بتـــــاريخ : 12/6/2010 8:02:19 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1416 0


    نساء في تاريخ الاسلام (تاريخ منسي )

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : همسايه | المصدر : alfrasha.maktoob.com

    كلمات مفتاحية  :
    نساء تاريخ منسي الاسلام









    نساء في تاريخ الاسلام
    مما لا شك فيه ان تاريخنا الاسلامي حافل بسيرة العظماء


    من ابطاله وقادته العظام.


    من هنا نبدأ ونصحح المثل القائل وراء كل عظيم امراة


    بل وراء كل عظيم ام عظيمة أنجبت عظيم وأ رضعته حب الله ورسوله صلي الله عليه وسلم


    علمته معني أن يكون مسلماً .


    من هنا ندخل الي موضوعنا وهو القاء الضوء علي تلك الام التي أنجبت العظماء والقادة الفاتحين .


    وما اكثر النساء في تاريخ الاسلام وأ نا اقصد النساء التي كرمها الله وسميت سورة بأسمها في القران الكريم النساء التي عرفت معني لا اله الا الله ومعني ان تكون مسلمة .


    أ قول لكل ام ولكل أخت عليكي واجب كبير نحو عزة الاسلام مطلوب منكي اعداد جيل يؤمن بالله ورسوله ويرفع الراية حتي يسود الاسلام وتعود الامة الي سابق مجدها العريق

    في هذا الموضوع بأ ذن الله سوف نذكر نساء في تاريخ الاسلام أ منو بالله ورسوله وجاهدوا في الله حق جهاده فكانو بحق خير مثال لكل ام .


    وسنبدأ بأذن الله من العصر النبوي وبعده عصر الصحابة والتابعين عليهم رضوان الله وسنتدرج مع التاريخ عبر العصور باحثين عن تاريخ منسي لنساء تحققت علي ايديهم بطولات مشرقة في تاريخ الاسلام.


    أ ملين من الله عز وجل أ ن ييسر لنا كتابة ذالك التاريخ الحافل حتي نعرف الدور الكبير للنساء في تاريخنا ويكون حافزاً لكل النساء في عصرنا فبالكرام يقتدي الكرام.


    وعلي كل الاخوات ألا يبخلو علينا بوضع شخصيات من نساء في تاريخ الاسلام فمن لديه اسم لشخصية فليتفضل بوضعها هنا حتي تعم الفائدة
    وخير بدايةً لنا هي ذكر امهات المؤمنين رضي الله عنهم
    ازواج النبي صلي الله عليه وسلم



     
    *نساء النبي امهات المؤمنين*
    السيدة خديجة رضي الله عنها

    خديجة أم المؤمنين وسيدة نساء العالمين في زمانها أم القاسم ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب


    القرشية الأسدية أم أولاد رسول الله صلي الله عليه وسلم وأول من آمن به وصدقه قبل كل أحد وثبتت جأشه ومضت به إلى ابن عمها ورقة


    ومناقبها جمة وهي ممن كمل من النساء كانت عاقلة جليلة دينة مصونة كريمة من أهل الجنة وكان النبي صلي الله عليه


    وسلم يثني عليها ويفضلها على سائر أمهات المؤمنين ويبالغ في تعظيمها بحيث إن عائشة كانت تقول ما غرت من امرأة ما غرت من خديجة من كثرة ذكر النبي صلي الله


    عليه وسلم لها ومن كرامتها عليه صلي الله عليه وسلم أنها لم يتزوج امرأة قبلها وجاءه منها عدة أولاد ولم يتزوج عليها قط ولا تسرى إلى أن قضت نحبها فوجد لفقدها فإنها كانت نعم القرين وكانت تنفق عليه من مالها ويتجر


    هو لها وقد أمره الله أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب الواقدي حدثنا ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس وابن أبي الزناد عن هشام وروي عن جبير بن مطعم أن عم خديجة عمرو


    بن أسد زوجها بالنبي صلي الله عليه وسلم وأن أباها مات قبل الفجار ثم قال الواقدي هذا المجتمع عليه عند أصحابنا ليس بينهم اختلاف .
    كانت خديجة تدعى في الجاهلية الطاهرة وأمها هي فاطمة بنت زائدةالعامرية كانت خديجة أولا تحت أبي هالة بن زرارة التميمي ثم خلف عليها بعده


    عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ثم بعده النبي صلي الله عليه وسلم فبنى بها وله خمس وعشرون سنة وكانت أسن منه بخمس عشرة سنة عن عائشة أن


    خديجة توفيت قبل أن تفرض الصلاة وقيل توفيت في رمضان ودفنت بالحجون عن خمس وستين سنة وقال مروان بن معاوية عن وائل بن داود عن عبد الله البهي قال


    قالت عائشة كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة لم يكد يسأم من ثناء عليها واستغفار لها فذكرها يوما فحملتني الغيرة فقلت لقد عوضك الله من كبيرة


