تواجه قطر أربعة تحديات رئيسية لإنجاح أول كأس عالم يستضيفه العالم العربي حين يحل عام 2022.
وصحيح أن قطر تملك اللازم للتغلب على أي عائق مادي، في ظل رصد الدولة ما يزيد عن 54 مليار دولار لهذا الحدث، لكن تلك التحديات تتعلق أكثر بجوانب إقليمية لا يحلها المال وحده.
فهناك على سبيل المثال المفاهيم الغربية عن العالم الإسلامي، وعلاقة الدول العربية بإسرائيل، بالإضافة إلى مشاكل خليجية مثل درجات الحرارة المرتفعة، ودور المرأة في المجتمعات العاملة.
وحين أعلن جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اسم قطر لتنظيم مونديال 2022، ظهرت تلك النقاط خلال المؤتمر الصحفي المخصص للدول الناجحة للإجابة عن الأسئلة.
مسؤولو الملف العربي فسروا هذه النقاط، وتقدم الحضور الشيخ الشاب محمد بن حمد آل ثاني رئيس لجنة قطر لاستضافة مونديال 2022.
وقال محمد بن حمد آل ثاني: "لم نكن على ثقة بأننا سنفوز حتى رفع بلاتر اسم قطر، المنافسة كانت شرسة جدا مع دول متقدمة وقوية للغاية مثل أمريكا واستراليا".
ملف قطر أقنع 22 عضوا، وفاز على ملفات قوية لاستراليا والولايات المتحدة الأمريكية وملف اليابان وملف كوريا الجنوبية.
العالم الإسلامي
السؤال الأول جاء بالنص التالي "ألقت جماعات حزب الإسلام المسيطرة على الحكم في الصومال القبض على عشرة أشخاص لضبطهم في حالة تلبس أثناء مشاهدة مباريات كأس العالم، هل يمكن أن يحدث ذلك في قطر؟".
وأجاب محمد بن حمد آل ثاني "واضح أنك لست من منطقة الشرق الأوسط، أرجوكم لا للأفكار النمطية والأحكام المسبقة".
واستطرد "الوطن العربي يعشق كرة القدم، وأهل منطقة الشرق الأوسط يعتبرون هذه الرياضة جزء لا يتجزأ من حياتهم اليومية".
الشق الثاني فيما يخص العالم الإسلامي يتعلق بمدى قابلية قطر بإظهار قدر من التساهل فيما يخص أشياء يعتبرها المواطن الغربي عادية مثل تناول الخمور.
ورد المسؤولون عن الملف القطري "نحترم ضيوفنا، سيكون هناك قانون يحدد هذا الأمر".
دولة صغيرة
حجم قطر يبلغ 11,437 كيلو متر مربع، ولا يقارن بمنافسي الملف العنابي مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي تبلغ مساحتها 9,826,675 كيلو متر مربع.
وخلال تقارير قناة الجزيرة الرياضية عن الحدث الكبير، أشارت الشبكة إلى أن قطر ستكون أصغر دولة تستضيف كأس العالم في التاريخ.
لكن قطر لا تنظر فقط إلى حجمها، بل تعتبر أن المونديال سيقام في منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وبدعم كامل للبلد الخليجي من الوطن العربي.
وأفصح الأمير حمد بن خليفة الثاني أمير قطر: "أعلم أن الجميع ينظر لنا على أننا دولة صغيرة، لكنني أجزم باستطاعتنا تحقيق كل ما يلزم لإنجاح هذا الحدث".
وتابع "جميع الدول العربية سيقدمون الدعم لنا لأن الإنجاز لهم جميعا وليس لنا وحدنا، ولذلك نثق في قدرتنا على صنع إنجازات كبيرة".
العلاقة مع الكيان
العديد من الدول العربية كانت تزعم أنها ستنسحب من مسابقة لو تواجدت إسرائيل فيها، فما بالك وقطر صاحبة الضيافة؟ ماذا سيكون تعقيبها لو وصلت دولة الكيان الصهيوني لمونديال 2022؟
مسؤولو الملف القطري كانوا على درجة كبيرة من الوضوح.
فقد جاء في الملف القطري إعلانا تضمن طفلا من الكيان الصهيوني يقول: "ماذا لو صعدت إسرائيل إلى كأس العالم وواجهت فريقا عربيا؟".
وتابع الطفل بلغته العبرية في الإعلان "سأشجع بلادي ويشجع العرب بلادهم وفي النهاية سنتعرف على بعضنا البعض أكثر".
هذا الجانب من العرض القطري يراه البعض كان ضروريا لأنه يخص شق صعب للغاية وحساس وله دور كبير في التأثير على قوة الملف.
خليجي
درجات الحرارة المرتفعة ودور المرأة وعملها من الأمور التي تثار دائما حول المجتمع الخليجي، ولذلك كان على الملف القطري توضيح وجهة نظره منها.
درجات الحرارة المرتفعة في الخليج كانت نقطة أساسية تخوف منها الفيفا في تقريره التقني عن الدول المتقدمة لنيل شرف استضافة المونديال.
الفيفا يخشى من الحر كون البطولة تقام دائما في فترة صيف، ولأن هذا قد يؤدي إلى إصابات أو صعوبات كبيرة على الفرق والجماهير المساندة لها.
لكن الجانب القطري رد من خلال الشيخ محمد "سنصرف 50 مليار دولار لتحسين وسائل النقل، وأربعة مليارات على إنشاء ملاعب وتطويرها لتكون مكيفة الهواء لراحة اللاعبين والجماهير".
وأفصح مسؤولو الملف عن خطتهم بإنشاء تسعة ملاعب جديدة وتجديد ثلاثة ملاعب بميزانية تقدر بثلاثية مليارات دولار، بحيث تقسم تلك الملاعب الـ12 على سبع مدن.
وأضاف حسن الذوادي رئيس ملف قطر 2022 "قدمنا حلولا لتلك المشكلة، سنبني استادات مكيفة، وسنقوم بالأمر نفسه في ملاعب التدريب ومعظم الأماكن المفتوحة في البلاد".
وأتم "أود التأكيد كذلك على أن التكنولوجية المستخدمة لن تؤثر على البيئة، وسنقدم هذه التكنولوجية للعالم كله للاستفادة بها مستقبلا".
أما عن دور المرأة في المجتمع الخليجي، فكان الرد عمليا من الجانب القطري حين سافر مع بعثة الملف الأميرة موزة بنت ناصر المسند.