بتـــــاريخ : 9/25/2010 8:11:57 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1099 0


    كن هادئ الأعصاب

    الناقل : SunSet | العمر :37 | الكاتب الأصلى : م.يوسف مزهر يحيى عباس | المصدر : www.sst5.com

    كلمات مفتاحية  :

    10/09/31 07:13:05 م
    * ديل كارنيجي/ ترجمة: بهاءالدين خطاب
    - يقول جوفر ددلي:
    في حال هبوب عاصفة عاتية أدت إلى تحطيم السفينة، يكون قائدها شديد الاضطراب والقلق على حياة ركابه ومساعديه من الملاحين، وعلى البضائع التي تحملها السفينة، وعلى السفينة نفسها، وعلى حياته الشخصية، ولكنه إذا كان رباناً جديراً بالمهمة التي يتولاها فإنه لا يفقد اتزانه في مثل هذا الموقف. ولا يمكن أن يتهم في مثل هذه الحالة بالبرود وعدم الاكتراث، فإن دماءه في الواقع تكون في ثورة كثورة العاصفة، ولكنه يبذل جهده ليكبح جماحها ويتمالك نفسه حتى يستطيع أن يسيطر على الموقف الأليم.
    وضبط العواطف يبدو كأنه عمل اختياري ولكنه في الواقع نتيجة تدريب وتمرين. وخير مثل يضرب لتوضيح هذه الحالة هو أداء الممثل الماهر لدور يقوم به، فإن مهارته في أداء دوره هي نتيجة تدريب مرهق طويل.
    ويجب أن لا ننسى أن الاستجابة العاطفية هي عادات وهي صدى لما تعلمه الإنسان وما وصل إليه من نتائج تجاربه، ومعنى هذا أن ضبط العاطفة كذلك هو عادة يمكن أن يعتادها الإنسان. وهو ما نعتيه بضبط النفس. فالشخص الذي يضبط نفسه.. هو شخص قد تعوّد أن يتحكم في نفسه ويضبطها بالتدرب على السيطرة على عواطفه. وإليكم بعض الاقتراحات التي تفيد في هذا التدريب:
    1- لا تعتمد على قوة الإرادة: تصبح قوة الإرادة عديمة الجدوى نسبياً إذا لم يكن هناك ما يعززها.. وتكون بنوع خاص عديمة الأثر إذا كان الخيال أو الإدراك يعارضها. فإذا أنت عزمت أن تتغلب على صورة الغضب في حين يدور خيالك أو إدراكك حول التفكير في الانتقام فإن مجهودك في التغلب على صورة الغضب يبوء بالفشل.
    وفي الحالة التي يتعارض فيها الخيال مع الإرادة يتغلب الخيال، ولهذا يجب أن يعمل هذان العاملان معاً وأن يسيرا في طريق واحد.. ومعنى هذا أن تتمثل صورة الإنسان الذي تود أن تكوّنه، الإنسان الذي تعجب بقوته في السيطرة على عواطفه والتحكم فيها، والذي تود أن تخذوا حذوه وتكون مثيله. ولتكن هذه الصورة دائماً نصب عينيك وستجد أن ذلك سيحدث أثره في سلوكك.
    2- حاول تجنب المواقف التي تثير العواطف: إذا كنت تود أن تضبط نفسك، فخير ما تفعله أن تتحاشى المواقف التي تثير عواطفك وفي نفس الوقت عليك أن تسعى لبولغ الفرص التي تعاونك على خلق السلوك الذي تريد تكوينه.. قال أحد الأدباء المشهورين:
    "في العالم أشياء كانت موجودة قبل حوادث اليوم، وستظل موجودة بعد حوادث الغد، شروق الشمس الجميل، وغروبها الأخاذ، الأطفال وهم يلعبون، ابتسامة امرأة الجميلة، والصورة البديعة، والموسيقى الشجية، والعمل الذي أحسن أداؤه، ويوم نقضيه في الخلاء، بين أحضان الطبيعة، فحذار أن تتقبل شيئاً قبيحاً، أو سيئاً، أو قاسياً، أو سقيماً بل عليك أن تسعى إلى ما هو جميل، وأن تعمل على تحسين كل ما هو مفرح ونافع ومفيد وسعيد ومثمر".
    3- عليك بالرياضة التي تلائمك: الفضل في هذه النصيحة يعود إلى "وليام جيمس" العالم المشهور فهو يقول:
    "حين يثور غضب الإنسان، فإن قبضة اليد تتجمع في شدة.. وصوته يعلو في خشونة، وأعصابه تتوتر، وجسمه يتصلب، فهو في هذه الحالة النفسية مستعد للعراك والنضال، كما يسري (الأدرينالين) في جسمه. وهذه هي حالة رجل الغابة حين يثور غضبه وتضطرب أعصابه. فيجب المبادرة إلى إخماد حرارة هذه العاطفة بالبرود، تعمد أن تحول دون تجمع قبضة يدك، وحاول أن تمد أصابعك وتنشرها، وخفّض من نبرات صوتك حتى تصل إلى ما يقرب من الهمس، والجدل غير مستطاع من انخفاض الصوت بطبيعة الحال، وعجّل بالاسترخاء على مقعد، بل ارقد إذا استطعت، ومن العسير أن يجن جنون الإنسان ويثور وهو راقد".
    4- نظّف صدرك مما يحنقك: قال أحد الشبان: "إن بعض الأشياء التافهة التي ترتكب عمداً – أو عفواً – في نفسي شعوراً بغيظاً، يظل أياماً حتى أستطيع التغلب عليه"، مثل هذا الشاب لو أنه أفضى إلى صديق عطوف بما في قلبه لسهل عليه القضاء على هذا الشعور البغيض المثير.
    ويقول رجل مجرب: "من خير الطرق للتخلص من الضيق والقلق أن يأتي المرء بورقة يكتب عليها: إنني أشعر بالضيق.. لماذا؟" ثم يكتب سبب هذا الضيق، ويظل يسأل ويجيب، حتى يصل إلى السبب الحقيقي، وإذ ذاك يتولى العقل إيجاد حل للمشكلة في هدوء. فإذا تكررت هذه الطريقة فإن المرء يتعود على ضبط عواطفه.
    5- تحدث عن همومك: هذه طبيعة إنسانية ممتدة الجذور إلى أقدم العصور، وكم من إنسان يقول: "آه لو وجدت أحداً أستطيع أن أفضي إليه بدخيلة نفسي".
    فالتحدث من الطبائع العميقة في النفس البشرية، ولو وجد الإنسان صديقاً عطوفاً يحادث بنجية صدره، فإنه يزيح عن كاهله حملاً ثقيلاً، ويخفف من عاطفة كانت تتأجج في صدره.
    لقد قال أحد الذين عالجوا ضبط النفس، واتبعوا مثل هذه الوسائل وأمثالها ما يلي:
    "لقد كنت فريسة للعواطف الثائرة، أما الآن فقد تغيرت حالي، وتبدلت وجهة نظري للحياة، وأصبحت أرى الدنيا بعيون برّاقة مرحة، وأصبحت أكثر ثقة بنفسي، وأعظم راحة بال وهدوء نفس".
    فإذا كان مثل هذا الرجل وغيره قد استطاعوا أن يكبحوا جماغ عواطفهم وأن يضبطوا نفوسهم فإنك لا محالة تستطيع ذلك.
     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()