كتب زايد قبل بضعة أيام عن بطاقة كدي؛ ربما يكون البعض مهتمًا بمعرفة القليل عن بطاقة مؤسسة البرمجيات الحرة في أوروبا (FSFE).
ما هي مؤسسة البرمجيات الحرة في أوروبا؟
هي المؤسسة الشقيقة لمؤسسة البرمجيات الحرة "الأم" (التي يقع مقرها في الولايات المتحدة) وتحمل أهدافها وتعززها في أوروبا. تقول المؤسسة عن أهدافها:
تحدّد أذونات البرمجيات من له حق الانضمام إلى المجتمع الرقمي. لهذا السبب، تمنح حرية استخدام ونشر وتعديل وإعادة توزيع البرمجيات --المشروحة في تعريف البرمجيات الحرة-- المساواة في اللحاق بركب عصر المعلومات.[....]
تكرس FSFE نفسها لدعم كل جوانب البرمجيات الحرة في أوروبا. وتركز على نشر الوعي عن هذه القضايا، وتأمين البرمجيات الحرة سياسيا وقانونيا، ومنح الناس حريتهم بتطوير البرمجيات الحرة.
ما هي زمالة مؤسسة البرمجيات الحرة في أوروبا؟
زمالة مؤسسة البرمجيات الحرة في أوروبا (FSFE Fellowship) برنامج لتمويل نشاطات المؤسسة بتبرعات دورية من أعضاء المجتمع. تكون عضوية الزمالة لمدة سنة وتأتي بعدة "هدايا" منها:
ما قصة البطاقة؟
(هنا حديث مختصر، راجع التدوينة إن كنت مهتمًا بالتفاصيل)
توفر البرمجيات الحرة إحدى أقوى وسائل الخصوصية والاستيثاق عبر برنامج GnuPG الذي يعمل بتقنية OpenPGP. تمكنك هذه التقنية من ضمان أن البيانات (الرسائل البريدية مثلا) وصلتك حتمًا من الشخص الذي يظهر اسمه وألا أحد تلاعب بها أو عدلها (وهو ما يعرف بالتوقيع الرقمي -- Digital signature) تمكنك التقنية أيضًا من تعمية البيانات بأسلوب قوي جدًا يجعلك تضمن ألا أحد يستطيع قراءتها سوى الشخص المعني.
تقوم الفكرة على وجود "مفتاحين" لكل شخص أحدهما علني والآخر خاص. يمكن استخدام أحد المفتاحين لتعمية البيانات والآخر (والآخر فقط) لفكها. عندما تستخدم مفتاحي العلني لتعمية رسالة ما، فلك أن تضمن ألا أحد يستطيع أن يقرأها غيري.
لحسن الحظ، معظم برامج البريد تدعم التوقيع والتعمية (والتحقق من التوقيع وفك التعمية) باستخدام OpenPGP بشكل تلقائي وسلس. راجع التوثيق الذي يأتي مع برنامجك.
جرت العادة أن يخزن الناس مفتاحيهم الخاصة على حواسيبهم؛ لكن هذه البطاقة تمكن الشخص من حمل مفتاحه الخاص بطريقة آمنة وجذابة ودون الحاجة إلى تخزين المفتاح الخاص على حاسوب شخصي معين. لن يتمكن أحد من الاستفادة من البطاقة بمجرد الحصول عليها دون معرفة كلمة السر، وهي -كالبطاقة البنكية- تتلف بعد 3 محاولات فاشلة.
أنا مهتم بالخصوصية، كيف يمكن أن أوقّع أو أُعمّي بياناتي قبل (أو دون) الحصول على البطاقة؟
الطريقة سهلة جدًا، وتستحق التجربة. راجع هذا الشرح.
ماذا عن التوقيع دون التعمية؟
يمكنك أيضًا -كما ذكرت سابقًا- استخدام التقنية ل"توقيع" بياناتك لتتيح للمتلقي فرصة التحقق من أنها وصلت منك (دون الحاجة إلى تعميتها). هذا مفيد لحفظ تاريخ المراسلة وللتحقق من ألا أحد تلاعب بها. يمكنك مراجعة هذا الشرح لكيفية توقيع الملفات والتحقق من التواقيع.
شخصيًا أُوقّع كل الرسائل لأتيح لمن أراد خيار التحقق؛ لكني لا أُعمّيها إلا عند الطلب (خشية ألا يتمكن المتلقي من فتحها).
لستُ مجرمًا. لماذا أحمي بياناتي؟
في الحقيقة أنت تحميها لأنك لست مجرمًا. لأنك ترفض أن تعامل كمجرم وأن تراقب دائمًا (وهو السبب الأول بالنسبة لي). أنت لست مجرمًا عندما تقفل مكتبك في العمل، ولا عندما تقفل درجك، ولا عندما تستخدم كلمة سر للدخول إلى حاسوبك أو بريدك الإلكتروني. من الأسباب الأخرى التي قد تدفعك إلى تعمية بياناتتك (ولا سيما اتصالاتك عبر البريد):
- لحماية المراسلات العائلية الخاصة من اطلاع من لا يعنيه الأمر.
- لحماية المراسلات التي الهدف منها الاستشارة العائلية/الطبية/الدينية.
- لحماية المراسلات من أن تكشف مع اختراق البريد الإلكتروني.
- لحماية المراسلات التي تعبر عن الآراء السياسة أو الاجتماعية.
- لحماية المرسالات من فحص وتحليل شركات خدمة البريد لها. تقوم الشركات بذلك عادة لوضع ملف خاص بالمستخدم ولتوجيه الدعايات التي يمكن أن تصطاده. لا أحد يريد أن يكون له ملف تفصيلي لدى تلك الشركات التي لا تسعى إلا للمال.
- لحماية البيانات على القرص الصلب عند الذهاب لإصلاح الجهاز.
- لحماية الصور العائلية عند تبادلها خشية أن تقع في الأيدي الخاطئة.
- للتصويت بالأفعال على وقف الرقابة العبثية.
الأمر صعب.
لا. ليس كذلك. أبدًا. وللتأكيد مرة أخرى، البطاقة مجرد "ميزة إضافية رائعة" لكن معظم الناس يستخدمون تقنية حماية الخصوصية دون البطاقة. دعم المؤسسة سبب كافٍ للحصول على البطاقة لكنها ليست أساسية للخصوصية.