بتـــــاريخ : 5/19/2008 5:39:10 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 2539 0


    البنات والصيف

    الناقل : heba | العمر :43 | المصدر : www.lahaonline.com

    كلمات مفتاحية  :
    حياة امراة

    شمس الصيف التي فرضت وجودها بقوة على هذه الأشهر من السنة، تخبرك أشعتها أن ثمة أشياء كثيرة يمكن للمرء أن يفعلها في إجازة حقت له بعد تعب عام كامل. فتيات في عمر الورد يقضين عامهن بين الكتب المدرسية والواجبات المنزلية، يتطلعن إلى إجازة ممتعة يستجممن بها، وبعضهن يردنها ممتعة ومفيدة، وبعضهن يجبرن على أن تكون مشقة من مشاق الحياة التي يعشنها.

    "البنات والصيف" تحقيق أجراه موقع "لها أون لاين" في جولة عربية بين الرياض والقاهرة وفلسطين والمغرب؛ لنعرف من خلاله كيف تقضي الفتاة العربية إجازتها الصيفية؟

     

    الصيف في عاصمة البترول

       حر الصيف الشديد في العاصمة "الرياض" كفيل بأن يقودك إلى شباك بيع التذاكر لاختيار مصيف داخل المملكة أو خارجها في أي دولة من دول العالم.

    هكذا قالت "منيرة باسماعيل" إحدى الفتيات التي التقيناها وسألناها عن الإجازة  الصيفية وكيف تقضيها.

    الإجازة  تعني السفر: 

    اقترنت الإجازة  لدى العديد من الفتيات بالسفر، حيث اعتادت الكثيرات منهن منذ صغرهن ترتيب الحقائب فور انتهاء الفترة الدراسية.

     

      تقول "منيرة باسماعيل" طالبة في كلية الاقتصاد المنزلي:  لم أذكر أن مضى صيف لم نسافر فيه خارج الرياض، ويوجد في روابي مملكتنا الكثير من المناطق الجبلية والبحرية التي يأسرك جمال الطبيعة فيها ويشدك إليها، ففي أبها والباحة نسائم باردة تداعب ليالي الصيف الصاخبة، ويطل البحر في الدمام وجدة ليغمرك بأسرار طالما تتوقنا لمعرفتها، أحب طبيعية بلادي وأحب السفر والتجوال فيها، وهذا لا يتسنى لي إلا في الإجازة  الصيفية.

     

     وترى "وفاء المطيري" (طالبة في المرحلة الثانوية) أن في السفر متعة وفائدة حيث يتعرف المرء على معالم أخرى في بلده لم يكن يعرفها أو سمع عنها وقرأها من خلال كتب الجغرافيا، لكن رؤية ذلك على أرض الواقع تختلف تماماً عن رؤية الصور في الكتب المدرسية.

     

    "أحلام  السويلمي" طالبة في كلية التربية جامعة الملك سعود، تقول:  اعتدنا في كل إجازة أن نسافر للسياحة ونزور المعالم والآثار الموجودة في بلاد الله... هدفنا من السفر الاطلاع على ثقافات الغير وتاريخهم وحضارتهم، فلم يكن تستهوينا في سفرنا إلا تلك الآثار التي تحكي الكثير عن تاريخ هذه الدول.

     

    "فاطمة الدخيل"  رغم أنها على أبواب التخرج إلا أنها لا تستطيع السيطرة على وقتها والاستفادة منه إلا بالسفر، تقول:  جربت أن أقضي إجازتي من غير سفر فرأيت يومي يضيع بالنوم وليلي بالسهر، لكني عندما أسافر، وخاصة ضمن وفد سياحي، فإن كل دقيقة من وقتي  تُستثمر في التعرف والاستكشاف ورؤية ما أبدع الله في خلقه من جمال الطبيعة واختلاف المناخ.

     

    الإجازة.. خروجنا من دائرة الزمن

    فتيات يخرجن من دائرة الزمن في أشهر معينة من السنة تضيع إجازتهن  في السهر أمام التلفاز أو في غرف المحادثة عبر الإنترنت.. ونوم يبتلع ساعات النهار فتضيع  معه أوقات الصلاة.

    تقول هند (14 سنة) طالبة في المرحلة المتوسطة: سئمت الاستيقاظ مبكراً طيلة أيام الدارسة، وأظن أن من حقنا أن نكسر نظاماً لم يفارقنا لمدة طويلة.. وتتابع هند: لا أخفيك أنني في أيام كثيرة أستيقظ مبكراً لكني لا أود مغادرة الفراش وأقنع نفسي بأني في إجازة ويمكنني متابعة النوم الذي حرمت منه في أيام الدراسة

    .

    أما "انتصار السالم" في المرحلة الثانوية، فترى أن الأمر يبدأ جميلاً ولكن مع مرور الوقت هناك أشياء كثيرة تختلف، تقول انتصار:  يبدأ الإحساس رائعاً بأنك خارج قيود الزمن والالتزام ساعة الاستيقاظ أو النوم، ولكن مع مرور الوقت يبدأ الملل بالتسرب إلى الإجازة،  وأشعر بسأم لا أشعر به في أوقات الدراسة، وأشعر أني أحتاج لأحد يشدني إلى نشاط معين أو يشجعني عليه، ولكن غالبية صديقاتي يسافرن خارج المملكة وأخريات يقضين إجازتهن أمام شاشة التلفاز أو في غرف المحادثة، وقد تناقشت كثيراً مع عائلتي عن استثمار وقتي في الإجازة،  لكني  لم أجد منهم ما يشجعني إذ كان رأيهم بأن أستثمر وقتي في مراجعة المواد المقصرة فيها لأحقق نتائج أفضل في السنة القادمة، إلا أنني  وبصراحة  مللت من الدراسة وأريد نشاطاً ما ولكن خارج نطاق المنهج المدرسي.

     

    لا أظن أن هناك ما هو أفضل

    رغم صغر سنهن إلا أنهن اخترن استثمار وقتهن بما يفيدهن في الدنيا والآخرة.

    تقول "منال الخضير" الطالبة في المرحلة المتوسطة: منذ صغري وأنا أتمنى أن أحفظ كتاب الله وأتعلم منه وأعمل به، لكني لا أجد متسعاً من الوقت في أيام الدراسة حيث ينفد الوقت بين الذهاب للمدرسة وحضور الدروس والقيام بالواجبات المدرسية عند العودة إلى المنزل، هذا ما جعلني أنتظر فترة الصيف التي تفسح لي وقتاً أفتقده في أيام الدراسة لأنتسب لدار التحفيظ وهذا ما فعلته.

     وتضيف "نورا الدخيل الله" التي قابلناها في الدار.. انتسابي للدار لم يعلمني التجويد ويساعدني على الحفظ فقط، وإنما أفسح لي المجال للتعرف على الصحبة الصالحة التي تخطت حدود الدار فصرنا نستثمر أوقات الإجازة  خارج الدار في الاجتماع في بيوت إحدانا والمشاركة في المسابقات الثقافية ومذاكرة ما حفظناه في الدار بالإضافة إلى حضور الدروس الدينية.

     

    هكذا سموها.. المراكز الصيفية..

    تحمل المراكز الصيفية للبنات المتعة والفائدة، وتتيح لهن التعارف بعضهن إلى بعض وتنمية روح الجماعة والتعاون.

    تقول "وفاء عبد الرحمن" إحدى المنتسبات لإحدى المراكز الصيفية: كثيرة هي الخبرات التي اكتسبتها نتيجة انضمامي إلى هذه المراكز، حيث وجدت فيها البرامج المفيدة والممتعة في الوقت ذاته، إضافة إلى العلاقات الاجتماعية، من خلال التعرف إلى الفتيات المنتسبات للمركز والمناقشات التي تحصل بيننا.

