الهجوم غير المتوازن على أسماك القرش يهدد التوازن البيئى
علياء حامد -
«لا يمكن أن نقرر قتل أسماك القرش لأنها هاجمت إنسانا أو اثنين، لكن يجب أن ندرس الأمر بعناية من قبل متخصصين فى هذا النوع من الأسماك لنعرف أسباب هذا التغيير فى سلوكها»، هكذا حذرت د. ناهد عبده، أستاذ علم الحيوان بجامعة عين شمس ورئيس جمعية محبى المحميات الطبيعية، من التسرع فى التعامل مع ظاهرة هجوم أسماك القرش فى مدينة شرم الشيخ على بعض السياح.
وأوضحت د. ناهد لـ«الشروق» أن البحر الأحمر به ما بين 5 إلى 6 أنواع من أسماك القرش منها الصغير والكبير، ومن أشهرها «القرش ذات الزعنفة ذات القمة البيضاء» ونوع آخر مشابه له «ذات القمة السوداء»، مشيرة إلى أن النوع الأخير أكثر خطورة؛ لأنه قادر على السباحة بين الشعاب المرجانية، حيث تعيش الأسماك الصغيرة، على عكس معظم أسماك القرش التى لا تقدر على الاقتراب من الشعاب المرجانية.
نوع آخر من القروش تذكره د. ناهد هو «القرش المربى» المعروف بأنه هادئ فى سلوكه، «يسير بصحبته عدد من الأسماك الصغيرة فى حماه، لذلك أطلق عليه هذا الاسم»، على حد قولها، بالإضافة إلى «القرش النمر» الذى يشبه جلده حيوان النمر.
وتشير إلى أنواع خطيرة من القروش هى «القرش الأبيض»، و«القرش الحوت» الذى يقترب شكله كثيرا من شكل الحوت حتى أن البعض يعتقد أنه حوت، إلا أن الحوت لا يوجود فى البحر الأحمر؛ لأنه مغلق فيصعب وجوده به كما أن مضيق باب المندب لا يسمح بدخول كائنات بهذا الحجم.
وأكدت د. ناهد أن أغلب القروش «تعيش فى حالها فيما عدا نوعين أو ثلاثة»، على حد قولها، موضحة أن أسماك القرش بشكل عام لا تهاجم البشر إلا إذا شعر بخوف منهم، حيث يوجد لديه صفوف أسنان قوية جدا يقدر أن يهاجم بها ويقطع عضوا من الجسم «لكن يلفظه فيما بعد»، حيث إنه معتاد على أكل الأسماك فقط، محذرة من مخاطر إلقاء دماء فى المياه لأنه يثير القروش.
ووصفت مهاجمة أسماك القرش للسائحين بأنه «سلوك غير طبيعى وتفسيره بحاجة لفريق عمل متخصص ولديهم معرفة تامة بالقروش وسلوكياتها يدرس الأمر على أرض الواقع، يغطس فى المنطقة أكثر من مرة لمعرفة حقيقة الأمر»
وحذرت رئيس جمعية محبى المحميات الطبيعية من إبادة أسماك القرش فى المنطقة، قائلة «إذا كان القرش الواحد يستطيع أكل 10 كيلو سمك وأنا قتلته إذن سيتكاثر النوع الذى كان يتغذى عليه القرش، ويبدأ يأكل أنواعا أخرى مما سيحدث خللا فى التوازن البيولوجى للكائنات الحية بالبيئة البحرية».
يشار إلى أن القروش تنتمى إلى طائفة الأسماك الغضروفية، والتى يكون هيكلها غضروفيا بالكامل، وقد يتكلس فى بعض أجزائه ولكن العظم الحقيقى لا يتكون فيها أبدا والجسم مغطى بحراشف درعية مدببة وتكون متجهة نحو الذيل. ويوجد تقريبا أكثر من 350 نوعا من القروش فى العالم والخطرة منها تمثل 12 نوعا، ويتراوح طول القرش من 25 سم إلى 17مترا، وتعد أسنانها هى السلاح البتار الذى تستخدمه فى قضم فريستها، كما أن لديها سلاحا آخر ألا وهو القشور المتحورة وتعرف بالحراشف والتى تكون دقيقة ومدببة ومتجهة ناحية الذيل والتى تحدث جروحا بالجسم بمجرد الاحتكاك بها، حيث تشبه ورق الصنفرة.
وللقروش حاسة شم قوية، حيث تجذبها رائحة الدم وتجعلها تهاجم أى شىء يقابلها حتى أنها تهاجم بعضها البعض، كما إنها تشم رائحة هرمون الخوف لدى الإنسان والقروش تنجذب للون الأبيض واللامع تحت الماء لذلك نرى الغواصين والضفادع البشرية يرتدون البدل السوداء الداكنة حتى لا تراهم القروش وللقروش حاسة سمعية قوية تستطيع سماع حركات الأحياء الأخرى من على بعد اثنين كيلومتر تقريبا. ولوجود القروش فى البيئة البحرية أهمية، حيث تقوم بمنع الازدحام غير المتزن لأنها تتغذى على الأسماك الضعيفة والمريضة لتمنع انتشار الأمراض فى البيئة البحرية، وتختلف طريقة الهجوم من نوع لآخر ومن وقت لآخر.
قال مدرس الصحافة فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة فراس الأطرقشى فى مقال بصحيفة «هافينجتون بوست» الإلكترونية الأمريكية إن إسرائيل تطلق أسماك قرش جائعة فى البحر الأحمر كى تهاجم السائحين على الشواطئ المصرية، فى محاولة لإضعاف صناعة السياحة المزدهرة فى مصر.
الصحيفة نقلت عن أحد العاملين فى مجال السياحة بشرم الشيخ قوله إن إسرائيل تريد أن تُفقد مصر واحدا من مواردها الاقتصادية الأكثر حيوية، وهى السياحة، حتى لا تتمكن (مصر) من التركيز على القضية الفلسطينية».
وكان محافظ جنوب سيناء اللواء محمد عبدالفضيل شوشة صرح بأن ما يتردد عن إلقاء (جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلى) «الموساد» سمكة القرش القاتلة لضرب السياحة فى مصر «أمر غير مستبعد، ويحتاج لوقت للتأكد». وهو التصريح الذى وصفه مسئولون إسرائيليون بـ«السخيف جدا لدرجة لا يمكن معها التعليق عليه»، بحسب ما نقلته عنهم صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أمس