حين دخلت عالم ألعاب الفيديو في الصبا، كان ذلك من باب ألعاب الكمبيوتر، وحين أهدت شركة سوني الصحافيين أجهزة بلاي ستيشن2 (حين كانت أسعارها تطاول 1500 ريال/درهم) كان ذلك بداية دخولي عالم ألعاب بلاي ستيشن2، ومن أونيموشا وبرو إيفولوشن وحتى بيرن أوت. كانت الرحلة جميلة، وكنت – مثل أقراني – انظر بكل إعجاب وانبهار لأي مبرمج لعبة من تلك الألعاب، ولو كانت لعبة ساذجة، ذلك أن ذلك العالم يسحر كل من يدور في فلكه.
على أني يوما لم أتخيل أن أعمل يوما في شركة تطوير ألعاب، لأفهم كيف تسير الأمور في أستوديهات التطوير عبر العمل فيها، ولم يجنح بي شطط الخيال إلى زيارة اليابان، والسير في جنبات حي أكيباهابارا من أجل مشاهدة أولئك الشباب الياباني الذين أتقنوا فنون اللعب حتى بلغوا مستويات غير إنسانية أو بشرية. على أن لم أكن لأتخيل أن يهتم بمناقشتي المخرج الأول المسئول عن لعبة سماك داون، وأن يهتم لمعرفة رأي في تطور إصدارة 2008، إن الأمنيات والمعجزات لا زالت تتحقق، لكنها فقط تحتاج لبعض الوقت.
حينما نعلم أن إصدارة العام الماضي من لعبة المصارعة الشهيرة سماك دوان باعت أكثر من 3.6 مليون نسخة على جميع الأجهزة حول العالم، فأننا نتفهم لماذا أصرت الشركة الناشرة THQ على دعوة الصحافيين من حول العالم لزيارة ستوديو تطوير اللعبة: يوكس في يوكوهاما – اليابان، للوقوف على سير الأمور في تطوير الإصدارة المنتظرة في بداية الشتاء المقبل.
يتكون فريق عمل ستوديو يوكس من 120 مبرمج ومطور ومصمم ورسام ومسئول تحريك رسوميات، بالإضافة إلى 60 فردا في اليابان، و200 فردا في أمريكا، يتولون تجربة كل صغيرة وكبيرة في اللعبة من أجل اكتشاف العيوب، وعند زيارتنا للأستوديو كانت قائمة المشاكل والعيوب تضم 600 عيبا، يجري العمل على حلها بكل قوة. من ضمن فريق العمل المبرمج العبقري توجوشي كياجوشي، الذي عمل على برمجة محرك رسوميات المصارعة في غالبية إصدارات اللعبة، والذي صمم لعبة إيفل زون كلها بمفرده على البلايستيشن الأول.
هذا الفريق الضخم من المطورين والفنانين تمكن من تصميم ورسم قرابة من 1200 إلى 1500 حركة تحريك خاصة بكل بطل مصارعة، ما يجعل اللعبة قريبة من الحقيقة بشكل كبير، أضف إلى أن كل طريقة دخول كل مصارع إلى الحلبة، من أفلام وموسيقى ومؤثرات، ستجدها في اللعبة.
لدي ستوديو يوكس مكتبة أفلام تضم جميع مباريات المصارعة التي جرت في السنوات العشرة الماضية كلها، صغيرها وكبيرها، مُهمها وتافهها، لتكون اللعبة المرجع الأول لمحبي تلك الرياضة العنيفة. ما رأيكم في جولة سريعة داخل جنبات هذا الاستوديو؟
للجنس الناعم حظه في تطوير اللعبة، رغم العنف الذي فيها!
صورة نادرة للمبرمج الشهير توجوشي كياجوشي
يمتد فريق العمل ليشمل 120 مصمم ومبرمج ومطور وفنان ورسام ومسئول تحريك وتأليف موسيقى
هذه عشر سنوات من مباريات المصارعة الحرة على شرائط فيديو
لا يسمح بدخول الاستوديو بالأحذية، بل يجب تركها عند الباب
أسرار برمجة سماك داون عند هذا الرجل!
كل صف موكول له جهاز ألعاب محدد ليبرمج عليه
بعد تصميم الشخصية، يختبر المصم اللعب بها، ليقارنها بالشخصية الحقيقية، حتى بلوغ الإتقان!
التوفيق ما بين الحقيقة وإمكانيات كل جهاز ألعاب – يحتاج لوقت!
كل شاردة وخاطرة تراها على الشاشة احتاجت لوقت طويل حتى دخلت إلى عالم اللعبة!
عندما تتحقق الأمنيات، إلى يميني مخرج اللعبة نوبويوشي أونو، وإلى يساري مخرجها على نينتندو وي: ريجي ساتو
وأنت عزيزي القارئ، ما أمنياتك التي تريدها لها أن تتحقق خلال السنوات العشرة المقبلة؟
شاركنا الأمنيات، لعل قارئ يهيدك دعوة بظهر الغيب يتقبلها الله تعالى، فتعود لتكتب لنا وتذكرنا بدورك - كيف أن الأمنيات لا زالت تتحقق في عالمنا اليوم.
وكأنك تريد أن تسالني ما أمنيتي أنا اليوم؟ أن أساهم في خروج دفعات من رجال الأعمال الناجحين، وأن تعود اللغة العربية لغة التقنية، وأن يعود العرب والمسلمين رواد نشر المعرفة… تراه بعيدا، كذلك كانت اليابان في يوم من الأيام، حين بدأت رحلتي مع انترنت، منذ 10 سنوات بالتحديد… أراك بعد عشر أخرى، بمشيئة الله تعالى.