    و تؤكد "نوّار القحطاني" على أهمية مثل هذه المراكز في اكتشاف المواهب المكنونة عند الفتيات التي يتسنى  لهن من خلال أنشطة المركز إبرازها وتنميتها، الأمر الذي يفتقدونه في المدرسة بسبب الالتزام بمناهج محدودة.

     

    العالم يتقدم ونحن خلفه

    عصر الثورة المعلوماتية، المصطلح الذي اقترن بهذا العصر جعل الكثير من الفتيات، سواء كن صغاراً أو كباراً، يشعرن بأهمية دورهن في الانخراط في هذا العصر وعدم الوقوف بعيداً مكتفيات بالمشاهدة لما يحدث.

    تقول "مها الصفيان" المقبلة على المرحلة الجامعية:  وسط التقدم الهائل الذي يشهده هذا العصر كان من المستحيل أن نقف عند حدود المناهج الدراسية، فكان لابد أن أسجل في دورات للحاسب الآلي للتعلم وأبدأ بالخطوات الأولى، وأنا على يقين أنه بالجهد وحب التعلم والاطلاع سأستطيع أن أدخل في هذا العالم المبهر، فلا يمكن لأي ممن يرى عمق الإنجازات التي تحققت من وراء الثورة المعلوماتية أن يتجاهلها ويكتفي بما يتلقاه في أيام الدراسة، خاصة وأن أمامنا مدة طويلة في الإجازة  الصيفية يمكن استثمارها في التعلم والانخراط في هذا العالم.

    وتؤكد "أرياف غالب" ـ إحدى المتدربات التي التقيناها في إحدى معاهد التدريب للحاسب الآلي ـ أهمية استثمار الإجازة  في الدخول إلى عالم المعلوماتية، تقول:  لغة العصر الآن هي الحاسب الآلي فكيف يمكن أن نعيش في عصر لا نتقن لغته؟ و كيف يمكن أن نتكيف معه؟ نحن بحاجة ماسة لأن نستثمر كل دقيقة من وقتنا لنلحق بالركب السائر إلا أن الكثير لم يفطن لذلك.

     

    التطوع والإجازة:   

    العمل التطوعي ركيزة أساسية في بناء المجتمع، وهو ممارسة إنسانية مرتبطة بكل معاني الخير والعمل الصالح، ومما لمسناه من خلال التحقيق الذي نجريه أن للعمل التطوعي مكانة في قلوب فتيات المملكة.

    تقول "تماضر الحجي" طالبة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية:  نحتاج في مجتمعنا إلى العمل التطوعي، فالعمل الخيري يريح النفس ويشعر الإنسان بالاعتزاز والثقة والقدرة على العطاء، لا لشيء.. إنما ابتغاء رضا الله أولا ثم خدمة المجتمع ومن حوله

    .

    وتتابع تماضر: أحب العمل التطوعي وأمارسه حتى في أيام الدراسة لكن على نطاق ضيق، أما في الإجازة  الصيفية  يوجد الوقت الكافي الذي أستثمره بعمل الخير والتطوع، ولا أنكر أني وإن لم أكسب من وراء هذا العمل  مالاً إلا أني اكتسبت خبرات متعددة جراء انخراطي  في أعمال مختلفة، وأنا أشجع الفتيات على الخوض في هذا المجال، ومن تجربتي رغم أني  صغيرة إلا أني أتقن الكثير في المهارات جراء تراكم خبرات حصلت عليها  من استثمار وقتي في الإجازات الصيفية بالأعمال التطوعية.

     

    وتؤكد "العنود عبد الله" ـ طالبة في كلية الآداب جامعة الملك سعود ـ على أهمية تنشئة الأبناء على حب العمل التطوعي من خلال غرس قيم التضحية والإيثار وروح العمل الجماعي، حيث تقول:  أنا من عائلة تحب العمل في هذا المجال وقد غرست أمي في داخلي  حب العمل التطوعي لأني كبرت وأنا أراها تمارس هذا العمل وهي من شجعتني على استثمار إجازتي في العمل التطوعي.

     

    فتيات  القاهرة والصيف

    تأتى الإجازة  الصيفية وفى رؤية كل فتاة استثمار أمثل لتلك الإجازة  من منطلق اغتنام خمس قبل خمس "وفراغك قبل شغلك", و"نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ" كما في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.

    ويقول الشاعر:

    والوقت أنفس ما عنيت بحفظه                                             وأراه أسهل مـــا عليـك يضيع

     والفتاة المصرية والعربية بشكل عام هي طالبة تعانى طوال العام الدراسي بين أربعة جدران للمذاكرة ومن إلحاح أسرتها عليها بنفس الأمر, ويختلف قضاء الإجازة  من سن لآخر ومن وسط مادي لآخر. والحقيقة أن الأمر ليس قاعدة يبنى عليها إلا أن الواقع قد يصدمك أحيانا.

     

    النوادي  

    في البداية تقول دنيا يحيي (18 سنة، طالبة بكلية الآداب جامعة عين شمس):  أستيقظ من النوم في التاسعة صباحا أشاهد مسلسلا في التليفزيون ثم أتناول إفطارى وأذهب إلى النادي ألعب (جيم) وأنزل (البيسين) وأخذ حمام شمس بعد البيسين حتى أكتسب (لون حلو) بعد ذلك آخذ سيارتي وأصطحب إحدى صديقاتي لتناول الغذاء معا ثم نخرج ونذهب إلى (كافيه حلو).

    أما سالي مصطفى (18 سنة، طالبة بكلية الآداب أيضا):  أذهب إلى النادي أشاهد التليفزيون وأحصل على "الكورسات" (تقصد برامج تعليم) وأحاول البحث عن مكان أتدرب فيه وأتمتع يوميا باللعب مع قطتي وإطعامها. فإذا قررت الخروج أرتدي ملابسي وبصراحة أستغرق 3 ساعات فى ارتداء الملابس! وبعد ذلك أذهب إلى النادي مع أصحابي وفي الليل من الممكن واحدة منهم تأتي إلي ونجلس معا.

     

    الفتيات والشات

    هبة محمد عبد الفتاح (21 سنة، طالبة بكلية الألسن): معظم الوقت أقضيه مع عائلتي نقوم بزيارات ورحلات عائلية، كما أنني أحب تعلم فنون الطبخ، وأقضي وقتا فى ذلك بالإضافة لتربية الطيور والكلام والشات (دردشة على الإنترنت).

    تقول حنان صدقي (21 سنة، طالبة بأكاديمية السادات): أقضي معظم وقتي أمام الإنترنت، ولا أفضل الذهاب إلى مراكز الشباب؛ لأنها خالية من العديد من الخدمات، والعاملون بها يسيئون معاملة الأعضاء.

    وتشترك وسام محمد (20سنة، تجارة القاهرة) في الإجازة  الصيفية في برامج الأسر بالجامعة، مشاركة في ذلك صديقاتها، ومنها ما ينظم رحلات  إلى معسكرات الشباب على  المصايف، ولكن ـ للأسف ـ الاشتراك في هذه المعسكرات مقصور على المعارف ويخضع للواسطة, والآن مراكز الشباب في بعض المناطق الشعبية تحولت إلى بؤر إجرامية.

