بتـــــاريخ : 1/1/2011 1:55:03 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1267 0


    جميع الحقوق محفوظة

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : شبابيك | المصدر : www.shabayek.com

    كلمات مفتاحية  :


    أعتذر لكوني مضطرا لكسر تسلسل عرض ملخص قوانين إشهار العلامة التجارية بهذه التدوينة اللازمة، إذ أخبرني ناشري في القاهرة، عن اعتزام دار نشر أخرى إعادة طبع كتبي وبيعها، بدون إذن مني، وسبب ذلك العزم بدون إذن هو أني أوفر هذه الكتب على انترنت بدون مقابل، وبالتالي فأنا بذلك أكون قد تخليت عن كافة حقوقي ومن حق البشرية كلها أن تستغلها بشكل أفضل مني.
    بالطبع، هذا الاعتقاد مبني على غير أساس، فلقد مللت من كثرة ما أوضحت في أكثر من مكان وموقف، أن توفيري لهذه المواد على انترنت بصورة إلكترونية معنوية غير حسية بدون مقابل، لا يعني تنازلي عن ملكيتي لها، وأن أي استغلال تجاري، أو تحويل هذه المواد من إلكترونية إلى ملموسة وحسية، يجب أن يكون بالاتفاق معي، وبالحفاظ على حقوقي، وعلى الواجبات المترتبة على اتفاقي مع دار النشر أجيال والتي قبلت مشكورة طبع وتوزيع ونشر كتبي، مع الموافقة على توفيري لهذه الكتب على انترنت بدون مقابل.

    يسألني الكثيرون، لماذا لا تتعامل مع دار النشر الشهيرة هذه أو تلك، والسبب بسيط، هل ستوافق هذه الدار على هذا الشرط: استمراري في توفير كتبي بدون مقابل على انترنت؟ إن أي مدير مبيعات سيهمه المكسب والمال والربح ونسبة النمو السنوية، أكثر من الرغبة في نشر العلم والثقافة والمعرفة.
    سألني آخرون، الآن وقد أصبحت تشق طريقك نحو الشهرة، لماذا لا تبدأ في توفير كتبك ومقالاتك في مقابل مالي، وأقول لنفسي أولا، ولهم ثانيا، لقد بدأت من الصفر، مجهولا مغمورا يقرأ لي العشرة والعشرون، ولأني وفرت كتبي بدون مقابل، عمل هؤلاء القلة على توزيع كتبي حتى انتشرت كما هي اليوم، ولو أني توقفت عن هذا التوفير المجاني، سيتوقف دعم ومساندة قراء وزوار المدونة، وهذا درس أدعو الله ألا أنساه، وأدعو لغيري ألا يتعلموا هذه الحكمة بالطريق الصعب.
    خلاصة القول، إذا وجدت – عزيزي زائري وقارئي – كتبي منشورة وأردت شرائها، فاحرص على البحث عن اسم الناشر والذي يجب أن يكون دار أجيال، أو باتفاق حصري معها، وسأتولى توضيح الظروف الخاصة التي قد تتوفر فيها كتبي بدون اسم دار أجيال عليها.
    أعود إلى هذا الناشر الذي أراد إعادة نشر كتبي بدون إذني، نحن اليوم في عصر انترنت، زمن سهولة نشر المعلومة بين جماعات كبيرة من الناس، هل فكرت ماذا لو وضعت اسمك هنا، وطلبت من زوار المدونة ألا يقربوا أي كتاب يحمل اسمك؟ هل نحن في هذا الوقت تحديدا، في حاجة لأن نتشاجر مثل الأطفال، أم نتعاون معا؟ إذا أردت نشر كتب لمدونين، فعندك غيري من هم أفضل مني، عندك محمد سعيد احجيوج وكتابه الجميل ألفباء التدوين، وعندك معمر امتون فنان قصص الأطفال، وعندك غيرهما الكثير من المدونين الذين يمثلون منجم ذهب لأي ناشر.
    هذا النقاش ذكرني بمقالتي السابقة عن رؤيتي الخاصة لمساوئ قرصنة البرامج، حيث ركزت بعض التعليقات على أن الأمريكان هم سبب كل الشرور والأحزان في هذا العالم، وبالتالي فسرقة برامجهم هي من الجهاد الراقي… و تناسى أصحاب هذه التعليقات الاتجاه الذي أردت أخذ القارئ إليه، ألا وهو توضيح الأثر السيئ الذي تتركه القرصنة فينا نحن، إنها تجعلنا كسالى خاملين – على المستوى الفكري والإبداعي. فليقل لي أحدكم اسم نظام تشغيل شهير وعربي من الألف للياء؟ أو برنامج عربي ناجح على مستوى عالمي كبير، أو موقع ويب 2.0 عربي قدم اختراعا جديدا فريدا غير مسبوق وحقق انتشارا عالميا مثل تويتر أو ديج أو فيس بوك؟ ثم قارن كل هذا بالواقع الصيني أو العبري على سبيل المثال.
    ثم ماذا لو أسلم الأمريكان كلهم، (وهذا احتمال وارد في ضوء أحاديث أشراط الساعة)، خاصة وأن أكثر اتهام يوجه لعموم العرب والمسلمين أنهم ينظرون إلى تحت أقدامهم ولا يفكرون فيما هو أبعد، فلماذا لا نبدأ بأن نفكر ماذا سنفعل يوم أن يسلم مطورو البرامج هذه ويطالبون بمقابل مادي أمام تعبهم وجهدهم. هل ساعتها سنثبت أن الأسباب التي سقناها ما هي إلا حجج فارغة، ونزعم أن البرامج علم، ومنع العلم لا يجوز، وبالتالي يجوز ساعتها قرصنة هذه البرامج حتى ولو كان أصحابها مسلمين؟ إننا – بمحض إرادتنا – رضينا بأن نكون اليد السفلى، اليد التي تتلقى، لا اليد العليا التي هي خير، اليد التي تعطي.
    القرصنة سرقة، سواء وجدت ألف عالِم يقولون أن لا بأس بها أم لا، لا تختلف عن الهجوم على محل مجوهرات وسرقة ما فيه بحجة أن صاحبه غير مسلم، ولا تختلف عن نسخ كتاب وفره صاحبه في صورة بعينها بدون مقابل وجاء قادم يريد الاستفادة المالية منه بدون إذن صاحبه. القرصنة تجعلنا خاملين متكاسلين، عالة على العالم وعلى البشرية، نقاد إلى حيث أرادوا لنا، ولن يحق لنا أن نقود ما لم نقد نحن أنفسنا ونتغلب على شهواتها. القرصنة أرفضها بسبب آثارها السلبية القاتلة علينا، سواء كانت قرصنة برامج أو كتب أو بحث علمي أو واجب مدرسي.
    تحديث: أعتذر لأني لم أوضح بما يجب أن دار النشر هذه – وقت كتابة هذه السطور – طبعت النسخ الأولية، لكنها لم تنشر وتوزع الكتب في الأسواق بعد، وهذه التدوينة تهدف إلى إقناع صاحبها بعدم فعل ذلك، وأشكر كل من تفاعلوا معي، وسأبقيكم على إطلاع بما يستجد في هذا الأمر، وأدعو الله بأن يعمل صاحب هذه الدار بنصيحتي ويتعامل مع مدونين آخرين.

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()