    السن قال فرأيته غضب غضبا أسقطت في خلدي وقلت في نفسي اللهم إن أذهبت غضب رسولك عني لم أعد أذكرها بسوء فلما رأى النبي صلي الله عليه وسلم ما


    لقيت قال كيف قلت والله لقد آمنت بي إذ كذبني الناس وآوتني إذ رفضني الناس ورزقت منها الولد وحرمتموه مني قالت فغدا وراح علي بها شهرا قال الواقدي خرجوا من شعب بني هاشم قبل الهجرة بثلاث سنين فتوفي أبو


    طالب وقبله خديجة بشهر وخمسة أيام وقال الحاكم ماتت بعد أبي طالب بثلاثة أيام هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة مما كنت


    أسمع من ذكر رسول الله صلي الله عليه وسلم لها وما تزوجني إلا بعد موتها بثلاث سنين ولقد أمره ربه أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب .


    وقال ثابت، عن أنس: " خير نساء العالمين مريم، وآسية، وخديجة ينت خويلد، وفاطمة .


    *سودة أم المؤمنين *


    بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية.
    وهي أول من تزوج بها النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة، وانفردت به نحوا من ثلاث سنين أو أكثر، حتى دخل بعائشة.
    وكانت سيدة جليلة نبيلة .
    وكانت أولا عند السكران بن عمرو،
    أخي سهيل بن عمرو العامري .


    وهي التي وهبت يومها لعائشة رعاية لقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت قد فركت، رضي الله عنها .
    لها أحاديث.
    وخرج لها البخاري.
    حدث عنها: ابن عباس، ويحيى بن عبد الله الانصاري.
    هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ما رأيت امرأة أحب إلي أن أكون في مسلاخها من سودة، من امرأة، فيها حدة، فلما كبرت جعلت يومها من النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة .
    توفيت في آخر خلافة عمر بالمدينة.


    *عائشة أم المؤمنين *


    بنت الامام الصديق الاكبر، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، بن كعب بن لؤي ; القرشية التيمية، المكية، النبوية، أم المؤمنين، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، أفقه نساء الامة على الاطلاق.
    وأمها هي أم رومان بنت عامر بن عويمر، بن عبد شمس، بن عتاب ابن أذينة الكنانية.
    هاجر بعائشة أبواها، وتزوجها نبي الله قبل مهاجره بعد وفاة الصديقة خديجة بنت خويلد، وذلك قبل الهجرة ببضعة عشر شهرا، وقيل: بعامين.
    ودخل بها في شوال سنة اثنتين، منصرفه عليه الصلاة والسلام من
    غزوة بدر، وهي ابنة تسع.
    فروت عنه علماء كثيرا طيبا مباركا فيه.
    وعن أبيها.

    مسند عائشة يبلغ ألفين ومئتين وعشرة أحاديث.
    اتفق لها البخاري ومسلم على مئة وأربعة وسبعين حديثا، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين، وانفرد مسلم بتسعة وستين.
    وعائشة ممن ولد في الاسلام، وهي أصغر من فاطمة بثماني سنين.
    وكانت تقول: لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين.
    يقال لها: الحميراء.
    ولم
    يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بكرا غيرها، ولا أحب امرأة حبها.
    ولا أعلم في أمه محمد صلى الله عليه وسلم، بل ولا في النساء مطلقا، أمرأة أعلم منها.
    وذهب بعض العلماء إلى أنها زوجة نبينا صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، فهل فوق ذلك مفخر.
    قال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس، وأحسن الناس رأيا في العامة.
    وقال الزهري لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء، لكان علم عائشة أفضل .



    وفي " المستدرك " بإسناد صالح، عن أم سلمة: أنها لما سمعت الصرخة على عائشة، قالت: والله لقد كانت أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أباها .


    *أم سلمة أم المؤمنين *



    السيدة المحجبة، الطاهرة، هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله
    ابن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة، المخزومية، بنت عم خالد بن الوليد، سيف الله ; وبنت عم أبي جهل بن هشام.
    من المهاجرات الاول.
    كانت قبل النبي صلى الله عليه وسلم عند أخيه من الرضاعة: أبي سلمة بن عبد الاسد المخزومي، الرجل الصالح.
    دخل بها النبي صلى الله عليه وسلم في سنة أربع من الهجرة.
    وكانت من أجمل النساء وأشرفهن نسبا.
    وكانت آخر من مات من أمهات المؤمنين.
    عمرت حتى بلغها مقتل الحسين، الشهيد، فوجمت لذلك، وغشي عليها، وحزنت عليه كثيرا.
    لم تلبث بعده إلا يسيرا، وانتقلت إلى الله.
    ولها أولاد صحابيون: عمر، وسلمة، وزينب.
    ولها جملة أحاديث.