     

    الإجازة  ابتكار وإبداع

    تتجه "مريم سمير"  (الفرقة الخامسة تربية فنية) اتجاها مفيدا جدا في قضاء الإجازة؛ إذ تقول:  الإجازة  بالنسبة لي ابتكار شيء جديد, حيث أهتم بالأعمال الفنية الخاصة بالكلية، لكن لو وجدت نفسي في لحظة إبداع فإنني أنفذ أولا اللحظة التي  أعيشها، وغالبا ما أقدم على عمل أشياء جديدة لم أكن فعلتها من قبل، وخاصة في الرسم والتصوير، فمثلا لو رأيت زجاجا بلا رسم أقوم بالرسم عليه، فقد رسمت زجاج سلم منزلنا بمجرد السكن في العمارة؛ لذلك أتفنن في استخدام خامات جديدة بألوان مختلفة على براويز الصور القديمة فتبدو كما لو كانت حديثة. وفى هذه الإجازة  أنوي بعد أن تعمق مفهومي للرسم من خلال ما درسته أن أزيل ما رسمته من قبل على زجاج سلم العمارة التي أسكن بها  وأقوم بعمل رسومات جديدة

     

    الإجازة  بالنسبة لـ"شيرين مدحت"  (ثانية ثانوي ألماني):  عبارة عن قليل من الراحة وقليل من المذاكرة؛ حتى لا أنسى ما درسته، وفي نفس الوقت أحاول أن أقرأ لأثقف نفسي وعادة أخطط للإجازة، والتخطيط بالنسبة لي يعنى أن تكون عندي أفكار جديدة ومرتبة لكيفية قضاء الإجازة، وكل سنة لدي أفكار جديدة.

    "عصمت منصور"  (أولى تربية) ترى أن الإجازة راحة للنفس واستجمام واستمتاع بالطبيعة؛ لذلك غالبا ما تحب أن تقضيها في الأندية والذهاب إلى المصايف, وتقول: بهرتني معالم مميزة في كل مكان زرته لم أنسها إلى الآن, وأحب أن أزور المتاحف؛ لأنها تفيدني في دراستي، كما أنني أحصل على برامج ودورات كمبيوتر, ومن المهم بالنسبة لي القيام بالزيارات العائلية, حيث تتجمع عائلتنا الكبيرة لنقضي كل يومين في أحد بيوت الأسرة.

     

    دروس العلم وقراءة القرآن

    فاطمة إسماعيل (22 سنة، بكالوريوس خدمة اجتماعية)  تقول:  اعتدت استغلال الفراغ الكبير الموجود في شهر الصيف من خلال قراءة القرآن، والحقيقة أنا لا أختمه إلا في أشهر الصيف، كما أقوم بالزيارات العائلية من خلال الأسرة لقريتنا التي أحبها كثيرا, وحاليا أقوم بحضور دروس العلم في مسجد مجاور، وفى نفس المسجد أنا مسؤولة عن تربية زهرات (فتيات) الحي الذي به المسجد المذكور، وننظم رحلات لمكتبات العلماء في بلدنا، وربما بالمحافظة التابعين لها.

    أما خديجة عبد الخالق (20سنة، طالبة بكلية العلوم، وابنة أحد الدعاة المعروفين في محافظة بني سويف)  فتلفت إلى أن والدها يحرص على الترويح عنهم بصفة مستمرة, وأنها أخذت عنه شغفه بالقراءة وحبه لدعوته التي أفنى فيها حياته، وهى الأخرى تسعى إلى استغلال الصيف ككل عام بخطة محددة المعالم، من معالمها: تحفيظ القرآن الذي تحفظه هي كاملا مرتلا منذ أن كانت ابنة الأحد عشر ربيعا، والعمل في مجال رعاية الأيتام والأسر المعيلة بجمع التبرعات, وتضيف أن من برامجها: متابعة "عمرو خالد" في برنامجه الأسبوعي (صناع الحياة) والذي تقول إنها استفادت منه ومن برامجه العملية، وطبقت هي وزميلاتها منها حلقة كانت تدعو إلى تنمية الإرادة بالسير 40 كيلو مترا، فعلوها ووجدوها ممتعة على حد قول خديجة.

     

    في المزرعة

    هبة حسن  (22 سنة، حاصلة على معهد عال خدمة اجتماعية) تقضى إجازتها الصيفية في مزرعة لتربية الدواجن، يمتلكها والدها مع إخوتها وأخواتها، تساعد في نظافة المزرعة وإطعام الطيور, وتفتخر دائما بقريتها التي ما برحت تصفها  بالقرية النموذجية, حيث مركز شباب القرية الذي يفسح المجال للفتيات لإخراج طاقتهن في أعمال الخدمات الاجتماعية وأعمال التطريز والحياكة.

    ريم محمود  (24 سنة، طالبة في السنة الرابعة النهائية بكلية الطب البيطري  ) تؤكد أنها ليست ككل البنات، رغم أنها عاشت فترة تهتم بالزيارات العائلية والسياحة إلى الشواطئ من خلال النوادي العائلية فى مدينة الإسكندرية أو رأس البر حيث يمتلك والدها (شاليه) على  البحر المتوسط مباشرة وفيه خصوصية فى الاستمتاع بالبحر, وتوضح أن كلية الطب البيطري شغلتها لمدة شهر ونصف الشهر من الإجازة، أي بما يعادل نصف الإجازة، والنصف الآخر تحاول فيه الاسترخاء من دراسة طويلة, تقضى إجازتها فى النوم فهي تقوم من النوم لتنام مرة أخرى!

     

    الفتيات الفلسطينيات يعشن واقعا مختلفا في الصيف

    "أين المتنزهات؟ أين النوادي؟ أين الأماكن الترفيهية؟ كل هذا لحقه الدمار والخراب من قبل المحتل الإسرائيلي الغاشم... ماذا تريد من فتاة فلسطينية أخت شهيد... أو أسيرة.... أو ابنة شهيد.... أو مصابة... أو شهيد.... الصيف عندنا له طعم آخر؛ نتجرع فيه المرارة والأحزان، وأمنيتنا العيش كباقي فتيات العالم"..

    بهذه العبارات بدأت "نادية" ابنة الخامسة عشرة حديثها عن حياتها الصيفية، بعد أخذها نفسا عميقا روت لنا معاناتها في الصيف.. فتقول: الصيف عندنا سعي وراء الرزق ـ  بعد أن هدمت قوات الاحتلال بيتهم فأصبحوا بلا مأوى سوى المدارس وأهل الخير ـ وتستذكر نادية الصيف الماضي قائلة:  ليت الأيام تعود وليت الأحزان تندمل ماذا أقول؟ عن ماض جميل ونسائمه رقيقة ذهبت أيامه كسرعة البرق، أما عن حاضر أليم لا نعلم ما نهايته السعادة أم.....

    تعيش فتيات فلسطين ونساؤه صيفا تختلف نسائمه الحارة عما تعيشه نساء العالم الذين يقضين صيفهن في الإجازات السعيدة وفي قضاء أجمل الأوقات. أما نساء فلسطين فهن يبكين الشهيد والجريح ويساعدن الفقير ويكفكفن الدمع بعضهن عن بعض. يعد البحر هو المتنفس الوحيد لهن لقضاء إجازتهن الصيفية، ولكن حتى الشريط الساحلي داخل قطاع غزة، فإنه أيضا لا يخلو من مراقبة الدبابات التي لا تبعد عنه سوى أمتار، فضلا عن أن المستوطنات الإسرائيلية تأكل أكثر من ثلثه، ولكن رغم هذه المعاناة التي تحياها فتيات ونساء فلسطين إلا أنهن يصررن على قضاء صيفهن بما هو مفيد ونافع لهن.

     

    عيشة خاصة

    الفتيات والنسوة الفلسطينيات لهن طريقتهن  وحياتهن الخاصة في الصيف، التي تختلف من واحدة لأخرى، فهناك من يقضي الصيف في الجامعة ويحرص على أخذ الدروس والمحاضرات الصيفية، وهناك من يحرصن على التردد على المساجد وجلسات القرآن، وبالتالي يكون الصيف بالنسبة لهن شهرا لحفظ أجزاء من القرآن وإتقان تلاوته وأحكامه، وهناك نسوة تحكمهن الحياة العائلية والأولاد فلهن عيشتهن الخاصة، وهناك نسوة يضيعن هذه الفرصة في مشاهدة المواد الهابطة على شاشات الفضائيات.

