تطلعات جديدة نحو المستقبل بعد التوصل لآلية التحكم في الكمبيوترات
طموحات السيطرة على الحواسيب بواسطة العقل أضحت حقيقة
باتت الفكرة الخاصة بالسيطرة على أجهزة الكمبيوتر بواسطة العقل، التي كانت تعد درباً من دروب الخيال، حقيقة وأمراً واقعاً، بعد أن زعمت مجموعة من العلماء الأميركيين أن الجهاز الذي يتيح للناس مزاولة ألعاب الكمبيوتر باستخدام قوة أفكارهم من الممكن أن يفتح آفاقاً جديدة للأشخاص الذين يعانون من متلازمة المنحبس.
وأوضحت "التلغراف" في هذا السياق أن هذا الجهاز الجديد أتاح للأشخاص إمكانية تحريك المؤشر في جميع أرجاء شاشة الكمبيوتر وزودهم بالقدرة كذلك على تبهيت أو زيادة درجة سطوع الصور، فقط باستخدام أدمغتهم. واتضح أن التعليمات تكون كافية لتشغيل لعبة كمبيوتر بسيطة، وأنها من الممكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى تمكين الأفراد المصابة أدمغتهم من التواصل مع العالم الخارجي.
وقد استعان طاقم بحثي من جامعة كاليفورنيا ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا باثني عشر مريضاً مصاباً بمرض الصرع، مطمور بداخل أدمغتهم أجهزة استشعار، نتيجة لمرضهم، من أجل مراقبة نشاطهم العصبي. ثم شرع العلماء في تدريب المتطوعين على "بسط سيطرة الوعي" على النهايات العصبية الفردية أو الخلايا العصبية الموجودة بداخل الدماغ، وبالتالي إتاحة الفرصة لتشغيلها أو إيقافها فقط باستخدام أفكارهم.
وعن طريق التقاط تلك "الأفكار" باستخدام أجهزة الاستشعار، يمكن أن يتم تحويلها إلى أوامر لشاشة الكمبيوتر. من جانبه، قال البروفيسور، كريستوف كوش، من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، إن الدراسة أظهرت أن الأفراد يمكنهم أن يفرضوا سيطرتهم بسرعة ووعي وطواعيةً على الخلايا العصبية الموجودة في أعماق رؤوسهم.
وقام الباحثون كذلك بفحص الفص الصدغي الوسطي –تلك المنطقة الموجودة على الجانب الأيسر من الدماغ التي تلعب دوراً رئيسياً في الذاكرة البشرية والعاطفة.
وقبيل تسجيل نشاطهم العصبي، أجريت مقابلات مع المتطوعين لمعرفة اهتماماتهم وسجلت 100 صورة تم إنشائها حولهم. ثم خضعوا لاختبارات من أجل تحديد الأشخاص الأربعة الذين أظهروا أقوى استجابة ارتباط في الدماغ، وعندئذ تم استخدام تلك الأشياء للتحكم بحركة المؤشر أو لتبهيت أو زيادة درجة سطوع صور مختلفة.
ثم طلب الباحثون من المتطوعين أن يفكروا في صورة واحدة، بالتزامن مع اطلاعهم على صورة أخرى، لمعرفة الطريقة التي تتنافس من خلالها الأفكار بداخل الدماغ.
ووجدوا أن الأشخاص كانوا قادرين على عرض سيطرتهم الواعية على أفكارهم غير الواعية.
وختمت الصحيفة البريطانية بنقلها عن الباحث موران سيرف، قوله :" لقد وجد المرضى بوضوح أن تلك المهمة ممتعة بصورة لا تُصدّق، مع بدء شعورهم بأنهم يبسطون سيطرتهم على الأشياء في البيئة التي يتواجدون فيها عن طريق أفكارهم. كما كانوا متحمسين للغاية بشأن تجربتهم للأشياء الجديدة ومعرفة حدود الأفكار التي مازالت تسمح لهم بأن يقوموا بتنشيط الأشياء الموجودة داخل بيئتهم".