الآلاف شاركوا في المظاهرة
شهد ميدان "رمسيس" وسط القاهرة مظاهرة ضخمة عقب صلاة يوم الجمعة 1-10-2010 في داخل وخارج مسجد "الفتح". وطالب المتظاهرون الذين ينتمى معظمهم إلى التيار السلفي بمحاكمة الأنبا بيشوى على خلفية تصريحاته التي طالب فيها بإعادة تفسير القرآن، رغم اعتذار البابا شنودة عن هذه التصريحات في التليفزيون المصري.
وحضر المظاهرة ما يقرب من عشرة آلاف مواطن مصري، في حين أحاط المسجد ما يقرب من 5 آلاف جندي وضابط من مختلف القطاعات الأمنية، لمنع خروج المتظاهرين.
وتقدم المظاهرة الشيخ "حافظ سلامة" السلفي الشهير في مصر، والذي يوصف بأنه قائد المقاومة الشعبية في السويس خلال حرب أكتوبر، وحامل نجمة سيناء من رئاسة الجمهورية.
التصريحات "فُهمت خطأ"
الداعية حافظ سلامة يخطب داخل المسجد
وهاجم الشيخ سلامة في كلمته القيادات الكنسية التي أبدت، حسب قوله، استهتاراً بالمشاعر الإسلامية وصل إلى حد الطعن في القرآن. ودعا إلى فتح أبواب الكنائس للرقابة الأمنية وسيادة القانون أسوة بالمساجد، ولضمان عدم تكديس أي أسلحة أو مواد محظور تداولها داخل الكنائس.
وعلق القمص صليب متى ساويرس، وكيل المجلس الملي للأقباط الآرثوذوكس، على هذه المظاهرة لـ"العربية.نت" قائلاً: "نحن نعلم أن وراء مثل هذه التظاهرات متطرفين منتسبين للإسلام، ولن نرد عليهم".
وأضاف: "إنهم يريدون حرق الوطن، وإذا كان هناك ثمة ما يعكر صفو العلاقة بين المسيحيين والمسلمين، فإن وراءه أمثال هؤلاء، ويكفينا ما قاله قداسة البابا حول كل ما أثير أخيراً بشأن تصريحات للأنبا بيشوى (فـُهِمت خطأ) على أنها طعناً في الإسلام".
واحتشدت قوات الأمن المصرية في ميدان "رمسيس" وشارعي الجلاء والجمهورية والشوارع الأخرى المتفرعة من الميدان، مثل شارع الفجالة. وهتف المتظاهرون هتافات عنيفة تطالب بمحاكمة الأنبا بيشوي الرجل الثاني في الكنسية، بسبب هجومه على القرآن الكريم وتشكيكه في بعض آياته.
المتظاهرون مُنعوا من الخروج
وبدأت المظاهرة بهتاف الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية في حروب مصر ضد اليهود، وصاحب أعلى وسام وطني تمنحه الدولة لأبنائها. ووقف الرجل في قلب التظاهرة وهو فوق التسعين من عمره مستنداً على أبنائه، وهو يهتف بأعلى صوته: "بالروح بالدم نفديك يا إسلام".
في حين أكد العديد من الشباب أنهم مُنعوا من دخول المسجد، وبعد أن انتهى الشيخ سلامة من هتافه الذي أشعل الشباب، بدأ الشباب في الهتاف بصوت عالٍ وسط تواجد أمني شديد حول ساحة المسجد، ومُنِع أي شخص من الدخول، بينما أذن للمتواجدين الخروج من خلال الباب الخلفي.
ووزع منظموا المظاهرة بياناً على المتظاهرين أمام ساحة مسجد الفتح في ميدان "رمسيس" أكدوا "أن الوقفة القادمة التي أطلقو عليها (البركان) ستكون أمام مسجد القائد إبراهيم في الأسكندرية يوم الجمعة القادم".
وقال المتظاهرين إنهم لن يتوقفوا عن تنظيم المظاهرات.