    كنز

    "سماح العجب" (طالبة في الثانوية العامة من مدينة غزة) تقول إن الصيف بالنسبة لها كنز لابد من استغلاله الاستغلال الجيد الهادف وعدم مضيعته في الأشياء التافهة، تقول:  بالنسبة لي فأنا أقضي الصيف بين الدورات والمحاضرات العلمية والجلسات الفكرية التي من خلالها أستطيع تنمية فكري وثقافتي وصقل مهاراتي الإدارية والفنية، والصيف فرصة كبيرة لأن أرى عائلتي التي ربما أنشغل عنها في فصل الشتاء نظرا لظروف الدراسة فأرى أخواتي وإخواني وأحادثهم وأسامرهم.

    وتضيف "سماح" أنها تحرص على اقتناء أشرطة الداعية الإسلامي "عمرو خالد" وسماعها وما يحببها في عمر خالد أنه يتمتع بأسلوب إقناعي جذاب ويستميل القلوب إليه بسرعة تقول:  أنا أحرص على اقتناء كل خطبه ومحاضراته والاستفادة منها وإفادة إخواني وأخواتي.

     

    مساعدة إخوانها

    أما "منى أبو شرخ" وهي طالبة جامعية وتدرس اللغة الإنجليزية، فتعيش وسط أسرة مكون من أخت تكبرها سناً وخمسة أطفال، وهي تعيش الصيف بشكل مريح فهي تتلقى خلاله مجموعة كبيرة من الدورات التعليمية وخاصة دورات اللغات وتشير أنها لو لم تخرج من البيت لتلقي دروس العلم والدورات فإنها ستكون ضحية للتلفاز والفضائيات التي تعرض علينا الهابط والماجن وهو خطر كبير يحدق ببنات الأمة الإسلامية.

    وتقول منى إن أختها التي تكبرها متزوجة وتدرس في الجامعة معها، وهي تعمل على مساعدتها في الدراسة، ولا سيما أنها زوجة وعليها مسؤوليات، وتجد منى الراحة التامة في مساعدة أختها في تنظيم دروسها ومحاضراتها، منوهة بأن علاقتها بأمها علاقة مفتوحة جدا وصريحة وتفوق الخيال، وهي تشعر أن أمها هي المأمن الوحيد لها فلذلك لا تخفي عنها شيئا.

    وتضيف منى أنها تساعد إخوانها الصغار، خاصة أن منهم من يمر بمرحلة المراهقة، وهي مرحلة حرجة جدا وقد تخرج من بعضهم ألفاظ سيئة أو أفعال غير مسؤولة نتيجة لخطورة المرحلة.ووصفت منى الصيف بالنسبة لها بالمرهق، فهو من وجهة نظرها ليس للترفيه والعبث، بل لتطوير قدرات الفرد وأفكاره، وهي تعكف الآن على حفظ أجزاء من القرآن الكريم في مركز الدعوة الإسلامية القريب منهم، كما أنها تعمل على تطوير اللغة عندها، وأنها في كل صيف تضع على أجندتها قائمة من الكتب وتحرص على قراءتها والاستفادة منها.

    وتقول منى إن هناك بعض الفتيات لا هم لهن في الصيف إلا الفسح والتنزه والاستماع للأغاني الماجنة ومشاهدة الهابط. أما كل ما فيه خير فإنهن بعيدون عنه، فعندنا نادرا ما تجد فتاة تطالع خارج تخصصها المدرسي أو الجامعي، وتعتبر من تفعل ذلك شاذة بين أقرانها.

    هبة (22عاما، طالبة في جامعة الأزهر في غزة تدرس الحقوق) تقول:  أقضي صيفي عند المحامين وفي المحاكم، حيث أتدرب على كيفية كتابة القضايا واللوائح القانونية وكيفية عمل المرافعة، وأضع يدي على الواقع العملي للمحامي وبذلك يخفف عني الصيف أشياء كثيرة لابد من تعلمها، فهو فرصة ثمينة لي ولغيري من الطالبات.

     

    المخيمات الصيفية

    ومن جهتها قالت "سامية أبو عمرة" ـ رئيسة مجلس طالبات الجامعة الإسلامية ـ أن المجلس في كل صيف يحرص على تنظيم أنشطة تخص جميع الطبقات النسائية وجميع المراحل، ولا سيما أنها تركز اهتمامها على مرحلة الثانوية العامة كونها تكون على أبواب الجامعة ولا بد من توعيتها فكريا وعقلياً عن الجامعة وأمورهاوتقول إن هناك نشاطات للمجلس تتعلق بالارتباط الخارجي مع مؤسسات المجتمع المحلي، وهناك نشاطات تتم لطالبات المرحلة الثانوية، وهناك نشاطات تستهدف المرحلة الجامعية والمرحلة ما فوق الجامعة.

     

    وأوضحت سامية أبو عمرة أن أهداف المخيمات الصيفية مختلفة حسب المرحلة: فأهدافنا للمرحلة الثانوية تشكيل قاعدة تمهيدية عن الجامعة الإسلامية وأفكارها وفلسفتها والحياة الأكاديمية داخل أسور الجامعة، والعمل على تأهيل الطالبات للجو الجامعي الذي سيقبلون عليه، بينما تختلف الأهداف مع المرحلة الجامعية وما فوق حيث يكون الهدف منها نشر الوعي الفكري والثقافي بين الفتيات وتعليمهم أشياء جديدة عن حياتهن، وتنبيههن إلى الصراع الدائر الذي يهدف إلى هدم أفكارهن وعقائدهن.

    أما أنشطة المخيمات الصيفية فهي مختلفة، منها الندوات الفكرية والثقافية والمحاضرات، والدورات منها اللغات ودورات العلوم والحاسوب، ومنها تعليم فن الخياطة والحياكة والأشغال اليدوية، ونحن من جانبنا نحرص كل الحرص على جلب المتخصصين للمخيمات ومجموعة كبيرة من الأساتذة الجامعيين.

     

    جانب ترفيهي

    وأضافت أن هناك جانبا ترفيهيا كبيرا في المخيم حيث إن هناك رحلات إلى شاطئ البحر وهناك رحلات إلى الخلاء، ولكن نظرا للأوضاع الصعبة التي نعيشها تم تقليص الرحلات السياحية في داخل القطاع المحتل فلا يخفى على أحد الظروف الصعبة التي يحياها أبناء شعبنا من ظروف الحرمان والحصار والخراب والتدمير، كل هذه الأمور تجعل علينا من الصعب أن نمارس حياتنا الطبيعية خلال الصيف، ولكننا رغم المصاعب والمعاناة إلا أننا سنعمل على تخطي هذه الظروف وتسخيرها لصالحنا.ووجهت سامية أبو عمرة نداء لكل فتيات العالم بضرورة قضاء الصيف بما هو مفيد لهن، وعدم إضاعة هذا الوقت الثمين بالأشياء التافهة التي لا تعود عليهن بالنفع.

     

    تربية الأجيال

    "منال الأنقر" (ابنة الثانية والعشرين ربيعا، التي تعمل مشرفة في أحد المخيمات الصيفية) تقول إنها كانت منذ صغرها تذهب إلى المخيمات التي تنظم للفتيات المسلمات داخل المسجد وإنه لا يفوتها نشاط، بل وتشارك في المخيم بقوة، الأمر الذي أهّلها لأن تكون منذ صغرها مساعدة مشرفة، وهي الآن تبوأت منصب مشرفة في المخيم.

