بتـــــاريخ : 12/27/2010 10:41:30 PM
الفــــــــئة
  • الاقتصـــــــــاد
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1856 0


    تجربتي مع مواقع التوظيف

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : شبابيك | المصدر : www.shabayek.com

    كلمات مفتاحية  :

    على مر ثلاثة شهور مضت، انكببت على مواقع التوظيف بحثا عن وظيفة تناسبني، وتحملت مشقة تعبئة بيانات سيرتي الذاتية (أو سي في، أو ريزوميه، كما تحب) في العديد من المواقع، وأستطيع أن أزعم بأني في خلال هذه الفترة قد كونت بعضا من الخبرة التي تستحق التوثيق والحديث عنها هنا. بدايتي كانت مع موقع بيت.كوم، ذلك أني كنت قد سجلت فيه عام 2003، ومنذ هذا التاريخ، لم أحصل منه على معلومة فادتني في مجال العثور على وظيفة، رغم أني كنت أتلقى منه رسائل كثيرة لوظائف لا تناسبني، وكل ما في الأمر أن كلمة مفتاحية كتبتها في سيرتي تطابقت مع طلب توظيف ما، ورغم أن الأمر قد يبدو منطقيا – نظريا، لكنه في الواقع غير صحيح دائما. بشكل عام، موقع بيت.كوم يفيدك في معرفة الجديد في عالم الوظائف المطلوبة في غالبية البلاد العربية، لكن ربما كانت احتمالات حصولك على وظيفة منه قليلة.


