السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
النجاح في بلدنا !
النجاح.. من منا لا يريد النجاح ؟
تختلف هذه الرغبة من شخص لآخر.. فهناك من يرغب -فعلا فعلا- في النجاح في الحياة.. و منا من يحلم -مجرد حلم- في أن يصبح إنسانا ناجحا..
ما هو النجاح ؟
لا يوجد تعريف محدد للنجاح كما نعرف.. لكنه يختلف من شخص لآخر..
- فهل النجاح هو أن تصبح رئيس مجلس إدارة شركة كبيرة؟
- أم أن تكون افضل شخص في مهنتك ؟
- أم أن تكون سعيدا في حياتك الزوجية ؟
- أم ان تربي أبناءك جيدا ؟
- أم أن تكون غنيا أو شهيرا؟
يمكنك وضع التعريف الذي تختاره للنجاح.. لكن المهم هو :
هل تسعى فعلا للوصول إلى هذا الهدف؟
كيف تنجح؟
اسمحوا لي أن أقدم لكم وصفة النجاح الحقيقية في بلادنا..
فالنجاح في بلادنا له معادلة خاصة.. هي:
(قوة الدفع - في الاتجاه الصحيح - و البيئة المناسبة!)
1- قوة الدفع..:
هناك إحصائية تقول أن الموظف عندنا , يعمل فقط 28 دقيقة في اليوم.. هذا يعني أن السمة السائدة و التقليدية في الكثير من الأماكن هي : ثقافة الكسل و حل الكلمات المتقاطعة!
تأمل المقاهي المنتشرة في كل مكان.. لاحظ أن الجالسين معظمهم من الشباب..
هل تعرف معنى هذا ؟
بالضبط.. منافسوك في سوق العمل : معظمهم كسالى !!
طبقا لخبرتي الشخصية.. لاحظت أنه في الكثير من مجالات العمل: الشخص المخلص في عمله و المحترف المتمكن من أدواته , يكون ملحوظا جدا وسط الجميع في بلادنا بالذات!
على عكس سوق العمل في الولايات المتحدة الأمريكية مثلا.. لو فكرت أن تحصل على الدكتوراه كي تكون متميزا, ستجد الهنود و الصينيين و آلاف الآلاف من مختلف الجنسيات, قد فكروا فيما تفكر فيه , و يسعون في إخلاص حقيقي لتحقيق هذا الهدف و التنافس الشرس عليه!
اسال اي شخص عمل في الخارج , عن الفرق بين العمل في أمريكا و العمل في بلادنا, ستجد أنه يؤكد ان التنافس هناك أكبر.. و أنه من الصعب أن تتميز وسط جو من المحترفين.
عندنا الموضوع بسيط جدا يا صديقي.. كن أفضل شخص في مهنتك.. لأن ابناء مهنتك ليسو مخلصين فيها غالبا.. و بهذا ستكون الأفضل و ستكون ملحوظا جدا وسط الجميع!
الواسطة :
طريقة شائعة لترشيح بعض الناس لبعض الوظائف.. لكن الشخص المرشح بالواسطة لن يستطيع الاستمرار لو لم يكن كفئا.. و لاحظ ان كل شخص يخاف على منصبه , لذلك لن يستفيض في تعيين الناس بالواسطة كي لا يؤثر هذا على عمله هو .. لذلك فأصحاب الكفاءات لا يمكن إنكارهم ابدا و لاحظ أن البلد فيها فرص.. و الله العظيم فيها فرص , و لكن:
ليس للشخص العادي.. فهل تريد أن تكون شخصا عاديا ؟
2- في الاتجاه الصحيح..:
الإخلاص في العمل ليس كافيا!
دائما اقول أن جامع القمامة يتعب اكثر من بيل جيتس .. و لو أخلص في مهنته لن يصبح مثل بيل جيتس !
ما الذي يعنيه هذا ؟
يعني أنه ليس من الكافي أن تتعب فقط.. بل يجب أن تتعب في الاتجاه الصحيح !
لا تنظر تحت قدميك و تركز في عملك فقط.. بل انظر للمستقبل و اعرف الفرص الأفضل لمستقبل مهنتك.. لماذا لا تكون مميزا في مكان متميز بفرص أفضل؟
يجب أن تستثمر نفسك بشكل صحيح.. و تخطط لمستقبلك المهني .. و تسعى في عمل ما ينبغي عمله كي تكون في موقع افضل في المستقبل.. لاحظ أن هذا يحتاج إلى تطوير ادواتك و خبراتك و مهاراتك, كي تكون مناسبا للموقع الجديد الذي تريده...
وهذا مالا يفعله الكثيرين لحسن الحظ.
3- .. و في البيئة المناسبة:
حين أسمع من زملائي عبارات مثل :
- ياعم الكلام ده ماينفعش في البلد دي ..
او :
- ياعم الظروف عندنا غير كده ..
أشعر بسعادة غامرة !
هل تعرف السبب ؟
لأن هذا يعني أنك تعيش في بيئة مثالية للنجاح.. معظم الناس سلبيون.. معظمهم لا يسعون لمستقبل أفضل.. معظمهم متشائمون و كسالى و لا يريدون تطوير انفسهم أصلا.. معنى هذا أنك لن تجد منافسة قوية في مجالك ..
هل هناك مكان أفضل , كي تكون ناجحا وسط هؤلاء؟؟؟
كلمة أخيرة
النجاح في بلادنا سهل.. يكفي أن تكون مؤمنا بهدفك و تعمل باجتهاد و إخلاص أكبر ممن حولك, و تطور أدواتك باستمرار و تبحث عن فرص جديدة طوال الوقت..
هل هناك أسهل من النجاح في بلادنا؟
لا أعتقد.
د. شريف عرفة .