    وتقول "منال الأنقر" إنه ينبغي أن تتمتع المشرفة بصفات تؤهلها للإشراف على تربية الأجيال، فهي يجب أن تكون قدوة حسنة في سلوكها وأن تتمتع بخلفية ثقافية ودينية واسعة؛ لأنها تتعرض في كثير من الأحيان لأسئلة يتحتم عليها الإجابة عنها، فإن لم تتمتع بخلفية ثقافية فكيف سيكون الأمر؟

    تعيش منال في عائلة مكونة من ثلاثة عشر فردا، ولكنها هي تعد المرشدة والمربي، وتحرص دائما على توجيههم وإرشادهم ودعوتهم لحضور الندوات والمحاضرات، وتحذرهم من كل ما يحيط بهم، ومن هواياتها: المطالعة والقراءة، وتحرص دائما على تصفح أحد الكتب الثقافية أو الدينية.وتشير منال إلى أن أكبر مشكلة تواجه الفتاة هي مشكلة وقت الفراغ، فإذا لم تستطع الفتاة استثمار هذا الوقت واستغلاله بالمفيد والنافع فإن الشيطان سيسيطر عليها ويدفعها إلى أمور سيئة، فالإنسان منا محاسب على كل دقيقة في عمره يوم القيامة.

     

    المعاقات والصيف

    "خولة" فتاة تعاني من إعاقة، ولكن رغم إعاقتها الحركية إلا أنها تصر على مواصلة طريقها وحياتها وإثبات ذاتها في خدمة مجتمعها، فهي تكره أن يقال عنها عالة على المجتمع، وهي تدرس اللغة العربية لتصبح مدرسة وتعتاش من وظيفتها، تقول: إن الصيف بالنسبة لي يعد شيئا يجب الإفادة منه بقدر الإمكان، ويجب العمل فيه على تسخير طاقتنا، ومن جهتي فأنا أعكف على حفظ الأشعار والدواوين الشعرية والأدبية وكتابة الشعر والقصص، وربما أكثر من كتابة قصص المعاناة، لاسيما أن الشعب الفلسطيني يحيا المعاناة ويتجرع مرارتها باستمرار.

    تقول خولة (22 عاما) إنها تحرص دائما على التردد على جمعية المعاقين حركيا؛ لأنها تستفيد من الأنشطة التي تقدمها الجمعية للمعاقين، والتي تهدف إلى تنميتهم وتطوير قدراتهم وأفكارهم الإبداعية

    .

      ترسم معاناة شعبها

    "خضرة بشير" (فنانة فلسطينية تدرس تربية فنية في إحدى الجامعات الفلسطينية وترسم معاناة شعبها بريشتها) تقول: الصيف بالنسبة لي فترة للتعلم والتدريب وصقل مهاراتي في الرسم والفن، وأيضا تصنع في خلال الصيف مجموعة من الأشكال والأشغال الفنية التي ينظم لها معرض خاص.

    وتقول إن أكثر صورة أثرت بها ومازالت في ذهنها وعبرت عنها بريشتها هي صورة "طفل صغير وقد هدم منزله وشردت عائلته وهو يبكي" هذه لوحة ربما لن أنساها في حياتي.وتجد خضرة تشجيعا فائقا من أهلها وأسرتها ويقدمون لها العون والمساعدة والراحة النفسية في سبيل إنجاز رسوماتها بشكل أفضل وإخراجها بشكل جذاب.

     

    ترتيب أوراق

    وتقول الطالبة "دالية التلولي" إن الصيف هو عملية ترتيب الأوراق وتصحيح الأخطاء، وليس للعب واللهو، وهو الفرصة الوحيدة لتنمية القدرات ويجب الاستفادة منه في تنظيم أحوالنا وأمورنا والعمل على تقوية إبداعاتنا من خلال الدورات والنشاطات التثقيفية والتعليمية.ويبقى  للفتاة الفلسطينية  وضعها الخاص، وربما تشاركها في هذه الآونة الفتاة العراقية؛ كون الظروف الاحتلالية واحدة، ولكن الفتاة الفلسطينية الصامدة استطاعت تسخير الصعوبات والعوائق فيما هو مفيد ونافع لها

    .

    الفتاة المغربية والصيف

    أصبحت الفتاة المغربية في السنين الأخيرة واعية بالدور التكويني للعطلة الصيفية؛ لذلك فإن أغلب الفتيات اللواتي استطلع موقع "لها أون لاين" آراءهن حول كيفية قضاء العطلة الصيفية، كانت إجابتهن بالتدبير المنظم لهذه الفترة من السنة التي ما زال الكثير يعتبرها فترة راحة وسفر و..

    ونظرا لكون الفتاة تؤثر بشكل كبير في الحياة الاجتماعية فإنها مستهدفة من البرامج الهادفة والهدامة في نفس الوقت، فبقدر ما تجد الفتاة رائدة في المخيمات الصيفية، تجدها رصاصة في زناد تجار الفساد باستغلالها في الحفلات الماجنة وفي متاهة عرض الأجساد على الرمال.في هذه الجولة لموقع "لها أون لاين" مع البنات في المغرب تتباين وجهات النظر حول كيفية قضاء الصيف وحيثيات هذا التباين.

     

    في انتظار فارس الأحلام:

    تعتبر عطلة الصيف فرصة لإقامة حفلات الزفاف؛ نظرا لأن أفراد العائلة يكونون في عطلة عن الدراسة والعمل، ثم لكون الأهل والأحباب المقيمين خارج أرض الوطن يحضرون في هذه الفترة. لذلك فإن فئة من الفتيات أبدين لموقع "لها أون لاين" اهتمامهن بهذه الفترة بحيث يتم استغلالها في الإعداد لحفلة الزفاف، وذلك بتطريز ثياب العرس واحتياجات بيت الزوجية.

     تقول "زكية" من مدينة القنيطرة غرب المغرب:  إني في فترة الصيف لا أهتم بسفر أو غيره وإنما أنا بصدد إعداد ما أحتاج له في بيت الزوجية، خصوصا ما يتعلق بالتطريز والخياطة، فمعلوم في عاداتنا أن الفتاة أو أمها تهتم بإعداد اللباس المطرز الخاص بليلة الحناء، وتطريز الأغطية الخاصة بأرجاء البيت والمناديل. بالإضافة إلى أنني أشرف على الخياط التقليدي الذي يعد لي الملابس التقليدية.ومن ناحية أخرى أساعد أمي في إعداد حلويات الحفلة وإعداد الدعوات للزوار، المهم أن الفتاة تسعى جاهدة لاستقبال فارس أحلامها بأزهى حلة مع قضاء أحسن حفلة مع الأهل والأحباب.

     

    السعي إلى الضفة الأخرى

    لم يعد أمر الهجرة إلى البلاد الأجنبية بحثا عن العمل يقتصر على الذكور، بل أصبحت الفتاة تسعى جاهدة من أجل عبور الحدود، لذلك فهي تستغل فترة الصيف، حيث ترجع الجالية المقيمة بالخارج، لتبحث عن وسيلة مشروعة أو غير مشروعة للسفر خارج أرض الوطن.

    "سليمة" فتاة مغربية انقطعت عن الدراسة وهي في المرحلة الأولية، تعلمت الصناعة التقليدية وجعلتها وسيلة لكسب الرزق لتساعد أمها الأرملة، سعيا وراء الربح السريع بادرت سليمة إلى بيع آلات الخياطة والطرز، وهي في فصل الصيف هذا لا يهمها سوى أن تحصل على وثائق الإقامة في دولة أوروبية من أجل العمل لتساعد أمها وإخوانها الصغار.

    والفتاة التي لا تحلم بالضفة الأخرى لأجل العمل تجدها تنتظر فرصة زواج من مغربي مقيم بالخارج؛ لذلك تجدها مهتمة بمظهرها وتكوينها، ولم لا تهتم بوساطات من أقارب المقيم لأجل الظفر بجواز يتيح لها الإقامة في بلد الحرية كما يبدو لها؟!

