كما أظهرت هذه الدراسات وجود خلل في جينات الكبد المصابة. تؤدي إلي زيادة كبيرة في تكوين الأوعية الدموية المغذية لسرطان الكبد, إلي جانب زيادة كبيرة في البروتينات المسئولة عن سرعة نمو الخلايا المصابة والبروتينات المسئولة عن عدم حدوث الموت الطبيعي لهذه الخلايا. كما يعد سرطان الكبد من أصعب الأورام من حيث إمكانية علاجه بالأدوية الكيمائية بسبب مقاومته للعلاج وسوء حالة وظائف الكبد نتيجة لوجود تليف كبدي مصاحب لسرطان الكبد في أكثر من90% من الحالات.
هذا ما أكده الدكتور لويجبي بولوندي أستاذ علم الأورام والأمراض المستوطنة بجامعة بولونيا الإيطالية في المؤتمر الطبي الذي نظمته المجموعة المصرية لأورام الكبد خلال الدورة التدريبية لوحدة أورام الكبد بطب عين شمس, وأضاف أن دراسة إكلينيكية رئيسية أجريت علي حوالي600 مصاب بسرطان الكبد المتأخر أثبتت نجاح العلاج باستخدام مركب سورافينيب كعلاج مثبط لنمو الخلايا السرطانية, وقد أجيز استعماله في أوروبا وأمريكا كأول عقار فعال لعلاج سرطان الكبد.
وأشار الدكتور عبد الرحمن الزيادي أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمي بطب عين شمس إلي سرطان الكبد كأخطر وأشرس السرطانات في العالم, حيث يمثل ثالث أسباب الوفاة بين سرطانات الجسم جميعا في العالم, بينما يعد السبب الأول للوفاة في مصر, وتضاعف معدله أيضا في العقد الأخير من4 ـ8% تقريبا لكل مائة ألف حالة في مصر ولأسباب عديدة من أهمها زيادة معدل السموم البيئية, وأكد أن الإصابة المزمنة بالفيروس بي تزيد من فرصة الإصابة بسرطان الكبد إلي مائة مرة مقارنة بالأفراد غير المصابين بالفيروس, وعند تطور المرض إلي التليف الكبدي تزيد فرصة الإصابة بالسرطان إلي ألف مرة, كما أن معدل الإصابة بالفيروس بي في مصر تتراوح من2 ـ4% أي ما يعادل نحو2 ـ3 ملايين مصاب, أما الإصابة بالفيروس سي فهي تزيد فرص الإصابة بسرطان الكبد20 مرة مقارنة بغير المصابين, ومعدل الإصابة بالفيروس سي في مصر12 ـ14% أي ما يوازي9 ـ10 ملايين مصاب.
وعرض الدكتور أحمد الدري رئيس جمعية سرطان الكبد المصرية ووحدة الأشعة التدخلية بطب عين شمس ورئيس المؤتمر أحدث وسائل الأشعة التدخلية التي تم إدخالها إلي مصر ـ بوحدة سرطان الكبد بطب عين شمس والتي تقدم خدماتها بالمجان ـ بواسطته وبالتعاون مع الدكتور محمد كمال شاكر أستاذ الكبد بطب عين شمس وتستخدم في المراحل الأكثر تطورا من سرطان الكبد' الأكبر حجما والأكثر تشعبا' وتتم بإدخال القسطرة التدخلية وتوجيهها تحت الأشعة من الشريان الفخذي حتي تصل إلي الشريان الكبدي المغذي للورم مع حقن حبيبات مشعة متناهية في الصغر داخل النسيج الورمي, وتبدأ في إصدار الأشعة القاتلة للخلايا الورمية دون إحداث تأثير كبير علي خلايا الكبد المحيطة بالورم. وقد اعتمدت هيئة الأدوية الأمريكية حديثا هذه الوسيلة لعلاج سرطان الكبد الأولي بعد أن أثبتت فاعليتها. وعن الجديد في علاج أورام الكبد بالجراحة أوضح الدكتور محمود المتيني أستاذ جراحة الكبد بطب عين شمس أنه يتم إما بالاستئصال الجزئي لأورام الكبد الفص الأيمن أو الأيسر أو جزء من الفص الأيمن أو الفص الأيسر أو استئصال الورم بحد أمان ا سم حول الورم, كما يمكن عمل تردد حراري للورم الخبيث للكبد داخل حجرة العمليات أو أثناء الجراحة في بعض الحالات التي يكون فيها مكان الورم لا يمكن الوصول له عن طريق الجلد مباشرة, وأشار إلي أن أورام الكبد الخبيثة تصيب عادة الكبد المتليفة التي تعاني من التخدير بصفة عامة وقد لاتحتمل عمليات الاستئصال الكبري وإنما تحتمل الاستئصال حتي80% من الكبد والبقاء علي20% السليمة من الكبد, أما زرع الكبد فهو العلاج الوحيد لمرضي أورام الكبد ومرضي الفشل الكبدي التام, ونسبة النجاح مع الالتزام بالمعايير الدولية لتحديد حجم وعدد الأورام الخبيثة في الكبد المتليفة' وفق معايير ميلان' تبلغ75% لمدة أربع سنوات وفي حالة عدم الالتزام بمعايير ميلان تنخفض النتائج إلي60%.