بتـــــاريخ : 8/29/2010 2:06:32 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1366 0


    نقطة التحوّل: كذبة صنعت نجاح "بيل جيتس"

    الناقل : SunSet | العمر :37 | الكاتب الأصلى : hend | المصدر : www.ebnmasr.net

    كلمات مفتاحية  :

    "نحن جميعاً نبدأ بما هو متوفّر لنا؛ لكن العبرة تكمن في طريقة استغلالنا للمتوفّر؛ فهي التي تجعل الأشياء تتحقق" هذه الحقيقة توصّل لها رجل الصناعة الأشهر "هنري فورد"..



    وهو يقصد أن نرى أهمية ما تملك، مهما كان صغيراً في نظر الكثيرين من حولنا؛ لأنك عندما تكون مؤمناً بامتلاكك شيئاً مختلفاً، سيمنحك ذلك الإيمان قوة جبارة للتحرّك مهما كان وضعك، أو حجمك، أو سنّك..!


    مثل هذا الشاب المدعو "بيل جيتس" الذي دفعه هذا الإيمان ليستغلّ فرصة كانت تبدو مستحيلة، ويجعل من خبر بسيط منشور في الصحف نقطة تحوّل عظيمة، لم تُغيّر حياته هو وصديقه فقط؛ بل غيّرت العالم، وما زال هذا العالم يتغيّر على يديه؛ فبينما كان هذا الشاب نائماً في منزله فوجئ بأحد أصدقائه المقرّبين "بول آلان" يوقظه في عنف، ورغم استغرابه مما يفعله صاحبه، إلا أن "جيتس" أفاق من نومه واستمع لصديقه، كانت الكلمات قليلة وموجزة؛ لكنه قدّر على الفور أهميتها.


    فقد أبلغه "بول آلان" بصوت مفعم بالشغف والتوتر بأن إحدى الشركات الكبرى أعلنت في جريدة اليوم أنها تحتاج إلى برنامج معيّن للكمبيوتر.


    وما إن سمع "بيل" هذا الخبر حتى انتقل شغف وتوتر صديقه إليه؛ فقد فهم الشابان أن هذه اللحظة هي لحظتهما، وأن نقطة التحوّل في حياتهما قد حانت.




    وبناء على هذا؛ فقد أقدما على خُطوة عجيبة وجريئة جداً!


    أنا لا أؤمن عادة بالكذب الأبيض، ولكن إن كان هناك كذبة بيضاء فيمكن أن نطلقها على ما فعله "بيل جيتس" وصديقه؛ فعلى الرغم من أنهما لا يعرفان أي شيء عن تركيبة البرنامج الذي أعلنت الشركة أنها ترغب في الوصول إليه، إلا أن حبهما للكمبيوتر دفعهما ليقوما بالاتصال بالشركة، وأبلغاها أنهما جاهزان بالبرنامج المطلوب؛ فحددت لهما الشركة ميعاداً للمقابلة بعد عدة أيام.


    كانت الفترة الزمنية قصيرة؛ فضلاً على أنهما لم يحضرا البرنامج بالطبع؛ بل ليس عندهما أية معلومات عن لغة البرمجة التي من المفترض أن يُكتب بها، لكنهما كانا يملكان شغفاً بهذا الجهاز لا حدود له، وكانا يحتاجان لهذه الفرصة وهذا الإلزام من جانب الشركة بميعاد محدد.. فلو أنهما أبلغا الشركة في اتصالهما بأن البرنامج ليس بحوزتهما، وأنهما سيشرعان في تنفيذ ذلك، لم يكن ليعيرهما أحد انتباهاً.


    وما إن أغلقا سماعة الهاتف، وطوال الفترة السابقة للموعد عمل الصديقان ليلاً نهاراً على إنجاز ما وعدا به، وكان هذا الإنجاز هو بداية الفتح لـ"جيتس" وشريكه، ليؤسسا بعد ذلك شركة "مايكروسوفت"، ويُصبحا من أغنى أغنياء العالم، ويتربّع "بيل" لسنين طوال على عرش أثرياء الدنيا لسنوات طويلة..


    هل ترون لحظة واحدة تتعامل معها على أنها لحظتك قد تغيّر حياتك.


    المنافسة الشرسة

    لم تتوقّف مسيرة "بيل جيتس" عند نجاحه في ابتكار البرنامج، بل واصل رحلة الجِدّ والاجتهاد، واستمرّ في مشوار الإبداع وأيضاً خوض المعارك، كان وجود شركة واعدة في مجال نُظم المعلومات يقودها شباب لم يتجاوز العشرين عاماً، يثير غيرة المنافسين وربما قلقهم.


    فبحثوا عن طريقة يمكنهم بها محاربة تلك الشركة الوليدة، وإيقاف قوة مبادرة مؤسسها، لكنهم لم يجدوا ما يقللون به من شأنها غير نعتها بشركة الأطفال.