     

    العطلة صيف وضيف

    إن فئة واسعة من الفتيات لم يخفين امتعاضهن من كثرة الضيوف في فترة الصيف؛ لأنها تحرمهن من استغلال فترة الصيف كما يحلو لهن، صرحت إحدى الفتيات بهذا الصدد للموقع: "رغم أن الإسلام أمر بإكرام الضيف إلا أنني أجد أن الضيوف في بعض الأحيان قد يُجهزون على حقوق الآخرين، فأنا محرومة من السفر خارج البيت؛ لسبب واحد هو كثرة الضيوف في بيتنا، فأجدني مضطرة لأساعد أمي في المطبخ، وهنا أغبط إخواني الذكور الذين يسافرون ويستفيدون من المخيمات الصيفية والأنشطة الجمعية؛ لأنهم غير ملزمين بمساعدة أمي في المطبخ". وتضيف هذه الفتاة أنها أصبحت تكره العطلة الصيفية؛ لأن صديقاتها عند الدخول المدرسي يحكين عن رحلاتهن وعن استفادتهن، في حين لا تجد هي شيئا تذكره إلا أنها كانت مداومة في المطبخ تشرف على خدمات الضيوف الذين لا تنتهي خدماتهم إلا بانتهاء فترة الصيف وحلول السنة الدراسية.

     

    الصيف متنفس واستعداد

    "سارة بوخبزة" ذات الخمس عشرة سنة، التقيناها في مدينة تطوان شمال المغرب، مستواها الدراسي الأولى ثانوي شعبة العلوم الرياضية والدها أستاذ جامعي وأمها أستاذة في التعليم الإعدادي، سألناها كيف تقضي فترة الصيف، فأجابتنا بما يلي:

    "يأتي فصل الصيف بعد سنة دراسية كاملة مشحونة بالامتحانات لا نجد فيها فرصة للترفيه عن أنفسنا، لذلك فالصيف هو متنفس نستطيع من خلاله الترفيه، وموازاة مع ذلك نبدأ الاستعداد للسنة الدراسية المقبلة من حيث إعداد المقرر أو على الأقل أخذ نظرة موجزة على مقرر السنة المقبلة"وتضيف سارة أنها تسجل في إحدى المدارس لدراسة علوم الفيزياء أو الرياضيات، بالإضافة إلى بعض اللغات.

    ومن الناحية الترفيهية ترى سارة أن أنسب ترفيه بالنسبة لها هو المشاركة في المخيمات الصيفية والملتقيات الجهوية والوطنية للتلاميذ والتلميذات التي تنظمها الجمعيات الثقافية، وأعلنت سارة أنها مقبلة على المشاركة في مخيم جهوي بشاطئ "أوشتام" جهة مدينة تطوان شمال المغربوقد سبق لسارة أن شاركت في مخيمات العمل الطفولي مع جمعية الشهاب الثقافية بتطوان، كما أنها ستشارك في مخيم آخر نهاية شهر أغسطس بمخيم السعيدية بمدينة "وجدة" شرق المغرب.

    وترى سارة أن أهم دور للمخيمات هو أنها تتيح للفتيات فرصة التعرف على أكثر عدد من الصديقات يتبادلن الأفكار، كما أن المخيمات - تضيف سارة - تعالج مشكلة الانطواء على النفس وتتيح الانفتاح على الآخر؛ لأن قضاء 15 يوما مع الآخرين كافية لتجعل هؤلاء الفتيات يعشن كأخوات، هذا بالإضافة إلى الاستفادة من الأنشطة القيمة التي تنظم في المخيمات.

    أما بخصوص السباحة في الشواطئ فهي في نظر سارة ممتعة؛ لأنهن يمارسنها بلباسهن الإسلامي المحتشم، وتكون في فضاءات خاصة بالفتيات، أما إذا كانت المخيمات مختلطة ببين التلاميذ والتلميذات فإن كل جنس يتجه نحو المكان المخصص له.

     

    صيف الفنون اليدوية

    في معرض للفنون اليدوية بتطوان شمال المغرب استوقفتنا اللمسات الفنية الرائعة للوحات وقطع فنية من إنجاز الفتاة "لمياء" ذات التسع عشرة سنة، سألناها عن كيفية قضاء فترة الصيف، فأجابت بأن فنها زاد صيفها. قالت لمياء ـ التي ارتدت جلبابا ساترا ووقفت بجانب إنتاجاتها تشرح للزوار كيفية صنعها ـ: "انقطعت عن الدراسة من مستوى التاسعة إعدادي، وتعلمت الفنون اليدوية، والفضل يرجع لوالدي في تشجيعي ماديا ومعنويا، وفصل الصيف أخصصه لصناعة مائدة الحناء التي تتكون من آنية زجاجية مزينة خاصة بحناء العروس، وغلاف لقالب السكر مزين كذلك؛

    لأن من عادة المغاربة وضع قالب السكر في آنية الحناء أمام العروس يوم الخضب، وغلاف زجاجي مزين كذلك خاص بالمناديل الورقية التي تستعملها خاضبة الحناء للعروس، وغلافين لشمعتين كبيرتين تكونان أمام العروس؛ دلالة على النور الذي سيشع في حياتها الزوجية، كل هذه المكونات مصنوعة بطريقة مزينة بالورود المعدلة من الفخار بألوان زاهية.

    تؤكد لمياء أن الطلب يكثر على هذه المائدة في فصل الصيف بشمال المغرب، وهو ما يجعلها تمضي أغلب أوقات فصل الصيف في إعدادها بشكل يروق الناظر، وهي بذلك تجد نفسها، كما عبرت، تشارك العروسين فرحتهما.وتضيف لمياء أنها تنظم في فصل الصيف معارض للفنون اليدوية بدار الثقافة خلال فترة الصيف.ونرى أن فترة الصيف لا ينبغي اعتبارها كلها فترة فراغ كما يرى البعض، بل ينبغي تنمية المواهب فيها وتمتيع النفس.

    وتشاطر لمياء في رأيها الفتاة "حفصة البقالي" (الطالبة بالسنة الأولى بكلية أصول الدين بتطوان) إذ قالت إنها تحاول في فصل الصيف أن تطبق برنامجا متنوعا موزعا بين القراءة وزيارات أفراد العائلة وحضور الجلسات التربوية، بالإضافة إلى المشاركة في المخيمات الصيفية.

     

    نصف الصيف عمل ونصفه عطلة

    "لطيفة" فتاة تعمل مساعدة دكتور في الطب الطبيعي بتطوان، تجد نفسها مجبرة على قضاء فترة من الصيف في العيادة؛ لأن الزيارات تكثر على الدكتور الذي تعمل معه، خصوصا وأنه الطبيب الوحيد من نوعه في المغرب، ثم لأن الجالية المغربية المقيمة خارج الوطن تقصد عيادته بكثرة؛ لأنها تطمئن إلى العلاج من هذا النوع وبأعشاب مغربية متميزة عالميا.

    أما ما تبقى من العطلة الصيفية فإن لطيفة تقضي جزءا منه مع الأسرة تساعد أمها في أشغال المنزل وتطالع الكتب المفيدة، وتستغل فترة الصيف لحفظ القرآن الكريم، فهي تستفيد من مجهودات جمعية الأمل النسائية بتطوان في تحفيظ القرآن وقواعد التجويد للنساء.

    ورغم أن لطيفة تقطن بمدينة شاطئية "تطوان" فإنها وإن كانت تهوى البحر للاستمتاع به فهي لا تهوى السباحة فيه، والذي يستهويها هو كرة المضرب وهي الهواية المفضلة عندها في فصل الصيف.وتختار لطيفة الذهاب إلى البحر في الصباح الباكر أو في المساء تفاديا لحرارة الشمس وتأثيرها على الجلد.

