انتهت دورة حوض النيل لكرة القدم التي نظمتها مصر للمرة الأولي بهدف زيادة التقارب بين الدول التي يجمعها شريان واحد للمياه والحياة, وتركت الدورة خلفها العديد من الفوائد الفنية علي صعيد كرة القدم بالنسبة للمنتخبات المشاركة,
فيما يخص استعداد كل منها لمنافساته المقبلة علي صعيد القارة السمراء, وبالطبع اعتبرها المنتخب الوطني مرحلة مهمة في برنامج اعداده لمباراة جنوب افريقيا المهمة بتصفيات كأس الامم2012 ولكن ماذا استفاد منتخب مصر منها؟!
بالطبع كانت هناك فوائد مادامت تجمع اللاعبين لأكثر من15يوما, ولعبوا5 مباريات تجريبية, منحت للجهاز الفني الفرصة للمشاهدة علي الأقل, وبالتالي يجب عدم التقليل منها, مثلما ننادي بعدم المغالاة فيها أو الانخداع بالأهداف التي سجلت وكذلك حمل لقب الدورة في النهاية, وهناك نقاط مهمة تحتاج إلي التوقف أمامها عقب انتهاء الدورة نلخصها فيما يلي:
(1) ضعف مستوي المنافسين في الدورة وخاصة فيما يتلعق بندرة أفكارهم الهجومية لم يسهم في علاج الأخطاء الدفاعية للمنتخب الوطني أو حتي تطبيق وتجربة الطريقة التي سيلعب بها منتخب مصر أمام جنوب افريقيا, فلعب2/4/4 أو1/3/2/4 ولم يلعب بطريقة2/5/3 المنتظر اللعب بها ولعل تصريحات حسن شحاتة المدير الفني عقب مباراة أوغندا الأخيرة, أكدت ذلك لان دور الليبرو المتقدم الذي كان سيجهز له حسام غالي لم يظهر, وجاءت المباراة النهائية أمام أوغندا لتكشف أن دفاع المنتخب الوطني مازال يعاني وخاصة في تعامله مع الكرات العرضية للمنافس, والتركيز علي هذه النقاط لابد أن يجد محله في مباراة أمريكا الودية خلال الشهر المقبل باعتبارها التجربة الأخيرة قبل السفر إلي جوهانسبرج.
(2) من الصعب التأكيد والحديث عن أن من مكاسب الدورة الحالية مايسمي بالتجانس بين اللاعبين الذي سيفيد فيما نستعد له, فهذه مقولة خاطئة باعتبار أن قوام المنتخب سيتغير كثيرا في المباراة الودية الدولية القادمة بعودة بعض اللاعبين مابين محترفين أو عائد من الاصابة, فأي تجانس ذلك الذي نتحدث عنه قبل07 يوما من مباراة جنوب افريقيا, وهي فترة غير قليلة قد تتغير خلالها أمور كثيرة تقطع أوتار هذا التجانس.
(3) المكاسب التي خرج بها منتخب مصر يأتي في مقدمتها الجناحان, فأحمد سمير فرج هو المكسب الأول في هذه الدورة بعد أن أعاد اكتشاف نفسه مع المنتخب كظهير أيسر جيد وأصبح هناك بدائل كثيرة في هذه المنطقة بعد أن كان يخشي الجميع علي المنتخب حين يصاب سيد معوض, وينطبق الكلام ذاته علي عودة الروح إلي أحمد فتحي في الجهة اليمني نتيجة استقراره فيها طوال مباريات الدورة, ليستعيد هويته التي تاهت منه بعد فترة من عدم الاستقرار في الملعب بين خط الوسط تارة.. وفي الدفاع تارة أخري!
(4) قد يكون اضفاء المزيد من الروح الدولية في أداء إبراهيم صلاح, وعمرو السولية ومعهم محمد نجيب قد أكسبهم بعض الثقة ووضعهم في خانة العناصر المقترحة لجدول تجديد دماء المنتخب الوطني, ولكن هذه المباريات لم تمنحهم أو تؤكد علي وصولهم لمرحلة النضج الدولي فمازالوا يحتاجون الكثير من المباريات الصعبة في حقيقتها قبل الحديث عن تثبيت أقدامهم داخل المنتخب كعناصر أساسية, فمباريات هذه الدورة كانت للمشاهدة فقط!
(5) الحديث عن عودة شيكابالا قد يكون معنويا فقط, لأنه أذاب جليد البعد في العلاقة بين اللاعب والجهاز الفني للمنتخب, ولكن شيكابالا لم يظهر بالشكل الذي كان عليه مع ناديه قبل مباريات الدورة, وقد يلتمس البعض العذر له بسبب تأثره بالاصابة التي ألمت به في المباراة الأولي, ونحن نتفق معهم, ولكنها بداية جيدة لشيكابالا مقارنة بطول الانتظار لرجوع أبوتريكة!
(6) يتبقي فقط النظر لاصحاب الهوايات الهجومية في المقدمة.. والطرح الدائر حول هاتريك بلال ولقب الهداف للسيد حمدي, فالأول مازال يحاول العودة ولكنه يعاني والثاني ربما يكون قد حجز نصف مقعد في تشكيل المنتخب يتحول إلي مقعد لو فرضت ذلك الظروف والكلام واضح بالتأكيد مع انتظار متعب وذكي وربما ميدو أما أحمد علي فأصبح علي قائمة الانتظار ولكنه أفضل حالا من زميله في الاسماعيلي من عبدالله السعيد الذي حرمته الاصابة من أن يراه أحد, في حين مازال جدو البديل الأفضل لدي حسن شحاته!
وفي النهاية.. نكرر ثانية أن الدورة كانت بها فوائد, وهي ما منحتنا الفرصة لهذا الحديث الناتج عن مشاهدة5 مباريات لمنتخب مصر و23 لاعبا من بينهم حارسان للمرمي أكدا وجودهما ومشاركتهما في المباريات أن المنتخب بجد يحتاج للحضري!!