    واستمرت الاتهامات، وزادت الحرب المعلَنة والخفية على الشركة؛ لأن هؤلاء الأطفال يديرون اللعبة بكفاءة مطبّقين مقولة آينشتاين: "عليك تعلّم قواعد اللعبة، ثم تلعب أفضل من الباقين".


    وزادت بالمقابل روح المبادرة الوثابة، لتكون خير حائط صد أمام الأحقاد الدفينة لزملاء المهنة الذين يعزّ عليهم أن يروا شركة منافسة تُفلح في تحقيق ما عجزوا عنه.


    لكن هؤلاء "الأطفال" لم يتوقّفوا طويلاً أمام هذه الاتهامات؛ فقد ركّزوا عيونهم على المقدمة منذ البداية، ولم يلتفتوا إلى أية دعاوى كاذبة يتشدّق بها الحاسدون، واتبعوا أسلوباً أقوى للتغلّب على حقد الكسالى، عديمي القدرة على الابتكار والإبداع.


    لقد بادروا إلى العمل الشاق المتواصل، المحلَّى بالإبداع، والمغلَّف بروح الابتكار والتجديد والنجاح؛ فالنجاح كفيل بإخراس الألسنة ومنح صكّ البراءة لأهله.


    الوصول للنوافذ!

    كان "بيل جيتس" وفريق عمله يُسابقون الزمن، ولا تعرف أيهما كان أسرع في هذه الشركة المنطلقة، هل هي الأفكار الجريئة، أم الأفعال القوية؟!! وكأنهم سمعوا لقول "مارجريت تاتشر" حين قالت: "لا أعرف أحداً وصل إلى القمة بدون عمل شاق؛ فهذا هو السر، وقد لا يصل بك دائماً إلى القمة؛ لكنه سيقرّبك منها كثيراً".


    ومن بيع برنامج بسيط لنظام المرور وبياناته، إلى برنامج للتعامل مع الكمبيوتر الشخصي، ثم شراء حقوق امتلاك برنامج من شركة مغمورة وتعديله ليكون النسخة الأولى من برنامج التشغيل المعروف بالدوس، وجاء النجاح الأكبر للشركة عندما نجحت في ضم ثلاثين من أفضل مبرمجي الحاسب في الولايات المتحدة، ليدخلوا في شبه معسكر مغلق لأكثر من عامين من العمل المتواصل، وجاءت نتائج هذا العمل مُبهرة؛ فقد خرج برنامج الويندوز أو النوافذ إلى الوجود.


    ومع دخول الشركة عالم البورصة والأسهم ارتفع نجمها إلى السماء، وباتت واحدة من أقوى شركات العالم.


    وبعدُ قرر "بول آلان" التخلّي عن أسهمه بالشركة لظروف خاصة، انفرد "جيتس" بالقيادة.. ومرت سنوات طوال والشركة متربّعة على القمة، غير أنها تحاول بكل قوتها الحفاظ على تلك المكانة إلى الآن رغم المنافسات الشديدة من الشركات الكبرى التي تحاول إزاحتها عن الطريق، وأيضاً من الشركات الصغرى الطموحة التي ترى في نفسها الأمل في أن تصبح "مايكروسوفت" جديدة.


    متى تورّطُ نفسك أنت أيضاً؟

    ولكن هل ينجح الشباب الذين يقودون هذه الشركات النامية في أن يحذوا حذو هذه المؤسسة، التي بدأت بثلاثة موظفين وحجم أرباح سنوي لم يتجاوز السبعة عشر ألف دولار، واستطاعت خلال عشرين عاماً أن ترفع عدد موظفيها إلى قرابة الثمانية عشر ألف موظف مع صافي ربح وصل إلى ستة مليارات إلا قليلاً؟!!


    ربما أجد هجوماً عليّ بسبب استشهادي بكذبة كانت سبباً في النجاح، على الرغم من أن هذه الكذبة تحوّلت في ظرف أيام إلى حقيقة، ولكن أيها الصديق صارحني بالله عليك وقُلْ لي كم مرة كذبت بدون داعٍ؟!! وكم مرة ندمت على هذا الكذب المجاني؟!! وكم مرة تأخّرت أو تقاعست عن اتخاذ قرار حان وقته وكأنك لم تقرأ من قبل قول بيتر دراكر: "أينما ترى تجارة ناجحة؛ فحتماً هناك من اتخذ قراراً شجاعاً"؟!!.


    تقدّم أيها الصديق واتخذ قراراً، وامنحْ رئيسك أو أستاذك أو والديك وعداً بإنجاز أعمالك المتأخرة في أقرب فرصة، ولو ادعيت أنك أنهيت الجزء الأكبر منها؛ أقصد أن تُورِّط نفسك كما فعل الصديقان، ثم بعد ذلك اشرع في تنفيذ هذا الوعد وتحويله إلى حقيقة.. أظنّ أن وقتها فقط نستطيع أن نسامحك على كذبتك البيضاء
    .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()