أبــــت الأزهـــــار ألا تـدمــعــا
بعـدمـا مــا عــاد قلـبـانـا مـعــا
|
نرجـس البـر بـدا فــي مقلـتـي
سكن الصدر وناجـى الأضلعـا
|
وهـي قـدامـي إذا مــا أدبــرت
أصبحت عندي جهاتي الأربعا
|
وحنيـنـي كلـمـا هــب الـهــوى
عصـف النـوء وقلبـي أوجـعـا
|
فـزهـوري عشـقـت أقـمـارهـا
إذ أطـلـت لـشـذاهـا قـــد دعـــا
|
يا طيور العشق ماذا قد جـرى
كــي تجافيـنـي فـأغـدو بلـقـعـا
|
قــد تسـاءلـت أأذنـبــت وهـــل
حِدت عن أجوائهـا لـو إصبعـا
|
أو غدت أمواجها في شاطئـي
مـن وحـول الغـدر للبعـد دعــا
|
ضاع من قلبي رجائي والنهى
بعدمـا فـارق نبـضـي المَربـعـا
|
ساحـر الطـرف ويفديـك دمـي
وشرايينـي ومـا قلـبـي وعــى
|
دون عيـنـيـك حـيـاتـي عـبــث
أصبحـت قفـرا ورمـلا أجمـعـا
|
وغــدا زهـــري يـبـابـا ذابـــلا
بعدمـا الغيـث جفانـي مسرعـا
|
وحروفـي غـادرت مـن أفـقـي
وأبــت فــي أفـقـي أن ترجـعـا
|
عجـبـا بــات الـهـوى ينكـرنـي
بعدما نحوي شذا النبـع سعـى
|
أصبح الجدول يسقي عوسجـا
وبــه شـــوك المـنـايـا أتـرعــا
|
ياسميـنـي جــف لـمـا هـجـرت
ظبيتـي والقـلـب مـنـي ضُيّـعـا
|
بـــح صـوتــي وأنـــا أذكـرهــا
وأراهـــا مـــرة لـــن تـسـمـعـا
|
وهواهـا صـار شريـانـي فـلـن
يرتـوي غيـر لـمـى أو يقطـعـا
|
نبعـهـا شـهـد أنــا هـمــت بـــه
من هضـاب سحرهـا أن ينبعـا
|
أودع الله بـــهــــا أســـــــراره
فـتـعـالــى الله لــمـــا أودعـــــا
|
شفـتـاهـا الـشـهـد لـمــا ذقـتــه
سكرت روحي وقلبي شعشعـا
|
تــاه فـكـري وهـــذت وديـانــه
وأبـــت أغـصـانـه أن تُجـمـعـا
|
فارحـمـي قلـبـي غــدت أنـاتـه
دونـمـا جـــرح تـنــز الأدمـعــا
|
أنا في عشقـك ضيعـت النهـى
وغـدا المجنـون منـي أروعــا
|
كلـمـا يـبـكـي فـــؤادي لـوعــة
ذهــب الـزهـر ومــل الأفـرعـا
|
فـإذا أصبحـت نـاديـت اسمـهـا
وفــؤادي نجمـهـا لـيـلا رعــى
|
أنـت فــي قلـبـي شــراع دائــم
سـابـح مـوجـي إذا مــا أقـلـعـا
|