    بعدها استجبت لإعلانات موقع
    مونستر، ودخلت عليه وسجلت معهم، وبعد تجربتي له، أجده يعمل بمثابة موقع بحث لإعلانات الوظائف المتوفرة على انترنت، إذ في كثير من المرات وجدتني انتقل من موقع مونستر إلى صفحة موقع توظيف آخر للتسجيل والتقدم لشغل وظيفة معلن عنها. قد تقول هذه فكرة ذكية، لولا أني وجدت موقع مونستر يأتي بالطيب والقبيح، السمين والغث، كذلك وجدت بعض الإعلانات تتكرر، وبعض الإعلانات التي سبق وتقدمت لها منذ شهور، أجدها معادة مع تاريخ اليوم مثلا. أما أطرف ما حدث معي فكان دخولي على موقع مونستر بدقائق طويلة قبل منتصف الليل، لأجد الموقع يعرض وظائف بتاريخ اليوم التالي. قد تقول للأمر ما يبرره، لكن مع تكرار ذلك ستبدأ تشك في الأمر.
    وأما دُرة العقد مع مونستر فكانت حين وردتني مكالمة هاتفية من الهند، بدأها المتحدث ’روهيت‘ (مسؤول عملاء بموقع مونستر) بالمديح في سيرتي الذاتية، وكيف أن سوق الإمارات واعد وقوي، وأن مثلي حتما سيجد الوظيفة الأفضل، ثم بدأ روهيت يأخذ منحى غريبا، إذ قال لي أن موقع مونستر يتلقى ملايين السير يوميا، وأن سيرة طيبة مثل سيرتي ستجد صعوبة في العثور عليها في خضم هذا الازدحام، لكني إذا دفعت 120 دولار، فسيقوم الموقع بإرسال سيرتي إلى قائمة من عملائه الباحثين عن موظفين، وبذلك ستزيد فرصتي في الحصول على وظيفة، ويمكن الدفع عبر بطاقة فيزا أو ماستر.
    مثل هذه الأفكار، ستقرأ الكثير من التجارب الحزينة عنها على انترنت، ولذا توقفت وقلت له لن أتخذ أي قرار إلا بعد استشارة انترنت والزملاء، وعندها وجدت روهيت الذي أطال معي الحديث يختصر وينهي المكالمة. أنا لا ألوم موقع مونستر لبحثه عن وسيلة تربح، لكني حين اشتركت لم أقرأ ما يفيد أن الموقع سيجعل أحدهم يتصل بي لبيع خدماته، كذلك، إذا كان الموقع لديه ملايين السير الذاتية، ألا يكون من الطبيعي أن نتوقف عن إضافة سيرنا إليه، فباعتراف روهيت نفسه، سيكون صعبا للغاية العثور على وظيفة في هذا الزحام الملاييني.
    وأما الموقع الذي أجده جديرا بالاحترام من واقع تجربتي المتواضعة، فهو جلف تالنت، إذ يعرض الموقع عددا محدودا من الإعلانات التي تتجدد يوميا، ولم أجده يكرر إعلانات مر عليها شهور، ولا تجد إعلانات جانبية كثيرة تجعلك تكره مجرد الدخول على الموقع من كثرتها، كذلك طريقة تصميم واجهة الاستخدام سهلة التوقع والفهم، وهو يغطي دول الخليج فقط، على عكس الموقعين السابقين الذين يغطيان غالبية الدول العربية.
    كان هناك مواقع أخرى، مثل موقع ناديا والذي يئن تحت وطأة واجهة استخدام صعبة ومقبضة، تذكرني ببدايات مواقع انترنت في القرن الماضي، كذلك تصميم الموقع مناسب فقط لمتصفح انترنت اكسبلورر، وهذا خيار يعكس لك طريقة تفكير إدارة الموقع، ومن واقع تجربتي معه فلا أنصح به. وأما مواقع صغيرة مثل كلارندون باركر وغيرها، فهذه مواقع لشركات تنشر إعلاناتها في الجرائد، ثم لا تجد غضاضة في أن تنشرها مرة أخرى على موقعها، لكن الأولوية للنشر الورقي، ما يجعلها فرصة ضئيلة.
    كلمة أخيرة، عاصرت عن قرب فخ كادت تقع فيه زميلة، إذ تلقت مكالمة هاتفية من شركة اسمها Core Elements JD تعمل في دبي، تطلب من الزميلة الحضور إلى مكتب هذه الشركة من أجل مقابلة مسؤولة التوظيف لمناقشتها في سيرتها الذاتية وبعض الوظائف المتاحة. كعادتي أبحث عن أسماء هذه الشركات على انترنت لمعرفة المزيد عنها، وكانت نتيجة البحث متوافقة مع ما ذهب إليه ظني، إذ تبين أن هذه الشركة تنصب على المتقدمين، فتستدرجهم إلى مكاتبها، ثم تناقش السيرة الذاتية مع المتقدم، ثم تخبره بأن هناك إمكانيات كثيرة لتحسين وترقية المكتوب فيها، مقابل أجر بسيط، من 100 إلى 400 درهم. طبعا ما يحدث بعد ذلك هو أن هذه الشركة تغير مكتبها، ولا ترد المبالغ المدفوعة، وفي حالة التخاصم تؤكد الشركة على أنها متخصصة في كتابة السير الذاتية لا أكثر، وأن صاحب الشكوى ليس لديه ما يثبت أن الشركة وعدته أنها ستساعده على العثور على وظائف أو ما شابه.
    طبعا، هذا الأمر مرده أن من يضع سيرته الذاتية يترك كذلك وسائل الاتصال به، ولأن بعض مواقع التوظيف تبحث عن التربح ولو كان في الهند ولذا تبيع ما لديها من بيانات ولا تبالي، لذا ربما كان على المتقدم التروي والتفكر في طبيعة البيانات التي يقدمها طواعية وبدون ضمانات أكيدة، فهذه الشركة الأخيرة كما جاء في معرض تعليقات القراء على خبر نشر عنها، كانت تنشر إعلاناتها في جريدة جلف نيوز الشهيرة، قبل أن تكثر شكاوي ضحاياها. ما أريد قوله، لا تثق في أي موقع وظائف، ولا تثق في أي شركة تطلب منك مالا مقابل وعود، وأبحث دائما في ربوع انترنت عن أي شركة قبل أن تتخذ أي إجراء أو خطوة.
    ولأن الحديث هنا أساسه البحث عن وظائف، فلا بد من الإشارة إلى موقع لنكدان، الذي تنشر سيرتك الذاتية فيه، ثم تضيف بقية أصدقاء وزملائك ومعارفك، حيث يتيح الموقع البحث عن بيانات المشتركين فيه، ثم يوفر وسيلة اتصال بينهم، وعليه أجد الاشتراك في هذا الموقع من الضروريات الاجتماعية في الوقت الحالي، رغم قلة فرص الخروج منه بوظائف، لكنها خطوة لن تضر.
     
    الصورة من موقع فوتوسيرش.

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()