مقدمة:
الدرن مرض قديم تسببه بكتيريا تسمى الميكروبكتيريوم. وهو مرض معدي، وينتقل من مريض إلى آخر عن طريق الهواء، وبعضه عن طريق تناول طعام ملوث (كالألبان)، وغالبا ما يصيب الجهاز التنفسي (الرئتين).
وقد يصيب أي عضو آخر في الجسم بما فيها العظام، وخاصة العمود الفقري، وكذلك يصيب المفاصل والغدد الليمفاوية والأمعاء والجلد والسحايا والجهاز التناسلي للذكر والأنثى على حد سواء كما أن الإصابة به لا تقتصر على عمر محدد بل يصيب جميع الأعمار ولكن تشتد خطورته على الأطفال دون الخامسة والبالغين من 15 إلى 25 سنة.
والدرن في العمود الفقري لا ينتقل إلى إنسان آخر إلا إذا كان هناك صديد وإفرازات من الالتهاب من داخل العظم إلى الجلد الخارجي، وبالتالي يجب عزل المصاب، كما يجب التأكد أن المريض غير مصاب بالدرن الرئوي لأن هذا النوع غالبا ما يكون مفتوح ومعدي عن طريق الكحة.
وهو من الأمراض المشتركة التي تصيب الإنسان وبعض الحيوانات خاصة الأبقار.
جرثومة المرض :
جرثومة الدرن، وهي بكتريا عصوية الشكل تحمل بعض صفات الفطريات.
فترة الحضانة :
من التقاط العدوى إلى ظهور أعراض المرض تتراوح من 4 إلى 12 أسبوع، وقد تمتد إلى سنوات.
أعراض الدرن:
نقصان الوزن وفقدان الشهية –ارتفاع درجة حرارة الجسم والتعرق الليلي – النحول والضعف العام وعسر الهضم المستمر – التعب لأقل مجهود يبذل مع آلام متفرقة بالجسم.
أعراض الدرن الرئوي:
بالإضافة للأعراض العامة يكون هناك السعال الذي يبدأ جافا وما يلبث أن يصير مصحوبا ببلغم مخاطي ثم صديدي ثم مدم وهناك أيضا آلام الصدر وصعوبة التنفس واللهاث عند القيام بأقل مجهود مع الإصابات المتكررة بالنزلات البردية والتهابات الرئة.
أعراض الدرن خارج الرئة:
بالإضافة للأعراض العامة هناك أعراض تخص العضو المصاب فعلى سبيل المثال سل العقد الليمفاوية يصحبه تضخم في العقد المصابة وسل السحايا يكون مصحوبا بارتفاع في درجة الحرارة والصداع والقيء وتصلب عضلات العنق وسل الكلية تصحبه أعراض بولية مثل وجود الصديد في البول وسل العظام يكون مصحوبا بآلام العظام أو انتفاخات مفصلية
مصادر العدوى وطريقة الانتشار:
- الرذاذ المتناثر من أفواه وأنوف المصابين بسل الرئتين فعندما يسعل هؤلاء أو يعطسون أو يتكلمون أو يبصقون تنطلق عصيات السل من داخل رئاتهم إلى الهواء حيث يمكنها أن تظل معلقة لعدة ساعات …ولذلك يكون احتمال العدوى مرتفعا عندما يتعرض الشخص عن قرب ولمدة طويلة في مكان مغلق لمريض بسل رئوي يكون البلغم لديه إيجابيا لعصيات السل … أما إذا كان البلغم سلبيا للعصيات فاحتمال العدوى ضئيل …ويكاد يكون منعدما لمريض السل خارج الرئة
- استعمال أدوات ومهمات المريض الملوثة
- الألبان ومنتجاتها غير المعقمة خصوصا من الأبقار
|
الدرن ينتقل عن طريق السعال |
|
عوامل التي تساعد على الإصابة بالعدوى:
- سوء التغذية
- الزحام
- عدم التهوية الجيدة - المساكن الغير صحية
- ضعف جهاز المناعة (مثل المصابين بداء السكري ولا يلتزمون الحمية والعلاج أو -المصابين بالفشل الكلوي أو بعد زرع الأعضاء أو الذين يتناولون عقاقير الكورتيزون أو مدمني الخمر والمخدرات أو المصابين بالإيدز أو سرطان الدم أو سرطان العقد الليمفاوية).
ماذا يحدث بعد الإصابة بالعدوى؟
أولا ليس كل مصاب بالعدوى مريض لان معظم المصابين بالعدوى يحاصر جهاز المناعة لديهم جراثيم السل ولا يصيب المرض في وقت لاحق ما بين 5 إلى 10 % من جملة المصابين، ولا يعرف العلماء يقينا لماذا يمرض بعض المصابين بينما لا يمرض آخرون، غير أنه من المعلوم أن ذوي الأجهزة المناعية الواهنة كالمصابين بسوء التغذية أو الإيدز يكونون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالسل.
