جمعتني جلسة جميلة مع الصديق مرشد، حكى لي فيها عن فكرته الجديدة، التي أسعدتني كثيرا، كونها فكرة أتوقع لها النجاح الكبير والعالمي، رغم بساطتها، وهو يحكي بنفسه عن فكرته قائلا:
تعاملت مع كثير من شركات التوصيل و عشت مشاكلهم و سوء خدماتهم وأسعارهم الغالية في بعض الأحيان، خصوصاً الشركات التي تتعالى على عملائها وتختلق الأعذار مثل عدم إمكانية توصيل البضاعة إلى موقع العميل، مع العلم ان المرسل قد دفع المبلغ الخاص بذلك! كما أقرأ كثيرا عن حال الذين يبيعون و يشترون عن طريق انترنت، من خلال منتديات البيع والشراء وغيرها من المواقع، والمشاكل والمصائب التي يعانون منها من جرّاء تعاملهم مع مختلف شركات التوصيل ..
فتولدت الرغبة في حل هذه المشكلة وخطرت على بالي فكرة: ماذا لو كان كل من أراد ان يقدم خدمات التوصيل قادراً على ذلك؟ بحيث يمكنني اختيار الأفضل أو الأسرع أو الأرخص .. اعتمادا على حاجتي وقتها .. بشرط ألا أقع في المشاكل التي كانت تواجهني مع هذه الشركات ..
بحكم حبي لاستخدام انترنت منذ سنوات عديدة، واشتراكي في إدارة الموسوعة العربية للكمبيوتر و الانترنت c4arab.com، تخيلت في ذهني فكرة عبارة عن موقع يضم كل من أراد تقديم خدمة التوصيل بشكل سلس وبسيط ..
مع الوقت، علمت بوجود بعض الشباب المواطنين العاطلين عن العمل، والذين يملكون الوقت و السيارة .. الذين كانوا ينشرون أرقام هواتفهم عند بعض الناس، ليستخدمونهم لتوصيل البضائع من مكان إلى آخر في مقابل بسيط ..
الهدف من استئجارهم كان التعاون، كما أن التعامل معهم أسهل، فهم يعرفون الطرق بشكل أفضل من غيرهم .. و تفاجئت حين عرفت أن الناس لا يهمها بشكل كبير مسألة الثقة بهؤلاء .. فخطر على بالي مسألة تنظيم هذا الأمر في موقع محدد بترتيب معين، وهذا سيساعد كل عاطل عن العمل في العالم إذا تحقق ما في بالي! .. فبدأت الجدية في البحث عن أفضل الأساليب لان الفكرة فعلاً ممكن ان تنجح ..
كتبت ما يدور في عقلي على ورقة، ورتبت الأفكار، وجهزت ما يشبه دراسة جدوى للمشروع على ان يكون عبارة عن شركة تدير الموقع مثل موقع ebay وغيره، ثم عرضت الدراسة على صديق لي، له اهتمامات مشابهة في مجال الأعمال، وأعجبته الفكرة.
تحمس صاحبي للفكرة لأنها جديدة، وغير مطبقة من قبل، لكنه ليس من الناس الذين يميلون للانترنت بشكل كبير للغاية مثلي فتردد في الموضوع، خصوصاً ان دوره لم يكن أكثر من الدعم المادي والمكتبي الذي كنت استطيع ان أقدمه من عندي.
هذا التردد جعلني أدرك ان الشريك الأمثل في مثل هذه الأمور يجب أن يكون له دور حقيقي يقوم هو به من نفسه – لا أن أوجهه أنا في المشروع، مما جعلني أعرض الفكرة على عادل صاحب موقع سوالف للجميع و سوالف سوفت سابقاً والذي تربطني معه علاقة وثيقة.
بعد اقتناعه بالفكرة، اتفقنا على البدء و توزيع الأدوار، والعمل بجدية بأقل التكاليف الممكنة.المدة التي استغرقتها حتى الانتهاء من المشروع، منذ ورود الفكرة إلى إطلاق الموقع، تقريباً سنة كاملة، خصوصاً مع الإمكانيات المتواضعة في الوقت الحالي..