    أما بخصوص الفتيات اللواتي يسبحن في البحر بلباس غير محتشم فإن لطيفة تسأل الله أن يهديهن إلى الطريق المستقيم، وتطلب منهن أن يتعظن من البحر وجواهره، فالجوهرة في البحر، تقول لطيفة، تكون مغطاة و"أنا أرى أن جسد الفتاة أغلى من هذه الجوهرة؛ لذلك عليها أن تستره وتحترم أوقات كشفه وضوابطه".

     

    صيف الجري وراء المباريات

    إن فئة من الفتيات المغربيات لا يهمهن في فصل الصيف سوى تتبع وسائل الإعلام والاستعانة بالصديقات والمعارف للاطلاع على تواريخ وأمكنة إجراء مباريات التشغيل، بعد حصولهن على شهادات دراسية ترشحهن للعمل..

    "خديجة" من مدينة الدار البيضاء، في الثانية والعشرين من عمرها، تقول:  "في فصل الصيف أصبح مدمنة على قراءة الجرائد، وأصبح صديقة المذياع، كما أستعين بفضاءات الشبكة العنكبوتية "الإنترنت"، كل هذا من أجل معرفة معلومات حول مباريات التشغيل، وبعد ذلك تبدأ رحلتي مع ملء البيانات وشراء الأظرف وطوابع البريد من أجل المشاركة في المباريات، لتأتي في الأخير مرحلة السفر إلى هنا وهناك من أجل المشاركة في المباراة التي قد تكون نتيجتها ظفر بمهنة شريفة أو دفع إلى إعادة الكرّة وتجربة الحظ مع وزارة أخرى أو مؤسسة تجري مباراة لمئة مترشح لتشغل 15 على الأكثر، وقد يزيد على حرارة فصل الصيف حرارة ومرارة الفوز في الامتحان الكتابي والسقوط في الشفوي.

     

    شهران عمل لسنة دراسية مقبلة

    نظرا لفقر بعض الأسر فإن الفتاة المنتسبة لها تجد نفسها مجبرة على قضاء فصل الصيف عاملة بالشركات الإنتاجية لمدة شهرين؛ من أجل توفير قدر من المال تصرفه على دراستها في السنة المقبلة، وتنزح هؤلاء الفتيات من المدن الصغيرة نحو المدن الصناعية الكبرى، وخاصة للعمل في قطاع النسيج والخياطة..

    "نادية" طالبة بالمستوى الثانوي، تأتي من مدينة بني الرشيدية جنوب المغرب إلى العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء لتتحمل مصاريف الكراء مع صديقاتها لتعمل بإحدى الشركات الصناعية؛ من أجل أن تكسب مصروف احتياجاتها للسنة الدراسية المقبلة، ولا ترى نادية في ذلك عيبا ما دام لم يدخل في نطاق المحرمات، وتعيب على الفتيات اللواتي يتذرعن بالفقر من أجل ولوج سلك الفساد والمساهمة مع تجار الأجساد، فتراهن يقضين عطلتهن الصيفية بركوب أفخر السيارات والإقامة في أفخر الفنادق مستلقيات بأجسادهن العارية على أكوام الرمال، وزد على ذلك ما شئت من أنواع التجارة الفاسدة من أجل دريهمات يصرفن أغلبها على الكسوة والعطور في سنة دراسية تحتاج إلى التشمير على ساعد الجد والاجتهاد.

    إن اهتمامات الفتاة في فصل الصيف كثيرة ومتنوعة، لا يمكن حصرها في هذا المقام، وإن ما ذكرناه هو غيض من فيض، وما لا يدرك كله لا يترك جله، وإنما حاولنا تقديم صورة مبسطة عن بعض اهتمامات الفتيات في الصيف فوجدنا أشياء تفرح وأخرى تقرح، وربما ما خفي أعظم، نسأل الله أن يغلب الخير على الشر سواء في البرد أو في الحر، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

     

    مقترحات وأفكار ينصح بها المختصون

    ولمعرفة كيفية استغلال الإجازة  الصيفية بالشكل الأمثل وتوجيه الفتيات إلى ما يحقق لهن المتعة والفائدة في إجازتهن،  التقى موقع "لها أون لاين" المتخصصين من علماء الاجتماع وأساتذة التربية والداعيات إلى الله؛  لمعرفة آرائهم حول هذا الموضوع..

    يرى الدكتور "علي المكاوي" أستاذ علم الاجتماع، جامعة القاهرة أن الابنة في المقام الأول لابد أن تتفرغ في فترة الصيف؛ للتعرف على البيت في كل شيء، بداية من المطبخ إلى إدارة أمور البيت والواجبات المنزلية، من قبيل إعدادها للمسؤولية الأولى التي ستلقى على عاتقها كامرأة تقوم بدور الزوجة والأم في المستقبل غير البعيد إن شاء الله. ويشير إلى أن عليها واجبا في حفظ كتاب الله عز وجل ومدارسة السنة النبوية، لا سيما ما كان منها يخص المرأة وفقه المرأة المسلمة ومدارسة سير أمهات المؤمنين. جانب آخر يقره الدكتور المكاوي وهو أن تشغل الفتاة نفسها بالاشتراك في دورات اللغة الإنجليزية والبرامج المتقدمة في الحاسب الآلي وأعمال التطريز، واصفا إياها بالأمور المفيدة المثمرة التي تكسب الفتاة خبرة وقدرات, كما يدعو الفتيات إلى القراءة، وبالأخص في مجال علم النفس والطب الأسرى  والتغيرات النفسية والجسدية للمراهق.

     

    الدور الأسرى

    الدكتورة "صبحية الشافعي" أستاذ التربية الأسرية جامعة عين شمس  تنصح الأسرة بالتوجيه المبكر للفتاة، حيث لا يجدي توجيهها في المرحلة الجامعية من جديد ما لم تكن وجهت من قبل في مراحل سنية سابقة, وأن على الأسرة دورا كبيرا في الاهتمام ببناتهن، خاصة في ظل الظروف المعيشية الحالية وانشغال جميع الأسرة بأعمالهم والبحث عن الرزق, وتلفت الدكتورة صبحية إلى الدور الرقابي للأسرة في مواجهة الفضائيات والتليفزيون والتليفون والشات على الكمبيوتر الذي أصبح بمثابة خطر عظيم على الفتاة في قضاء أوقات فراغها في  أجازتها الصيفية,

    أما الرحلات فلها أهميتها في التفريج عن الفتاة، خاصة أن لها طاقة وأنها تشعر مثل كل الفتيات بالكبت بسبب تكرار الأسرة لها طوال الدراسة، ألا أنها تحذر من أن الرحلات كنشاط صيفي يحتاج إلى ضوابط، وتقول: أرفض تماما الرحلات المختلطة، وأدعو أن تكون الرحلات منظمة من جهة معروفة مثل النوادي الرياضية أو الجمعيات الأهلية، ويجب أن نكون متأكدين من أخلاق الأصدقاء المصاحبين.. محذرة من  الدور الذي يلعبه مجتمع الأصدقاء في التأثير على الفتاة وتعتبره اللاعب الأساسي في حياة البنت، مطالبة الأسرة من البداية باختيار صديقات الفتاة.

    وتشدد على أن استثمار الصيف فى  حفظ الفتاة لكتاب الله والاتجاه إلى الدين وتنمية ذلك الاتجاه عند الفتاة هو رقابة داخلية، وذلك من خلال مراكز تحفيظ القرآن الكريم , واستثمار الفراغ من خلال الاستماع إلى شرائط العلماء والدعاة إلى الله وقراءة السيرة النبوية، وستكتشف الفتاة أن الإسلام لم يترك أي مشكلة بلا حل. 

