لا زلنا مع روبرت كايوساكي في كتابه أبي الغني أبي الفقير حيث يرى أن هناك أسباب خمسة تعوق النجاح، ونتناول هنا العائق الثاني: التشاؤم الذاتي
خاصة في عالمنا العربي، وبسبب قرون مضت قضيناها تحت نير الاحتلال، تحول معظمنا إلى متشائمين بالسليقة، لا نرى في الكون سوى نذر المصائب والكوارث.
لكل منا شكوكه في نفسه، ولا نفكر سوى في الجانب المزعج من المعادلة: ماذا لو غزوا بلدي، أو جارتها، أو نضب البترول، أو انهار سعر العملة، أو هوت البورصة، أو عجزت عن سداد أقساط القروض.
في عام 1992، جاء صاحب روبرت لزيارته في مدينته فينكس، ومتأثرا بالنجاح الذي حققه روبرت وزوجه، ولأن أسعار العقارات والبيوت في فينكس وقتها كانت متدنية، نصح روبرت صاحبه بشراء شقة واسعة من غرفتين واقعة في مجمع سياحي. كانت الشقة معروضة للبيع بمبلغ 42 ألف دولار، في حين سعرها خارج فترة الكساد كان 65 ألف.
بعد عودة الصاحب إلى بلدته، اتصل ليلغي الصفقة. اتصل به روبرت متسائلا عن السبب، فأخبره الصاحب أنه ناقش الصفقة مع جاره فنصحه بأن المبلغ كبير. سأله روبرت، هل الجار خبير استثماري؟ لما جاء الرد بالنفي، أدت محاولات روبرت إلى إصرار الصاحب على الانسحاب.
في عام 1994 استرد السوق عافيته، وبدأت الشقة التي رفضها الصاحب تؤجر بألف دولار في الشهور العادية، وبألفين ونصف في الموسم، ليسترد استثماره خلال عامين ونصف. لليوم، لا يزال صاحب روبرت يدور في الساقية محاولا الخروج من دوامة الجري وراء لقمة العيش.
المتشائمون يشككون، والناجحون يحللون. إن ترك الخوف يسيطر على تفكير يغلق عيونك عن فرص النجاح التي تلمع في سمائك. خذ هذا المثال.
في عام 1996، أخذ صاحب آخر لروبرت يتلو عليه نذر التشاؤم بقرب ارتفاع أسعار البترول، وسرد عليه أسبابا وجيهة وإحصائيات عديدة، واستمر يتوقع قرب نهاية العالم. أما روبرت، بعدما اقتنع بما يقوله صاحبه، أخذ يبحث عن شركة تنقب عن البترول، واشترى 15 ألف سهم فيها بسعر 65 سنت. في بداية 1997 بلغ سهر السهم 3 دولار (ربح أكثر من 5 أضعاف) وهو لا زال إلى زيادة (شكرا بابا بوش!).
بدلا من التفكير في الاستفادة من ظاهرة ارتفاع سعر البترول، أخذ الصاحب يعدد المصائب والويلات، حتى أغلق عقله وبصره عن الجانب الآخر الإيجابي من الخبر والمعلومة والحقيقة.
قرأ معظمكم قصة كولونيل ساندرز مؤسس محلات كنتاكي أو KFC والذي بلغ سن 66 خاسرا كل شيء، لكنه عاد ليحاول من جديد أن يدق على باب النجاح، حيث حاول 1009 مرة لعرض وصفته لطهي الدجاج المقلي على المطاعم، قوبلت جميعها بالرفض، حتى وافق أحد المطاعم بعد 1009 مرة رفض، ومن هناك كانت بدايته مع الملايين.