    *زينب أم المؤمنين *



    بنت جحش بن رياب، وابنة عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    أمها: أميمة بنت عبدالمطلب بن هاشم.
    وهي أخت حمنة، وأبي أحمد.
    من المهاجرات الاول.
    كانت عند زيد، مولى النبي صلى الله عليه وسلم.
    وهي التي يقول الله فيها: * (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله.
    وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه.
    فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها) * [ الاحزاب: 37 ].
    فزوجها الله تعالى بنبيه بنص كتابه، بلا ولي ولا شاهد.
    فكانت تفخر بذلك على أمهات المؤمنين، وتقول: زوجكن أهاليكن، وزوجني الله من فوق عرشه .


    وفي رواية البخاري: كانت تقول: إن الله أنكحني في السماء .
    وكانت من سادة النساء، دينا وورعا وجودا ومعروفا، رضي الله عنها.
    وحديثها في الكتب الستة.
    روى عنها: ابن أخيها محمد بن عبد الله بن جحش، وأم المؤمنين أم حبيبة، وزينب بنت أبي سلمة، وأرسل عنها القاسم بن محمد.
    توفيت في سنة عشرين، وصلى عليها عمر.


    *زينب أم المؤمنين *



    بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله الهلالية.
    فتدعى أيضا: أم المساكين، لكثرة معروفها أيضا.
    قتل زوجها عبد الله بن جحش يوم أحد، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ; ولكن لم تمكث عنده إلا شهرين، أو أكثر، وتوفيت رضي الله عنها.
    وقيل: كانت أولا عند الطفيل بن الحارث.
    وما روت شيئا.
    وقال النسابة علي بن عبد العزيز الجرجاني: كانت عند الطفيل، ثم خلف عليها أخوه الشهيد: عبيدة بن الحارث المطلبي.
    وهي أخت أم المؤمنين ميمونة لامها.


    *أم حبيبة أم المؤمنين *


    السيدة المحجبة: رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن
    عبد شمس بن عبد مناف بن قصي.
    مسندها خمسة وستون حديثا.
    واتفق لها البخاري ومسلم على حديثين، وتفرد مسلم بحديثين .
    وهي من بنات عم الرسول صلى الله عليه وسلم، ليس في أزواجه من هي أقرب نسبا إليه منها، ولا في نسائه من هي أكثر صداقا منها، ولا من تزوج بها وهي نائية الدار أبعد منها.
    عقد له صلى الله عليه وسلم عليها بالحبشة، وأصدقها عنه صاحب الحبشة أربع مئة دينار، وجهزها بأشياء.
    وقدمت دمشق زائرة أخاها.
    ويقال: قبرها بدمشق.
    وهذا لا شئ، بل قبرها بالمدينة.
    وإنما التي بمقبرة باب الصغير: أم سلمة أسماء بنت يزيد الانصارية.


    *حفصة أم المؤمنين *


    الستر الرفيع، بنت أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب.
    تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد انقضاء عدتها من خنيس بن حذافة السهمي ، أحد المهاجرين، في سنة ثلاث من الهجرة.
    قالت عائشة: هي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
    وروي أن مولدها كان قبل المبعث بخمس سنين.
    فعلى هذا يكون
    دخول النبي صلى الله عليه وسلم بها ولها نحو من عشرين سنة.
    روت عنه عدة أحاديث.
    وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم، طلق حفصة تطليقة، ثم راجعها بأمر جبريل عليه السلام له بذلك، وقال: " إنها صوامة، قوامة، وهي زوجتك في الجنة " .
    توفيت حفصة سنة إحدى وأربعين عام الجماعة.
    وقيل: توفيت سنة خمس وأربعين بالمدينة، وصلى عليها والي المدينة مروان.



    *صفية أم المؤمنين *



    بنت حيي بن أخطب بن سعية، من سبط اللاوي بن نبي الله إسرائيل بن إسحاق بن إبراهيم، عليهم السلام.
    ثم من ذرية رسول الله هارون عليه
    السلام.
    تزوجها قبل إسلامها: سلام بن أبي الحقيق، ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق، وكانا من شعراء اليهود، فقتل كنانة يوم خيبر عنها، وسبيت، وصارت في سهم دحية الكلبي ; فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم عنها ; وأنها لا ينبغي أن

    تكون إلا لك.
    فأخذها من دحية، وعوضه عنها سبعة أرؤس .
    ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لما طهرت، تزوجها، وجعل عتقها صداقها .



    وكانت شريفة عاقلة، ذات حسب، وجمال، ودين.
    رضي الله عنها.


    قيل: توفيت سنة ست وثلاثين، وقيل: توفيت سنة خمسين
    وكانت صفية ذات حلم، ووقار.


    *ميمونة أم المؤمنين *


    بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال ابن عامر بن صعصعة، الهلالية.
    زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأخت أم الفضل زوجة العباس، وخالة خالد بن الوليد، وخالة ابن عباس.


