إن الخلاف بين البشر سنة إلهية ماضية إلى يوم القيامة وذلك منشأه إلى اختلاف الطباع والمصالح و الأهواء. و لو لم يكن هناك من خلاف بين الناس لما قال الله عز وجل في كتابه العزيز (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و إلى الرسول )(النساء أيه 95) فلولا الخلاف بين الناس لكانت الدنيا كما هي منذ أن خلقها الله عز وجل . فاختلا ف الآراء و الأهواء خلق نوع من التباين و التنوع في دنيا الناس.
وقطعاَ فإن هذا الاختلاف في الطبيعة البشرية قد ينتج عنه خلاف في الرأي بين الناس . روى أبو سعيد الخدرى رضي الله عنه أنه :"خرج رجلان في سفر فحضرت الصلاة وليس معهما ماء فتيمما صعيداَ طيباَ فصليا ثم وجدا الماء في الوقت فأعاد أحدهما الوضوء و الصلاة و لم يعد الأخر ثم أتيا رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرا ذلك له فقال للذي لم يعد أصبت السنة و أجزأتك صلاتك وقال للذي توضأ وأعاد :لك الأجر مرتين " رواه أبو داود والنسائى. فلم يُُحدث الخلاف بين الصحابيين الشجار و الشحناء بينهما و إنما عادا بالأمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .