بتـــــاريخ : 2/14/2011 9:17:11 PM
الفــــــــئة
  • الحـــــــــــاسب
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1215 0


    البرمجة أسلوب حياة أم وسيلة إرتزاق ؟ مقالة

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : organic | المصدر : www.arabteam2000-forum.com

    كلمات مفتاحية  :

    البرمجة أسلوب حياة أم وسيلة إرتزاق ؟

    إذا كانت المهن التي نعمل بها تمثل لنا في النهاية مصدراً للدخل ووسيلة للإرتزاق أياً ما كانت طبيعة تلك الأعمال وأياً ما كان الدور الذي نمارسه في الحياة للمحافظة على هذا الدخل أو تلك الوسيلة ، إلا أنه يبدو لي أن البرمجة كمهنة إحترافية هي واحدة من أهم المهن التي تخرج قليلاً عن كونها وسيلة للإرتزاق أو حتى وسيلة لتنمية مصادر الدخل للفرد منا ، فالبرمجة لها طبيعة خاصة وسمات فريدة تتعاظم في قيمتها على كثير من المهن والحرف الأخرى وذلك حسب التفصيل التالي الذي لا يعدو أن يكون وجهة نظر شخصية لي ليس أكثر .

    (1)البرمجة أسلوب حياة حيث تتبدى شخصية المبرمج بأكثر ما يكون الوضوح والتبيان ، لأن البرمجيات في النهاية ما هي إلا عصارة فكرية حقيقية ، ومخاض ذهني عسير لما بذله المبرمج والفريق الذي يعمل معه ليخرج برنامجاً ما بالصورة التي ترضي المستخدمين له وقليلاً ما هم :D .

    (2)تستطيع أن تلمح – لاسيما إن كانت لديك خبرة برمجية ولو متواضعة – كم العرق المبذول وحرق الأعصاب والدموع والإحمرار التي تبدى في عيون المبرمجين ، وكم هو مقدار الدخان الذي نفثه المبرمج لتستمتع أنت كمستخدم ... أنك عزيزي القارىء وبنظرة بسيطة على سطح مكتب المبرمج سترى بأم عينيك كم الفوضي الماثلة هناك ، فتلك قصاصات وأوراق صغيرة متناثرة يميناً وشمالاً ، وتلك أقلام مجردة من أغطيتها ... ناهيك بالطبع عن فناجين القهوة وأكواب الشاي التي نسي المبرمج أن يحتسيها بينما يقوم بإخراج مولوده الجديد للحياة .

    (3)في البرمجة سيكون بوسعك الحكم على شخصية المبرمج بل والغوص في أعماق عقله بل ومناظرته أحياناً فيما يفعل ، وذلك من خلال ردود أفعالك الأولية لبرنامجه ومن واقع ما يتبدى له من كافة عناصر البرنامج المتناثرة على واجهة المستخدم وغيرها من الصفحات الأخرى ، وإذا كان الإمام علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه قال مرة (( أن مكنونات القلوب تظهر على صفحات الوجوه وزلات اللسان )) ، فبوسعنا القول إقتباساً أن مكنونات نفس المبرمج بل وعقده الداخلية تظهر في أجل صورها في عمله البرمجي من خلال توزيعه لأزرار الأوامر والأيقونات ونمط الخط الذي يفضله وحجمه ولونه وإنسيابيته في التنقل بين أجزاء البرنامج العديدة .

    (4)في البرمجة تتبدي لك كذلك حرية الحركة والمرونة الفكرية التي يتمتع بها المبرمج ، فطبيعة العمل الذي يقوم بإنجازه لا علاقة له بأية ترتيبات بيروقراطية أو تسلسل وظيفي ممل أو مراعاة لأي قواعد هرمية تفرضها غيرها من الأعمال ، فالمبرمج العاقل – وهو من الكائنات النادرة الآن ولا أقول المنقرضة :lol: – ليس سوى ذلك البحار العاقل الكثير التوكل على الله ، فهو يحسن إختيار وقت الإبحار أولاً ، متوكلاً بما يعن له من أسباب الرزق كتجهيز عدته وعتاده متحلياً بالصبر محسناً الظن بالله ثم بنفسه .

    (5)تكاد تكون البرمجة المهنة الوحيدة التي من اليسير أن تطلق على أصحابها العديد من الصفات والمزايا المتناقضة في آن واحد ويكون كلامك مع ذلك في مجمله صحيحاً ، بل والأكثر من ذلك فإن عديد من تلك الصفات المتناقضة قد تجتمع في شخص المبرمج نفسه مرات عديدة ، فهناك المبرمج المرح وذلك الكئيب ، وهناك النوع الذي تشعر معه أنك في موطنك لم تبرحه ، وذلك الذي يرميك بلا شفقة برمجية في عزلة بعيدة عن العالم حيث تتمنى وقتها لو أن أمك لم تلدك لتستخدم هذا البرنامج :lol: ... وهناك النوع الذي يدللك كمستخدم كأي أم رؤوم تداعب طفلها وتسير معه رويداً رويداً متنقلة معه من مرحلة سنية لمرحلة أخرى بسلاسة ولطف ، وهناك النوع الذي لا يدلل ولا يداعب بل ولا يرحمك وإن صادفت نوعاً من ذلك فعليك أن تتساءل وتراجع حساباتك ثم تبتسم وتقول (( لعلي كمستخدم أسأت ما بيني وبين الله فجعل الله لي هذا المبرمج جزاءاً )) ربما لن يتم حل المشكلة بتلك المقولة ، ولكنك قد تود الحصول على مخرج ما .

    وفي النهاية وأياً ما كان وجه الإتفاق والإختلاف مع كل أو بعض ما سبق فإن البرمجة تظل ذلك الكائن الذي يدل علينا ويفصح عن مكنونات شخصيتنا بل ويفضحنا أحياناً بلا رحمة لأنها ببساطة أسلوب حياة ... فتخير لنفسك عزيزي المبرمج وتساءل أي حياة تبتغي ؟!

    تقبلوا تحياتي

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()