    تزوجها أولا مسعود بن عمرو الثقفي قبيل الاسلام، ففارقها.
    وتزوجها أبورهم بن عبد العزي، فمات.
    فتزوج بها النبي صلى الله عليه وسلم في وقت فراغه من عمرة القضاء سنة سبع في ذي القعدة.
    وبنى بها بسرف أظنه المكان المعروف بأبي عروة.
    وكانت من سادات النساء.
    روت عدة أحاديث.
    وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم .
    قال مجاهد: كان اسمها برة، فسماها رسول الله: ميمونة


    توفيت سنة إحدى وخمسين.
    رضي الله عنها.
    عن يزيد بن الاصم، قال: دفنا ميمونة بسرف في الظلة التي بنى بها فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كانت حلقت في الحج.
    نزلت في قبرها، أنا وابن عباس .
    وعن عطاء: توفيت ميمونة بسرف، فخرجت مع ابن عباس إليها، فقال: إذا رفعتم نعشها، فلا تزلزلوها، ولا تزعزعوها .
    وقيل: توفيت بمكة، فحملت على الاعناق بأمر ابن عباس إلى سرف، وقال: ارفقوا بها ; فإنها أمكم


    *جويرية أم المؤمنين *

    بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية.
    سبيت يوم غزوة المر يسيع في السنة الخامسة وكان اسمها: برة، فغير .
    وكانت من أجمل النساء.
    أتت النبي تطلب منه إعانة في فكاك نفسها، فقال: " أو خير من ذلك ؟ أتزوجك " فأسلمت، وتزوج بها ; وأطلق لها الاسارى من قومها .
    وكان أبوها سيدا مطاعا.
    وعن جويرية، قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا بنت عشرين سنة.


    فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها
    توفيت أم المؤمنين جويرية في سنة خمسين .
    وقيل: توفيت سنة ست وخمسين، رضي الله عنها .



    *مارية القبطيـة*




    فهي جارية أهداها المقوقس حاكم مصر للرسول وقد اتخذت مكانتها بين زوجات الرسول
    وولدت له ابراهيــم عليه السلام.


    **فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم **

    سيدة نساء العالمين في زمانها البضعة النبوية، والجهة المصطفوية،
    أم أبيها ، بنت سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي القاسم محمد بن عبد الله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشية الهاشمية، وأم الحسنين.
    مولدها قبل المبعث بقليل.
    وتزوجها الامام علي بن أبي طالب في ذي القعدة، أو قبيلة، من سنة اثنتين بعد وقعة بدر.
    وقال ابن عبد البر: دخل بها بعد وقعة أحد .
    فولدت له الحسن، والحسين، ومحسنا، وأم كلثوم، وزينب.
    وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها ويكرمها ويسر إليها.
    وقد غضب لها النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن أبا
    الحسن هم بما رآه سائغا من خطبة بنت أبي جهل، فقال: " والله لا تجتمع بنت نبي الله وبنت عدوالله، وإنما فاطمة بضعة مني، يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها " فترك علي الخطبة رعاية لها.
    فما تزوج عليها ولا
    تسرى.
    فلما توفيت تزوج وتسرى، رضي الله عنهما.


    ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم حزنت عليه، وبكته، وقالت: يا أبتاه ! إلى جبريل ننعاه ! يا أبتاه ! أجاب ربا دعاه ! يا أبتاه ! جنة الفردوس مأواه ! وقالت بعد دفنه: يا أنس، كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ! .
    وقد قال لها في مرضه: إني مقبوض في مرضي هذا.
    فبكت.
    وأخبرها أنها أول أهله لحوقا به، وأنها سيدة نساء هذه الامة.
    فضحكت، وكتمت ذلك.
    فلما توفي صلى الله عليه وسلم، سألتها عائشة.
    فحدثتها بما أسر إليها .
    وقالت عائشة رضي الله عنها: جاءت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    فقام إليها وقال: " مرحبا بابنتي " .


    ولما توفي أبوها تعلقت آمالها بميراثه، وجاءت تطلب ذلك من أبي بكر الصديق.
    فحدثها أنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لا نورث، ما تركنا
    صدقة " فوجدت عليه، ثم تعللت .
    روى إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، قال: لما مرضت فاطمة، أتى أبو بكر فاستأذن، فقال علي: يا فاطمة، هذا أبو بكر يستأذن عليك.
    فقالت: أتحب أن آذن له.
    قال: نعم.
    - قلت: عملت السنة رضي الله عنها، فلم تأذن في بيت زوجها إلا
    بأمره - قال: فأذنت له.
    فدخل عليها يترضاها، وقال: والله ما تركت الدار والمال والاهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ورسوله ومرضاتكم أهل البيت.
    قال: ثم ترضاها حتى رضيت .
    وكانت أصغر من زينب، زوجة أبي العاص بن الربيع ; ومن رقية ;
    زوجة عثمان بن عفان.
    وقد انقطع نسب النبي صلى الله عليه وسلم إلا من قبل فاطمة ; لان أمامة بنت زينب، التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحملها في صلاته ، تزوجت بعلي ابن أبي طالب، ثم من بعده بالمغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب الهاشمي، وله رؤية، فجاءها منه أولاد.
    قال الزبير بن بكار: انقرض عقب زينب.
    وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم جلل فاطمة وزوجها وابنيهما بكساء، وقال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " .
    أحمد بن حنبل: حدثنا تليد بن سليمان: حدثنا أبو الجحاف، عن أبي حازم، عن أبي هريرة: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين، فقال: " أنا حرب لمن حاربكم، سلم لمن سالمكم " .