    ومن الأعمال التي يمكن فعلها في الصيف، تقول:  العمل الاجتماعي من خلال زيارة مراكز رعاية الأيتام ودور المسنين وكبار السن، ولهذه الزيارات أهميتها في إخراج البنت من أحلامها الوردية أو من المذاكرة خلال العام بين أربعة جدران،  وتنبيهها إلى الواقع المعاش، وتضيف أنه من الممكن أن تقرأ الفتاة ما يفيدها في إعدادها لمستقبلها كزوجة وأم وكيف تختار الزوج المثالي، وأن تعد نفسها نفسيا وتربويا من خلال فراغها الصيفي لمثل هذا المستقبل, وفى نفس الإطار هناك مشروعات جمعيات الأسر المنتجة وفيها تنمى هوايات مثل الرسم والخياطة والتطريز، وأماكن هذه الجمعيات معروفة، ويتم عرض منتجات هذه الأسر في النوادي ومراكز الشباب والإدارات المحلية والشعبية بمحافظات مصر.

     

    سموم الفراغ

    يؤكد الدكتور "عبد العظيم المطعني" الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف أن أوقات الفراغ عند الفتيات تشبه الكابوس الذي يجثم على أنفاسهن فتضيق بهن الأرض بما رحبت ولا يعرفن كيف يقضين هذه الأوقات، خاصة في الإجازة  الصيفية. هناك من يقضى يومه منذ الاستيقاظ وحتى النوم في مشاهدة الفضائيات العربية والأجنبية، وبعضها تبث سموما إباحية لا يمكن مقاومتها بالنسبة لمرحلة سنية فوارة بالحماس وحب الاستطلاع.

    ويقترح الدكتور المطعني استغلال أوقات الفراغ في أعمال مفيدة لهم وللمجتمع، مثل المساهمة في تجميل الأحياء والشوارع وتشجيرها، فضلا عن استغلال مواهبهم في إبداع أفكار جديدة لتطوير الشكل العام للمدينة، إضافة إلى تشجيع الفتيات على القراءة والاطلاع، ومن الممكن أن يسهمن في تعليم الأمّيات من الفتيات والنساء. وعلى الدول والأجهزة المعنية بها توجيه الفتيات للأنفع والأصلح لهن في استغلال وقت الفراغ.

     

    عبادة ورياضة

    وتقول الدكتورة مكارم الديرى إنه لابد من توجيه الفتيات للمساجد حيث توجد فيها أنشطة صيفية؛ لأن الصلة بالمسجد صلة بالله سبحانه وتعالى، وننصح الفتيات بالمواظبة على الصلاة وممارسة أي نوع الألعاب المناسبة لهن حتى يفرغن فيها طاقتهن, كذلك ننصحهم بالارتباط بالمنتديات والنوادي الثقافية، وتستطيع بعض الأسر توجيه بناتها إلى تعلم الكمبيوتر والحصول على البرامج الجديدة والتعرف على هذه الوسيلة، وتعلم اللغات الجديدة التي تفيد المؤمن الصالح، والاشتراك في الدورات التدريبية في اللغات إذا كان ذلك ميسرا لبعض الأسر ماديا. وكذلك يمكن للأسر الفقيرة ممارسة تلك الأنشطة فى المساجد كما يمكن الاشتراك فى المعسكرات الصيفية.

     

    الاستفادة الدعوية

    الداعية زينب الغزالي فى إحدى مقالاتها الدعوية حول استفادة الداعية من الإجازة  الصيفية تقول:  لابد أن نضع خطة ونحدد أهدافها ووسائل تحقيقها وكيفية قياس تأثيرها ونتائجها، ولتكن مدتها المقترحة ما تبقى من الإجازة  الصيفية، وجمهورها هو بنات المدارس وطالبات الجامعات والمعاهد، وأهدافها رفع المستوى الإيماني والثقافي، وتقوية الجوانب الدعوية والسلوكية والأخلاقية, ثم نحدد الوسائل التي تؤدى إلى تحقيق هذه الأهداف من واقع الخبرة الدعوية وفي ضوء الظروف الواقعية وبالاستئناس بتجارب سابقة. ومن بين الأساليب التي تؤدي إلى الاستفادة من الوقت والطاقة: إقامة حلقات التربية والتكوين الإيمانى وفى حلقات مسجدية أو منزلية تلتقي فيها مجموعات منسجمة ومتقاربة على حفظ القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والأخلاق والآداب، وزيادة الوعي العام بطريق متابعة الأحوال العامة للأمة الإسلامية، وينبغي أن تكون هذه الحلقات محضنا لتحقيق معنى الأخوة وزيادة الحب والود، وتقديم الخبرات وحل المشكلات الخاصة، وتحقيق التكافل والتآلف، ومتابعة الأعمال الدعوية فى المنطقة أو الحي الذي تقيم فيه هذه المجموعة.

    وتضيف أن الأخت الداعية عليها أن ترى برنامجا عمليا يركز على المشاركة العامة فى أعمال البر والخير وإقامة المعارض الخيرية والدعوية (كتب ـ مطبوعات ـ مجلات) وكذلك المشاركة فى إقامة الأيام الدعوية وخدمة المجتمع؛ لأن المسلم ليس معزولا عن البيئة التي يعيش فيها، والتربية ليست حفظا واستذكارا، ولكنها السلوك العملي المشبع بالإيمان.

     

    الصيف مختلف حسب المراحل

    الدكتورة "مي نايف" الناشطة المجتمعية في فلسطين ترى أن الصيف بالنسبة لكل فتاة مختلف، فبالنسبة لطالبة المدرسة: تحرص على قضاء الصيف في المشاركة في المخيمات الصيفية التي تعقد داخل أسوار المدرسة والتي تهتم بتربية الفتاة فكريا وثقافيا وعقائديا ورياضيا، وأيضا هناك رحلات تنظم داخل المدارس للطلاب بهدف تعريفهم أكثر عن وطنهم الذي يعيشون على أرضه وتحذيرهم من عدوهم.

    أما الفتاة في المرحلة الثانوية فهناك بعض الفتيات يحرصن على التردد على جمعيات نسوية ومراكز ثقافية لممارسة هوايتهن وأنشطتهن المفضلة، وأيضا هناك مخيمات صيفية تنظم لهن.

    بينما الفتاة الجامعية ربما تنهمك في الدروس الصيفية، وهناك فتيات يفضلن الجلوس في البيت وعدم ممارسة أي نشاط لهن وتكون نشاطاتهن محدودة.

    وتحدثت الدكتورة "مينايف" عن المسجد وأن له دورا مهما وهو بمثابة مركز إشعاع ثقافي وفكري حيث هناك فتيات يذهبن للمسجد لتلقي دورات في حفظ القرآن وأحكام تلاوته والاستفادة من الدروس والمحاضراتوأشارت أننا في فلسطين متنفسنا الوحيد في الصيف هو البحر، ونفتقر لأماكن ترفيه مخصصة للنساء دون أن يراهن أحد يعكر صفوهن.

     

    نصيحة

    الدكتورة "آمالجودة" عميدة التعليم المستمر في جامعة الأقصى في قطاع غزةالمحتل ترى أنه يجب على الطالبة والفتاة استغلال هذا الوقت السليم بما هو نافع ومفيد لها، والعمل على تقوية قدراتها، والعمل على الاطلاع على الكتب وثقافة الآخرين وتكوين ثقافة خاصة بها، وعليها المشاركة في أنشطة المجتمع فضلا عن أن الفتاة يجب أن تتعلم من أمها أمور الطهي والطبخ في البيت؛ حتى تكون على درجة عالية من القدرة على التعامل مع زوجها في فترة حياتها الزوجية.

    وتنصح د"آمال جودة"  كل الفتيات بالعمل الجاد على استغلال هذا الوقت الثمين وعدم إهداره بالأشياء والأمور التافهة التي تعود بالضرر عليها.

    كلمات مفتاحية  :
    حياة امراة

    تعليقات الزوار ()