|
العلماء في رحلة علمية لاكتشاف الحقيقة.. |
|
ولعل السؤال الكبير الذي يشغل بال العلماء في الوقت الحاضر هو ما إذا كانت ظاهرة الاحتباس الحراري تعمل على ابتلاع جليد القطب، أم أنها تزيد طبقاته كثافة وسماكة. فمن المعروف علمياً أن الأجواء الأكثر دفئاً تؤدي إلى ذوبان المزيد من الجليد وبالتالي العمل على رفع مستوى المياه في البحار والمحيطات.. لكن في المقابل، وفي الجانب الآخر من المعادلة.. فالأجواء الأكثر دفئاً ذاتها تحمل المزيد من بخار الماء والرطوبة وبالتالي تعمل على زيادة ظاهرة تكثف هذا البخار وهو ما يشكل تعويضاً عن خسارة طبقات الجليد، وهذا بدوره يبطئ زحف مياه المحيطات نحو الشواطئ.
المشكلة تكمن في أن لكل من النظريتين المتناقضتين ما يؤيدها ويدعمها بالصور التي تلتقطها الأقمار الاصطناعية المخصصة للأبحاث العلمية. ومن أجل الوصول إلى الحقيقة، يستعد فريق من العلماء الأميركيين والنرويجيين لبدء مهمة تستغرق عشرة أسابيع يقومون خلالها برحلة إلى المناطق غير المكتشفة في القطب الجنوبي يقطعون خلالها قرابة خمسة آلاف كيلومتر في أحوال جوية "مثالية" حيث يبلغ متوسط درجات الحرارة الخمسين مئوية تحت الصفر !
وتقول الدكتورة ماري ألبيرت من جامعة "دارتماوث" بحسب ما جاء في القبس وهي رئيسة الفريق الأميركي ان المعلومات المتوافرة حول هذا الموضوع قليلة للغاية.. نريد أن نعرف بصورة نهائية إن كانت طبقات الجليد تكبر أم تنكمش بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري.. إننا ذاهبون لمعرفة الحقيقة وسنأخذ معنا كل وسائل القياس العلمية اللازمة. ومن المقرر أن تبدأ الرحلة في الأسبوع الأول من شهر تشرين الأول المقبل.
وسيركز العلماء أبحاثهم خلال هذه المهمة على إجراء القياسات اللازمة التي ستسمح لهم بإعادة بناء صورة أكثر وضوحاً عن التغيرات التي لحقت بالطقس خلال الألف سنة الماضية، أي قبل ما يعرف بالثورة الصناعية والتلوث الناجم عن المصانع وهو السبب الرئيسي لظاهرة الاحتباس الحراري. ومن الأهداف الأخرى للبعثة المؤلفة من ثلاثة عشر عالماً، بالإضافة إلى صحافي ومصور لتسجيل تفاصيل الرحلة، دراسة المكونات الميكروسكوبية لطبقات الجليد حتى عمق ثلاثين متراً على أمل معرفة الآثار التي تتركها تغيرات الطقس على الجليد.
|