    *فضا ئلها رضي الله عنها*


    ومناقبها غزيرة.
    وكانت صابرة دينة خيرة صينة قانعة شاكرة لله.
    عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " فاطمة
    سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم بنت عمران "


    عن ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم، وآسية " .
    عن عائشة أم المؤمنين قالت: ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة، وكانت إذا دخلت عليه قالم إليها، فقبلها، ورحب بها، وكذلك كانت هي تصنع به .
    عن مسروق: حدثتني عائشة، قالت: كنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اجتمعنا عنده، لم يغادر منهن واحدة.
    فجاءت فاطمة تمشي ما تخطى مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    فلما رآها، رحب بها، قال: " مرحبا بابنتي ".
    ثم أقعدها عن يمينه أو عن يساره.
    ثم سارها، فبكت ; ثم سارها الثانية، فضحكت.
    فلما قام، قلت لها: خصك رسول الله بالسر وأنت تبكين، عزمت عليك بمالي عليك من حق، لما أخبرتني مم ضحكت ؟ ومم [ بكيت ؟ ] قالت: ما كنت لافشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    فلما توفي، قلت لها: عزمت عليك بمالي عليك من حق لما أخبرتني.
    قالت: أما الآن فنعم، في المرة الاولى حدثني " أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة، وأنه عارضني العام في هذه السنة مرتين، وأني لا أحسب ذلك إلا عند اقتراب أجلي، فاتقي الله واصبري، فنعم السلف لك أنا ".
    فبكيت.
    فلما رأى جزعي، قال: " أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين، أو سيدة نساء هذه الامة " ؟ قالت: فضحكت.


    عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة، ومن الرجال علي .


    *وفاتها*


    قال سعد بن عفير: ماتت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة.
    وهي بنت سبع وعشرين سنة أو نحوها، ودفنت ليلا.
    وروى يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، قال: مكثت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر وهي تذوب.
    وقال أبو جعفر الباقر: ماتت بعد أبيها بثلاثة أشهر.


    وعن عمارة بن مهاجر، عن أم جعفر: أن فاطمة قالت لاسماء بنت عميس: إني أستقبح ما يصنع بالنساء، يطرح على المرأة الثوب، فيصفها .
    قالت: يا ابنة رسول الله، ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة ؟ فدعت بجرائد رطبة فحنتها، ثم طرحت عليها ثوبا
    فصنعت النعش، فلما رأته، قالت: سترك الله.
    قال: فما زالت النعوش تصنع بعدها.


    فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجملة ! إذا مت فغسليني أنت وعلي، ولا يدخلن أحد علي.



    عن الشعبي، قال: جاء أبو بكر إلى فاطمة حين مرضت، فاستأذن.
    فأذنت له.
    فاعتذر إليها، وكلمها.
    فرضيت عنه .
    وعاشت أربعا أو خمسا وعشرين سنة.


    فهل وعي الروافض قبح الله وجوههم

    **صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم **


    بنت عبدالمطلب، القرشية الهاشمية الحسيبة النسيبة.
    وهي شقيقة حمزة.
    وأم حواري النبي صلى الله عليه وسلم: الزبير.
    وأمها من بني زهرة.
    تزوجها الحارث، أخو أبي سفيان بن حرب ; فتوفي عنها.
    وتزوجها العوام.
    أخو سيدة النساء خديجة بنت خويلد، فولدت له:
    الزبير، [ والسائب ] وعبد الكعبة .
    والصحيح: أنه ما أسلم من عمات النبي صلى الله عليه وسلم سواها.
    ولقد وجدت على مصرع أخيها حمزة، وصبرت، واحتسبت.
    وقالت صفية بنت عبد المطلب ، تبكي أخاها حمزة بن عبد المطلب :
    أسائلة أصحاب أحد مخافة


    بنات أبي من أعجم وخبير


    فقال الخبير إن حمزة قد ثوى


    وزير رسول الله خير وزير


    دعاه إله الحق ذو العرش دعوة


    إلى جنة يحيا بها وسرور


    فذلك ما كنا نرجي ونرتجي


    لحمزة يوم الحشر خير مصير


    فوالله لا أنساك ما هبت الصبا


    بكاء وحزنا محضري ومسيري


    على أسد الله الذي كان مدرها


    يذود عن الإسلام كل كفور


    فيا ليت شلوي عند ذاك وأعظمي


    لدى أضبع تعتادني ونسور


    أقول وقد أعلى النعي عشيرتي


    جزى الله خيرا من أخ ونصر



    وهي من المهاجرات الاول، وما أعلم هل أسلمت مع حمزة أخيها أو مع الزبير ولدها ؟
    وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: لما نزلت: * (وأنذر عشيرتك الاقربين) * [ الشعراء: 214 ] قام النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " يا فاطمة بنت محمد، يا صفية بنت عبدالمطلب، يا بني عبدالمطلب، لا أملك لكم من الله شيئا ; سلوني من مالي ما شئتم " .



