ربما أصبحنا متأقلمين مع الواقع .... الواقع الذي يقول بأن كل عمل فردي نهايته الفشل أو على الأقل سيكون في طريقه نحوه...
هذا الواقع أخذ يفرض نفسه بقوة إما بواقع قوة الجهات الأخرى التي لانرقى إلى مستوى المنافسة معها –بالطبع لأننا أفراد- أو بعدم وجود المحفزات للمضي في طريق الإبداع .
هذا هو حال المهتمين بالتقنية والتكنلوجيا والبرمجة في بلدان الشرق الأوسط بشكل عام والتي دخلت حديثا في هذة المجالات ..أقول حديثاً مقارنة بالدول الأوروبية وغيرها من الدول المتقدمة والتي قطعت أشواطا وأشواط ومازالت تنظر إلى الأعلى ...
المشكلة ليست في عدم توافر الأشخاص القادرين على الإنتاج. بالعكس.. هناك الكثير من المبدعين في هذة البلدان والكثير من العقول المنفتحة على كل جديد وخاصة من الأجيال الشابة التي تطمح للإرتقاء بمستوى العلم إلى الأعلى .
المشكلة تكمن في عدم توفر المقومات اللازمة لدعم هذة الخبرات وتوظيفها بالشكل الصحيح لذلك لابد من إيجاد صيغة مناسبة تستطيع هذة العقول من خلالها الاستمرار في العطاء من أجل العلم بالدرجة الأولى وليس فقط لتأمين المعيشة (وهو حال الكثيرين ).
ودون أن يضطر هؤلاء الأشخاص من السفر إلى البلدان المتقدمة كهرب من الوضع المحلي لأنه من البديهي أن المشروع المطروح أو المقدم من قبل شركة كبيرة مؤلفة من عشرات أو مئات المبرمجين لانستطيع مقارنته مع برنامج شخصي من حيث الكلفة(زمن التصميم – الإستقرار – التسويق)
هذة الأمور جعلتني أحبذ الأعمال الجماعية المنظمة والتي يشترك بها مجموعة من الأشخاص المبدعين , على سبيل المثال إذا أردنا تنفيذ مشروع برمجي لشركة معينة فإذا توافر الأشخاص المهتمين بالبرمجة وغيرهم المهتمين بتصميم الواجهات بطريقة احترافية وآخرون من الذين يتقنون قواعد البيانات وومصمم لموقع ويب للمشروع(الشركة)
طبعا العمل ممكن أن يتم حتى عبر شبكة الإنترنت التي تشكل بحد ذاتها عقبة في بعض المناطق
ربما نكون بذلك قد حصلنا على مشروع مميز ومستوفي جميع شروط النجاح فقد نستطيع من خلاله أن نقول نحن هنا وهذة مشاريعنا والمشكلة لسنا سببها ...
كانت تلك وجهة نظري عن الموضوع لأني أشعر بأن الكثيرين يتخبطون في بحار البرمجة دون أن يكونوا واثقين بأنها فعلاً أصبحت الطريق الصيح الذي سيمضون به .
ونبقى متفائلين بالمستقبل الذي نحاول صنعه لنغدوا بعد فترة من الزمن قد وضعنا أرجلنا في بداية الطريق الصحيح ...
طريق العلم والإبداع
-----------------
علي هلال عيسى
الرابط الأصلي للموضوع:
http://www.orwah.net....php?storyid=66