بتـــــاريخ : 12/28/2010 4:56:58 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1261 0


    قصة نجاح طارق فريد – إيدبل ارنجمنتس

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : شبابيك | المصدر : www.shabayek.com

    كلمات مفتاحية  :


    رغم جمال الورود، لكنها لا تصلح للأكل، حسنا ربما البعض القليل منها، لكن على أية حال كان لدى طارق فريد رأي آخر، ذلك الشاب المسلم، الباكستاني الأصل، الأمريكي الجنسية والمنشأ، المولود في عام 1969 في لاهور، ليهاجر بعدها مع والده إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليهبط هناك في عام 1981، ثم يبدأ العمل بعدما اشتد ساعده في تهذيب الحشائش، ثم في مطاعم ماكدونالدز حيث تعلم هناك أهمية التنظيم وأنظمة إدارة الفروع الكثيرة، حتى جاء عام 1986 حيث اقترض طارق من أسرته خمسة آلاف دولار ليشتري محل بيع ورود في ولاية كونتيكت حيث يقيم وعائلته.
    بعدها زاد اهتمام طارق بأنظمة الإدارة المعتمدة على الكمبيوتر، حتى صمم بنفسه نظاما حاسوبيا لإدارة محله والطلبات والمخزون، الأمر الذي ساعده على إضافة ثلاثة فروع جديدة لمحل الورود خلال سنتين فقط، وتطور الأمر معه حتى أسس بعدها شركة تخصصت في تصميم وبيع برامج وأنظمة إدارة محلات الزهور، وبعدها تطورت هذه الشركة وحملت اسما خاصا بها: Netsolace وتخصصت أكثر في توفير حلول وأنظمة الفرانشايز.
    في عام 99، كان لدى طارق من الخبرة ما جعله يلاحظ 3 أشياء، أولا: اهتمام الأمريكيين بتناول الفاكهة الطازجة، ثانيا: الزيادة المضطردة في تجارة وصناعة الأغذية بشكل عام، وثالثا: الاهتمام المتزايد لدى الأمريكيين بالهدايا والتهادي وزيادة إنفاقهم عليها. ليجمع ما بين خبرته، وبين ملاحظاته الثلاثة هذه، قرر طارق – بمساعدة أخيه قمران – تأسيس شركة متخصصة في صناعة باقات الورود، المصنوعة من مختلف أنواع الفاكهة الطازجة (البطيخ، الأناناس، الموز، الفراولة، البرتقال، التفاح..)، المعدة والمقشرة والمقطعة بطريقة خاصة تجعل من مختلف أنواع وألوان الفاكهة تبدو كما لو كانت باقة ورود مجتمعة معا. هذه الباقة من ورود الفاكهة الغرض منها الإهداء، وتناولها كوجبة فاكهة شهية.
    كان اسم الشركة المقترح هو إيدبل ارنجمنتس وهدفها كان تقديم أنواع غير مسبوقة من هدايا المناسبات مثل أعياد الميلاد والأعراس والأنشطة التجارية وغيرها، وكانت طريقة شراء منتجاته إما عبر زيارة احلاته أو الدخول على موقع انترنت وانتقاء الباقة الأنسب، أو الطلب عبر الهاتف. لكن قبل الشروع في ممارسة نشاط كهذا، اختار طارق أن يقدم خدماته البرمجية الاستشارية لشركة تعمل في نشاط قريب من فكرته هذه، بعدها عكف على كتابة كل شيء على الورق، من دليل عمل الفروع وتدريب العاملين إلى خطوط الإنتاج وإدارة المخزون والتأكد من الربحية وغيرها، ثم صمم تطبيقا حاسوبيا لينظم كل هذه الأمور، ثم كان عام 2001 موعد الإطلاق الرسمي للشركة، في ولاية كونتيكت.
    تحت لواءه، نمت شركته لتضم اليوم 900 فرع في مختلف بقاع المعمورة، 700 منها أو يزيد في الولايات المتحدة، والبقية موزعة على كندا و بورتو ريكو وانجلترا والإمارات والسعودية (وقريبا في تركيا)، وكان تقدير إجمالي عوائدها السنوية في شهر مارس من عام 2008 قرابة 195 مليون دولار، وليحصل في ربيع 2009 على جائزة رائد الأعمال لعام 2009، وعلى الترتيب 27 في قائمة مجلة انتربنور لأسرع الأنشطة التجارية في أمريكا لعام 2008.
    يعزو طارق نجاح مشروعه الأخير إلى خبرته التي اكتسبها في عمر مبكر من عمله في مجال محلات بيع الورود، الأمر الذي أعانه على فهم حب الناس لتبادل الهدايا، ومنه تعلم ما السعر الأنسب لكل هدية، وما الذي يريده المشترون في الهدايا، وأما أهم فئة مستهدفة من عملائه فهي السيدات من سن 25 إلى 50 (هل تصل أي سيدة إلى هذا السن فعلا؟) بعدها يأتي قطاع الشركات والمؤسسات الكبيرة، وأخيرا منذ سنوات أطلقت شركته منتجات مهتمة بالصغار تقدم باقات مستوحاة من عالم ديزني وغير ذلك، وأما أكثر وسيلة دعاية تتبعها الشركة فهي الإعلانات التليفزيونية، لأن المنتج العام للشركة يحتاج لرؤيته ثم فهمه ثم اختيار ما يناسب كل عميل.
    وأما ما يجعل هذه المنتجات تبيع فعلا، فهو الشبه الكبير جدا بينها وبين الورود الطبيعية، فكما يحكي طارق عن بدايته حين كان يسلم الباقات بنفسه، وبينما يركب المصعد في شركة أو مستشفى، كان الناس من حوله ينظرون إليه ويظنوه يحمل ورودا، لكن ما أن يقتربوا منه حتى يصيحون: يا إلهي لقد كنت أظنها ورودا، ثم يشرح لهم طارق اسم كل نوع فاكهة وكيف نظمه كي يبدو بهذا الشكل.
    الجدير بالذكر أنه حين بدأ طارق هذا النشاط في عام 99، كان الوقت وقت كساد وتراجع تجاري وإفلاسات، مثل وقتنا هذا، لكنه انطلق في مشروعه رغم كل شيء، ونال النجاح الجميل. يؤكد طارق على حقيقة تعلمها من العملاء، مهما كان وضعك المالي صعبا وحرجا، فأنت – مثل كل البشر – تريد أن تهدي غيرك، وتريد أن تقدم الهدية غير المسبوقة، التي ستترك الأثر الكبير في نفسية متلقي الهدية.
     
    أخيرا، أهم نقطة نتعلمها من هذه القصة، هي أهمية بدء مزاولة النشاط التجاري في سن مبكرة، للتدريب على إدارة شركتك الخاصة في يوم قريب. ليتنا نفعل ذلك مع أبناءنا وبناتنا. قبل أن تقولها، أدرك أن القصة قصيرة، لكن هذا ما توفر لي من معلومات، وأرى ختام مقالتي هنا مليئا بنقاط كثيرة يجب أن ندركها ونعيها ونحفظها من النسيان، فهي نتاج خبرة حياة طويلة.

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()