    **شجاعتها واقدامهارضي الله عنها**
    قال ابن إسحاق‏:‏ كانت صفية بنت عبد المطلب في فارع حصن حسان بن ثابت،ايام غزوة الاحزاب وكان حسان فيه مع النساء والصبيان، قالت صفية‏:‏ فمر بنا رجل من يهود، فجعل يطيف بالحصن، وقد حاربت بنو قريظة وقطعت ما بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون في غور عدوهم، لا يستطيعون أن ينصرفوا عنهم إن أتانا آت، قالت‏:‏ فقلت‏:‏ يا حسان، إن هذا اليهودي كما تري يطيف بالحصن، وإني والله ما آمنه أن يدل على عورتنا مَنْ وراءنا مِنْ يهود، وقد شغل عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فانزل إليه فاقتله‏.‏
    قال‏:‏ والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا، قالت‏:‏ فاحتجزت ثم أخذت عموداً، ثم نزلت من الحصن إليه، فضربته بالعمود حتى قتلته، ثم رجعت إلى الحصن وقلت‏:‏ يا حسان، انزل إليه فاسلبه، فإنه لم يمنعني من سبله إلا أنه رجل، قال‏:‏ ما لي بسلبه من حاجة‏.‏
    وقد كان لهذا الفعل المجيد من عمة الرسول صلى الله عليه وسلم أثر عميق في حفظ ذراري المسلمين ونسائهم، ويبدو أن اليهود ظنوا أن هذه الآطام والحصون في منعة من الجيش الإسلامي ـ مع أنها كانت خالية عنهم تماماً ـ فلم يجترئوا مرة ثانية للقيام بمثل هذا العمل، إلا أنهم أخذوا يمدون الغزاة الوثنيين بالمؤن، كدليل عملي على انضمامهم إليهم ضد المسلمين، حتى أخذ المسلمون من مؤنهم عشرين جملاً‏.‏


    “وفي غزوة خيبر كان لها شأن عظيم، فقد اتخذت لها مع رفيدة الأسلمية خيمة تداوي فيها كل منهما من أصيب في الحرب من المسلمين ولهذا جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لها ولأمثالها من المؤمنات المجاهدات نصيبا من الغنائم التي غنمها من اليهود تكريما لهن وتعظيما لشأنهن وتنويها بحسن صنيعهن في خدمة المجاهدين”.


    وكانت رضي الله عنها وأرضاها شديدة التعلق بابنها الزبير بن العوام ترافقه في كل معركة ويخفق قلبها خوفا عليه من هول الصدام، وقد حدث مرة في غزوة خيبر أن يهوديا اسمه ياسر خرج يطلب من يبارزه فخرج إليه الزبير بن العوام، فقالت صفية للنبي صلى الله عليه وسلم: يقتل ابني يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: “بل ابنك يقتله إن شاء الله” فخرج الزبير إلى اليهودي فالتقيا وتبارزا فقتله الزبير وصدق وعد النبي.
    ومن أشعارها في رثاء النبي صلى الله عليه وسلم:


    عين جودي بدمعة وسهود * واندبي خير هالك مفقود
    واندبي المصطفى بحزن شديد * خالط القلب فهو كالمعمود
    كدت أقضي الحياة لما أتاه * قدر خط في كتاب مجيد
    فلقد كان بالعباد رؤوفا * ولهم رحمة، وخير رشيد
    رضي الله عنه حيا، وميتا * وجزاه الجنان يوم الخلود


    وايضاً لها
    ألا يا رسول الله كنت رجاءنا
    وكنت بنا براً ولم تكُ جافيا
    لعمري ما أبكي النبي لموته
    ولكن لهرجٍ كان بعدك آتيا
    كأن على قلبي لفقد محمد
    ومن حبه من بعد ذاك المكاويا
    أفاطم صلى الله رب محمد

    **وفاتها رضي الله عنها**

    وعاشت صفية بنت عبدالمطلب إلى خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وتوفيت عام 20 للهجرة وهي بنت ثلاث وسبعين سنة، وصلى عليها الخليفة عمر ودفنها في البقيع.


    **أ ول شهيدة في الاسلام**
    سمية بنت خباط وفي بعض الروايات (خياط)

    الصحابية الجلية ام عمار بن ياسر رضي الله عنهم


    ومن عظيم فضل الله تعالي علي تلك الصحابية الجليلة أنها حظيت بمنقبة عظيمة من بين النساء وهي أنها أول شهيدة في تاريخ الاسلام .


