وكان يعقوب قد قال في محاضرة له بمسجد الهدي في إمبابة مساء أمس الأول: كان السلف يقولون بيننا وبينكم الجنائز.. واليوم يقولون بيننا وبينكم الصناديق.. والصناديق قالت للدين نعم.
حيث أكد الدكتور عبدالمعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية أن هذا الكلام لا يليق, ومسألة الغزوة والغلبة التي يصف بها الاستفتاء بالحرب لا تدل علي فهم حقيقي للديمقراطية ولا للإسلام.
وأضاف بيومي أن مفهوم الغزوة في الإسلام لا ينطبق علي الاستفتاء, وهذا الكلام يدل علي ثقافة سطحية تشوه الإسلام والديمقراطية معا, وتسمم الحياة, وطالب هؤلاء الأشخاص بالكف عن ممارسة تزييفهم للثقافة الإسلامية والاجتماعية.
وأشار إلي أن الاستفتاء شارك فيه الشعب المصري, وكان استفتاء حقيقيا, والرسول( صلي الله عليه وسلم) كان يعمل بمثل هذه الاستفتاءات واستشارة الناس, واصفا الأمة الإسلامية بأنها أقدم الأمم التي أسست للديمقراطية.
وقال إن قوله إن التيار الإسلامي قام لأن هذه الديمقراطية تتوقف علي فهمه للديمقراطية إذا كان يفهمها علي أنها غزوة.
من جانبه قال الدكتور حمدي حسن المتحدث الإعلامي باسم كتلة الإخوان المسلمين في مجلس الشعب الأسبق إن تلك هي لغة السلفيين ولابد أن نلتمس لهم العذر لأنهم لأول مرة يدخلون مجال السياسة ويمارسونها بهذا الشكل, مضيفا أنهم يفتقدون لأدوات الممارسة السياسية.
وقال إن المرحلة الجديدة تتطلب منا أن نتحمل الأخطاء التي تقع من البعض حتي نمارس الديمقراطية بآلياتها وألفاظها وشكلها السليم, وأكد أن الاستفتاء لم يكن من الأصل كما يحاول أن يصوره البعض أنه استفتاء علي المادة الثانية أو حول الصواب والخطأ, وإنما كان التصويت علي الصواب والأصوب, ولابد أن ندرك جميعا أنه ليس هناك فائز أو مهزوم ومصيب, ومخطئ فكل الشعب فائز ومصيب, فالذين قالوا نعم والذين قالوا لا كان هدفهم واحدا, وهو وضع دستور جديد حرصا علي مصلحة البلاد, وكان الاختلاف حول الوسيلة, هل يتم ذلك بشكل مباشر أم بعد استقرار الأوضاع.
وأضاف: أعتقد لو أن الاستفتاء كان حول مادة الدين لخرج40 مليون مصري وليس18 مليونا فقط, مشددا علي أهمية قبول الاستفتاء كأحد نتائج الديمقراطية التي نسعي لها جميعا, مستنكرا رفض بعض الجماعات والقوي النتيجة لأن تكون تلك التجربة الديمقراطية الرائدة.
وأكد حسن أن كلا التفسيرين لنتائج الاستفتاء يسيئان للتجربة ولا يضيفان إليها.
وأوضح أن لغة السياسي مازالت مفتقدة لدي عدد من القوي والجماعات, لكن الشيء الأخطر الذي لابد من الخوف منه هو انغلاق بعض القوي, الأمر الذي تصبح معه جماعة غامضة.
وكان يعقوب قد قال: الدين هيدخل في كل حاجة مش من الديمقراطية بتاعتكم.. الشعب قال نعم للدين.. واللي يقول البلد ما تعرفش تعيش أنت ألف سلامة.. عندهم تأشيرات كندا وأمريكا.
وأضاف قائلا: مش زعلانين من اللي قالوا لا, بس عرفوا قدرهم ومقامهم وعرفوا قدر الدين.
وأكد الداعية أن القضية ليست قضية دستور.. انقسم الناس إلي فسطاطين, فسطاط دين فيه كل أهل الدين والمشايخ كلهم قالوا نعم الإخوان وأنصار السنة والسلفيون, وعلي الطرف الآخر شكلك وحش لو ما كنتش في الناحية اللي فيها المشايخ.
واختتم كلمته قائلا للمصلين من أنصاره: ما تخافوش خلاص البلد بلدنا.
|