التشخيص:
- الفحص المجهري للبلغم ثلاث مرات على الأقل فإذا كان يحتوي على عصيات الدرن فان هذا يعني أن صاحب البلغم مريض وناقل للعدوى ويسمى إيجابي اللطخة
- إذا لم يسفر الفحص السابق عن نتيجة حاسمة فيمكن عمل مزرعة للبلغم أو أشعة على الصدر للتحقق من وجود تجاويف صغيرة أو سائل أو ظلال في الرئتين ربما يستدل على وجود الدرن
- في حالة الدرن غير الرئوي ( خارج الرئة ) يتم أخذ عينة من العضو المصاب العقدة الليمفاوية مثلا ومن فحصها باثولوجيا
- ملحوظة :اختبار مانتو أو ما يعرف باسم اختبار تيوبركلين هو اختبار جلدي يتم بحقن بروتين منقى ومشتق من عصيات الدرن داخل الجلد ويقاس حجم التفاعل المتكون في مكان الحقن بعد 48 إلى 72 ساعة، وبمقاييس معينة يعرفها الأطباء تتحدد إيجابية الاختبار الذي تدل إيجابيته على أن جرثومة الدرن قد دخلت الجسم يوما ما نتيجة إصابة قديمة أو إصابة حديثة كما تحدث الإيجابية لشخص قد سبق تطعيمه باللقاح الواقي من الدرن.. ولذلك فهو لا يعني إصابة مؤكدة بالدرن.
ماذا يحدث إذا ترك الدرن من غير علاج:
- نصف المصابين بدرن الرئة سوف يموتون خلال 5 سنوات.
- ربع المرضى سوف يشفون ذاتيا بفضل الدفاع القوي من قبل جهاز المناعة.
- الربع المتبقي يظل مصابا بدرن مزمن ناقل للعدوى.
العلاج :
- من المعروف أن مرض الدرن يحتاج للعلاج الطبي لفترة طويلة، بالمقارنة بالأمراض الأخرى، ومن المعروف كذلك أن هذه الفترة تتراوح ما بين تسعة شهور إلى سنتين في بعض الحالات، وتتوقف مدة العلاج ونوعيته حسب حالة المريض، وهذا ما يقرره الطبيب المعالج لكل حالة حسب ظروف مرضها.
- وتتراوح الإصابة الدرنية ما بين إصابة بسيطة محددة إلى مرض منتشر مزدوج أي بالرئتين، وقد يحضر المريض وهو يشكو من بعض المضاعفات مثل النزيف الصدري أو الاسترواح؛ أي وجود هواء بالغشاء البلوري إلى أعراض تسممية مثل الارتفاع الشديد في درجة الحرارة، أو فقدان الشهية للطعام إلى غير ذلك.
- وفي الحالات الحادة للمرض، أو عند وجود مضاعفات، أو إذا كانت الحالة العامة للمريض غير جيدة؛ فلابد للمريض أن ينتظم علاجه بكل دقة من حيث نوعيات الأدوية وجرعة هذه الأدوية والفترات المحددة لها وكذلك الانتظام في الطعام.
- ويعتقد الكثيرون أن مريض الدرن لا بد أن يتناول كميات كبيرة من الطعام، وهذا غير حقيقي، فالمطلوب أن يتناول الكميات العادية التي تتناسب سنه ووزنه ونوعه مع توافر المقومات الطبيعية للطعام من بروتينيات ومواد نشوية وأملاح وفيتامينات ودهون إلى غير ذلك، لأن المطلوب دائما هو الوصول بالمريض إلى الوزن الطبيعي له.
- ومفتاح نجاح العلاج في حالات الدرن هو التزام المريض الكامل بالمدة المطلوبة من العلاج من دون تقصير، وفي حالات الدرن التي يستكمل فيها المريض الفترة الزمنية المحددة لعلاجه مع تحسن حالته العامة فإنه يستطيع الصيام مع أخذ العقاقير الطبية الموصوفة له إما في جرعة واحدة أو جرعتين ما بين الإفطار والسحور، وخاصة أن عقاقير الدرن يستطيع المريض أن يأخذ الجرعات الخاصة بها إما مرة واحدة أو مرتين.
- هناك علاج ناجح للدرن عن طريق الأدوية مضادة الدرن والعلاج يحتاج لمدة تتراوح ما بين 6 أشهر إلى سنة وإن كان ينصح بتمديد مدة العلاج إلى مدة أطول للعظام، والدرن في العظام علاجه نسبيا أصعب، كما أنه قد يحتاج إلى عمل جراحي في بعض الأحيان، وفي هذه الحالة يجب عرضه على جراح له خبرة كبيرة في جراحة العمود الفقري.
إحصائيات حول مرض الدرن:
- كان السل سببا في وفاة 200 مليون شخص منذ عام 1882م وحتى اليوم يصاب بعدوى السل شخص واحد على الأقل كل أربع ثوان .
- يموت بسبب السل شخص واحد كل عشر ثوان يصاب بعدوى السل 1% من سكان العالم سنويا.
- لا يزال السل يقتل ما بين مليونين وثلاثة ملايين شخص سنويا…
- 80% من مرضى السل تتراوح أعمارهم من 15إلى 49 سنة
- معظم المصابين بالدرن تتراوح أعمارهم من 15 :49 سنة وهي الأعمار الأكثر إنتاجا
- يتسبب السل في 9% من وفيات النساء اللاتي تتراوح أعمارهن من 15إلى 24 سنة في حين تتسبب الحروب في 4% من وفياتهن والإيدز في 3 % وأمراض القلب في 3 %
- هناك ما يقرب من 900 مليون امرأة في العالم مصابة بعدوى السل.
- ثلث سكان العالم ( 1,9 بليون شخص ) مصابون بعـدوى عصيات السل