    ومنقبة أ خري وهي أنها من السبعة الذين أ ظهروا الاسلام علانية في ربوع مكة التي كانت تموج بالكفر أنذاك بالرغم من ضعفها فهي لم تكن رضي الله عنها من ذوي الاحساب حتي يمنعها حسبها ونسبها من عذاب صناديد الكفر في مكة .


    تعريف بها رضي الله عنها
    قال الذهبي
    هي سمية مولاة بني مخزوم من كبار الصحابيات أيضا.
    كانت مولاة لأبى حذيفة بن المغيرة المخزومي، وكان ياسر حليفًا لأبى حذيفة، فزّوجه من سمية فولدت له عَمّارًا، ولما ظهرتْ فى مكة دعوةُ الإسلام سبقتْ إليها سمية وابنها عمار، ثم لحق بهما زوجها.


    اسلامها رضي الله عنها
    عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: أول من أظهر إسلامه
    سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد.
    فأما رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فمنعه الله بعمه، وأما أبو بكر، فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم، فألبسهم المشركون أدراع الحديد، وصفدوهم في الشمس، وما فيهم أحد إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلال، فإنه هانت عليه نفسه في الله، وهان على قومه، فأعطوه الولدان يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول: أحد أحد .


    شهادتها رضي الله عنها
    كان الظلم والقهر للمسلمين سائداً بمكة وخاصة بالضعفاء
    والعبيد الذين اظهروا الاسلام ومنهم عماربن ياسر وزوجته وابنهما عمار رضي الله عنهم فقد أنزل بهم الكفار أشد أنواع العذاب .
    قال عثمان: أما إني سأحدثكم حديثا عن عمار: أقبلت أنا والنبي، صلى الله عليه وسلم، في البطحاء حتى أتينا على عمار وأمه وأبيه وهم يعذبون، فقال ياسر للنبي، صلى الله عليه وسلم: الدهر هكذا، فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم: " اصبر " ثم قال: " اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت " .


    وروى أبو بلج : عن عمرو بن ميمون قال: عذب المشركون عمارا بالنار.
    فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمر به، فيمر يده على رأسه، ويقول: (يا نار كوني بردا وسلاما) [ الانبياء: 69 ]، على عمار كما كنت على إبراهيم.
    تقتلك الفئة الباغية " .
    ابن عون: عن محمد أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي عمارا وهو يبكي فجعل يمسح عن عينيه، ويقول: " أخذك الكفار، فغطوك في النار، فقلت كذا وكذا، فإن عادوا فقل لهم ذلك " .
    روى عبد الكريم الجزري: عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال: أخذ المشركون عمارا، فلم يتركوه حتى نال من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    وذكر آلهتهم بخير، فلما أتى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ما وراءك ؟ قال: شر يا رسول الله.
    والله ما تركت حتى نلت منك، وذكرت آلهتهم بخير، قال: " فكيف تجد قلبك " ؟ قال: مطمئن بالايمان.
    قال: " فإن عادوا فعد " .
    ورواه الجزري مرة عن أبي عبيدة، فقال: عن أبيه.
    وعن قتادة (إلا من أكره) نزلت في عمار .


    وروى منصور: عن مجاهد: أول من أظهر إسلامه سبعة، فذكرهم، زاد فجاء أبو جهل يشتم سمية، وجعل يطعن بحربته في قبلها وفي رواية قلبها حتى قتلها، فكانت أول شهيدة في الاسلام .
    عن عثمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صبرا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة " .
    وذات يوم مر عليها أبو جهل فسمعها تردد كلمات الإيمان: أحد. أحد. الله أكبر. الله أكبر. فأمرها أن تكفر بمحمد ودينه، فامتنعت، فأخذ حربة فطعنها بها، فسقطت شهيدة، وكانت رضى الله عنها كبيرة السن، عظيمة الإيمان، ضعيفة الجسم، قوية اليقين، رمزًا للصمود، وأمارة على قوة العقيدة، فلما كان يوم بدر قتل أبو جهل، فقال النبي ( لعمار: "قتل الله قاتل أمِّك" .


    وهكذا كانت سمية رضي الله عنها أول شهيدة في تاريخ الاسلام ضاربةً أروع مثال للمرأة في صمودها وصبرها علي دينها وأيمانها بالله.


    أم عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول.
    الفاضلة المجاهدة الانصارية الخزرجية النجارية المازنية المدنية.


    كان أخوها عبد الله بن كعب المازني من البدريين.


    وكان أخوها عبد الرحمن، من البكائين.


    شهدت أم عمارة ليلة العقبة، وشهدت أحدا، والحديبية، ويوم حنين، ويوم اليمامة.
    وجاهدت، وفعلت الافاعيل.


    وقطعت يدها في الجهاد يوم اليمامة .



    وقال الواقدي: شهدت أحدا، مع زوجها غزية بن عمرو، ومع ولديها .


    أي: ولديها من زوجها الاول زيد بن عاصم بن عمرو، وهما: عبد الله وحبيب.


    أما ولداها من غزية، فهما تميم وخولة، كما في " الطبقات "


    خرجت تسقي، ومعها شن، وقاتلت، وأبلت بلاء حسنا.


