وصالُ هواكِ في الهَجيـرِ نَعيـمُ
وبَردُ ظِلالٍ في جِفـاكِ جَحيـمُ
|
وقُربُكِ حُلمٌ صيّرَ النفـسَ لُعبـةً
بكفِّ الأمانـي فالأمـانُ عَديـمُ
|
تغيبون عنْ عيني ولكـنَّ حبَّكـم
بقلبـيَ مـا رَنَّ الفـؤادُ مُقيـمُ
|
ويُقصيكمُ عنّـي البِعـادُ مُعانِـدا
ولكنَّ روحـي بالجِـوارِ تَهيـمُ
|
تسائلُ أطـلالَ الدِّيـارِ دُموعُهـا
ويَفجَعُهـا ألاّ تُجيـبَ رُســومُ
|
وترجو نسيمَ الفجرِ يُسكِنُ رَوْعِها
فتَلْفَحُهـا بعـدَ الإيـاسِ سَمـومُ
|
فما بالُ أحلامـي تفِـرُّ سريعـةً
كما فَرَّ مِن جرِّ الحبالِ سَليـمُ؟!
|
أأبقَى وحيدا يَعجُمُ البينُ أضلعـي
كأنّـي بعِيـدِ العالميـن يتيـمُ؟!
|
فليتَ الليالـي أسعدتَنـي بليلـةٍ
فبِتِّ بقُربـي والرَّقيـبُ سَقيـمُ
|
لِنَرشُفَ كأسَ الشوقِ تروي قلوبَنا
وليـس لنـا إلا النُّجـومُ نَديـمُ
|
تُساقينني خمرَ الكـلامِ صَبابـةً
فتَنْجابُ عن صدري الكَليمِ هُمومُ
|
وأقرأُ في عينيكِ نظـرةَ طفلـةٍ
بِبَسمتِهـا طُهْـرُ الغـرامِ يَـدومُ
|
وليتكِ تُهدِيـنَ الفـؤادَ سُويعـةً
ولكـنَّ (ليتًا)كالعجـوزِ عقيـمُ!
|
وكلُّ مَرامـي أن أراكِ مُسارِقـا
وتَلمَحُنـي عينـاكِ حيـنَ أقـومُ
|
لقلبكِ في قلبي غديرٌ وروضـةٌ
وطيرُ قصيدي في سَماكِ يحـومُ
|
وحرفي لغيركِ لا يطيرُ مجنّحـاً
وعِقدُ المعاني في هـواكِ نَظيـمُ
|
غَرِقْتُ بغيثٍ من فؤادكِ هاطـلٍ
فأزهرتِ الدُّنيـا وطـابَ نَسيـمُ
|
فلا تعذلوني أنْ جُنِنْـتُ بخفقِهـا
ومَن ذا على خفقِ القلوبِ يلومُ؟
|