضيـقُ بِمَثـواكَ الضَّئيـلِ رِحابُنـا ونَزعُـمُ أنّـا أمَّـةٌ تَمقُـتُ البُخـلا
|
تَسيـلُ عَطايانـا لِـبـابِ عِداتِـنـا ويَظمأُ ذو قُربى فنَسْتَكثِـرُ السَّجْـلا
|
ونُقطِـعُ غازينـا بَـرَاحـاً لخيـلِـهِ ولا نَمْنَحُ المَلهوفَ مِن شِبرِهـا ظِـلاّ
|
فلا عَجَبٌ أن ضاقتِ الأرضُ بالفتـى فباتَ كمَا المشنوقِ يَستعطِفُ الحبـلا
|
يَـرِقُّ لِبَلـواكَ الغريـبُ تَعَطُّـفـاً فيُشْرِعُ بابَ الدَّارِ مِـنِ فضلِـهِ نُبـلا
|
وما كنتَ فـي دار التَّغَـرُّبِ راغِبـا ولكِنْ حُمِلْتَ علـى مَراكبِهـا حَمـلا
|
ولو نِلْتَ قَصرًا فـي رُبَاهـا مُشيَّـداً فعُشُّ صَفيحٍ في حِمى وَطَـنٍ أحلـى
|
لَعِقْتَ جِراحَ القَهْـرِ طِفـلاً مُشـرَّدًا وما فارقَتْ عَينَيـكَ أقْذَاؤهـا كَهْـلا
|
وسَامَتْـكَ أبنـاءُ العُمُومـةِ جَـفْـوةً كأنّكَ صَـدْرٌ يَنفِـثُ السُّـمَّ والسُّـلاّ
|
وكانتْ عَصا التَّسيـارِ خِـلاّ مُوافِقـاً إذا عَزَّ أنْ تلقَى برَحْبِ الدُّنـى خِـلاّ
|
فقبَّلْـتَ أحـجـارًا وودَّعْــتَ دَارَةً حمَلْتَ ثَرَاهَا في حشا هُـدُبٍ كُحْـلا
|
ولـو كُنـتَ رَقّاصًـا يَهُـزُّ جُنُوبَـهُ يَميلُ معَ المِزمـارِ أو يَنقُـرُ الطَّبْـلا
|
لَقالتْ لـكَ العُربانُ:أهـلاً ومَرحبًـا فنحنُ أناسٌ نَعشَـقُ الهَـزَّ والهَـزْلا!
|