    وجرحت اثني عشر جرحا .



    وكان ضمرة بن سعيد المازني يحدث عن جدته، وكانت قد شهدت أحدا، قالت: سمعت رسول الله صلى


    الله عليه وسلم يقول: " لمقام نسيبة بنت كعب اليوم


    خير من مقام فلان وفلان ".


    وكانت تراها يومئذ تقاتل أشد القتال، وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها، حتى جرحت ثلاثة عشر


    جرحا ; و كانت تقول : إني لانظر إلى ابن قمئة وهو يضربها على عاتقها.


    وكان أعظم جراحها، فداوته سنة.


    ثم نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلى حمراء الاسد .


    فشدت عليها ثيابها، فما استطاعت من نزف الدم.


    رضي الله عنها ورحمها .


    **جهادها يوم احُد رضي الله عنها**

    قال بن سعد: أخبرنا محمد بن عمر: أخبرنا عبد الجبار بن عمارة، عن عمارة


    بن غزية قال: قالت أم عمارة: رأيتني، وانكشف الناس عن رسول الله صلى


    الله عليه وسلم، فما بقي إلا في نفير ما يتمون عشرة ; وأنا وابناي وزوجي


    بين يديه نذب عنه، والناس يمرون به منهزمين، ورآني ولا ترس معى، فرأى


    رجلا موليا ومعه ترس، فقال: ألق ترسك إلى من يقاتل.


    فألقاه، فأخذته.


    فجعلت أترس به عن رسول الله.


    وإنما فعل بنا الافاعيل أصحاب الخيل ; لو كانوا رجالة مثلنا أصبناهم، إن شاء الله.
    فيقبل رجل على فرس، فيضربني، وترست له، فلم يصنع شيئا، وولي ;


    فأضرب عرقوب فرسه، فوقع على ظهره.


    فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصيح: يا ابن أم عمارة، أمك ! أمك !


    قالت: فعاونني عليه، حتى أوردته شعوب .



    وعن عبد الله بن زيد، قال: جرحت يومئذ جرحا، وجعل الدم لا يرقأ.


    فقال النبي صلى الله علهى وسلم: " اعصب جرحك ".


    فتقبل أمي إلي، ومعها عصائب في حقوها ; فربطت جرحي، والنبي صلى الله عليه وسلم واقف، فقال:


    انهض بني، فضارب القوم ! وجعل يقول: " من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة " ! فأقبل الذي ضرب


    ابني، فقال رسول الله: هذا ضارب ابنك.



    قالت: فأعترض له، فأضرب ساقه، فبرك.


    فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتسم، حتى رأيت نواجذه، وقال: " استقدت يا أم عمارة " ! ثم


    أقبلنا نعله بالسلاح، حتى أتينا على نفسه.


    فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " الحمد لله الذي ظفرك " .


    أخبرنا محمد بن عمر: حدثني ابن أبي سبرة، عن عبدالرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة، عن الحارث


    بن عبد الله: سمعت عبد الله بن زيد بن عاصم يقول: شهدت أحدا، فلما تفرقوا عن رسول الله صلى الله


    عليه وسلم، دنوت منه أنا وأمي، نذب عنه.


    فقال: " ابن أم عمارة ؟ " قلت: نعم.


    قال: " ارم " فرميت بين يديه رجلا بحجر وهو على فرس فأصبت عين الفرس.


    فاضطرب الفرس، فوقع هو وصاحبه ; وجعلت أعلوه بالحجارة، والنبي صلى الله عليه وسلم يبتسم.


    ونظر إلى جرح أمي على عاتقها، فقال: " أمك أمك ! اعصب جرحها ! اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة ".


    قلت: ما أبالي ما أصابني من الدنيا .


    وعن محمد بن يحيى بن حبان، قال: جرحت أم عمارة بأحد اثني عشر جرحا ، وقطعت يدها يوم اليمامة ; وجرحت يوم اليمامة سوى يدها أحد عشر جرحا .


    فقدمت المدينة وبها الجراحة، فلقد رئي أبو بكر رضي الله عنه، وهو خليفة، يأتيها يسأل عنها .


    وابنها حبيب بن زيد بن عاصم هو الذي قطعه مسلمة عليه لعنة الله .


    وابنها الآخر عبد الله بن زيد المازني، الذي حكى وضوء رسول الله صلى الله


    عليه وسلم ، قتل يوم الحرة وهو الذي أجهز علي مسيلمة الكذاب بسيفه.


    **وفاتها رضي الله عنها**
    وتوُفيت رضي الله عنها عام 13 هجرية وصلي عليها امير ، المؤمنين ، عمر بن الخطاب رضي الله عنه !!


    ودُفنت في البقيع ، فرضي الله عنها نعم المرأة ، الصالحة المجاهدة في سبيل إعلاء ، كلمة الله .


    كلمات مفتاحية  :
    نساء تاريخ منسي الاسلام

    تعليقات الزوار ()