يستهدف الموقع العالم بأسره ولا يقتصر على دولة أو شعب أو لغة محددة .. وللأسف فإن اللغة الانجليزية هي الأكثر انتشارا، وبواسطتها نستطيع ان نصل إلى الصيني والهندي والأمريكي و العربي .. ولكن كل فئة لها نسبة معينة تستطيع استخدام الموقع الانجليزي ..
أردنا منذ البداية ان يكون هناك نسختين من الموقع: عربية و انجليزية .. ولكن ظروف تطوير الموقع لم تسمح بذلك، فركزنا على الانجليزية، على ان يأتي إن شاء الله وقت في المستقبل بحيث يكون لدينا النسخة العربية .. وأن نترجم الموقع إلى لغات مختلفة، ولكن بعد ان نرى نجاحاً ..
سرقة أو ضياع البضاعة ..
الموضوع هذا كان من أهم وأول وأكبر عوائق المشروع، فكيف يمكن لأي شخص أن يثق بأي شخص! الحمد لله لم نقف طويلا عند هذا العائق، بل بدأنا في البحث واكتشفنا ان أي سوق إلكتروني يعاني من ذات المشكلة، .. فسوق ebay مثلاً فيه القضية ذاتها .. فهو سوق فيه بائع و مشتري، ولا أحد يضمن في كثير من الأحوال مسألة توصيل البضاعة في حال دفع ثمنها لشخص يختفي خلف اسم مستخدم مكون من أرقام!
القضية كلها يتم التعامل معها عبر استحداث نظام للثقة، أو ما يُعرف باسم feedback rating system … ومن خلاله يمكنك مشاهدة عدد المرات التي قام الناقل أو الdarrber بعملية التوصيل، وكم نسبة رضا مستخدمي خدماته، يعني مثلاً واحد قام بإرسال 1000 شحنة، ونسبة الرضا عنه 98% .. هذا أكيد سأختاره دون تردد، .. أما شخص جديد وصّل 5 مرات فقط ونسبة الرضا عنه 20% .. طبيعي سأبتعد عنه حتى لو كان تكلفة التوصيل من خلاله رخيصة للغاية…
هنا حيت ينتهي كلام مرشد، الذي تعرفت عليه عبر مدونتي، وطالت جلستنا في نقاش مستقبل تطوير موقع درب، لكن مرشد مقتنع تماما بأن أفضل وسيلة لنشر فكرة الموقع هي عبر الصيت، ونقل الناس لبعضهم البعض عن أخبار هذا الموقع الجديد، وهو يؤمن أن من يستخدم خدمات الموقع بنجاح، سيعمل بمثابة وسيلة تسويق ذاتية ناجحة مؤثرة.
ينوي مرشد أن يبقي الموقع مجانيا لأطول فترة ممكنة، وهو ينوي تحقيق العوائد من مبيعات إعلانات المحترفين، عارضي خدماتهم، مثلما الحال في موقع جوجل، وربما وفر حزم متقدمة لمن يريد عرض خدماته بشكل أكثر حرفية، أو لمن يريد الحصول على خدمات توصيل بشكل متكرر، خاصة وأن خدمات موقع درب تمثل تهديدا صغيرا لخدمات شركات التوصيل مثل أرامكس وفيداكس، لكن الوقت لا زال مبكرا على هذه المنافسة.
وأنا أميل إلى رأيه، وإن كنت أرى الأمر بحاجة للمزيد من أفكار التسويق، لكن حتى ذلك الوقت، أدعوكم جميعا لنشر فكرة موقع درب بين جميع الأصدقاء، وللتسجيل فيه، فكم سيكلفك الأمر، أن تعرض خدماتك لنقل الصغير الخفيف من الأشياء، خلال ذهابك للعمل أو إجازتك، ولعلك في النهاية تشتهر فتنقطع لتلبية طلبات الدربيين!
كما أحب قراءة تعليقاتكم على فكرة مرشد، وكيف يمكنكم المساهمة في زيادة الوعي العام بموقعه وخدماته، وتعليقاتكم على سهولة استعمال الموقع، وكيف يمكن تطويره!