كابول (رويترز) - اعلنت حركة طالبان يوم السبت بدء هجوم الربيع محذرة من انها تعتزم استهداف القوات الاجنبية في افغانستان بالاضافة الى قوات الامن الافغانية والمسؤولين الحكوميين في موجة هجمات تشمل تفجيرات انتحارية في شتى انحاء البلاد.
وحذرت الحركة الاسلامية المتشددة في بيان المدنيين الافغان مطالبة اياهم بالابتعاد عن الاجتماعات العامة والقواعد العسكرية والقوافل بالاضافة الى مراكز ومباني الحكومة الافغانية لانها ستكون محور هجمات تبدأ في أول مايو ايار.
ويأتي بيان طالبان بعد يوم واحد من تحذير مسؤولين عسكريين كبار ودبلوماسيين غربيين من توقعهم حدوث تصعيد في هجمات المتشددين في كل انحاء البلاد خلال هذا الاسبوع اعتبارا من يوم الاحد.
وقالت طالبان في البيان الذي ارسل بالبريد الالكتروني ان "مجلس قيادة امارة أفغانستان الاسلامية يريد ان يعلن ان اطلاق العمليات العسكرية في الربيع التي تحمل اسم (بدر) ستشن ضد الامريكيين الغزاة وحلفائهم الاجانب ومؤيديهم في الداخل."
وقالت طالبان "العمليات ستركز على الهجمات ضد المراكز العسكرية واماكن التجمعات والقواعد الجوية والذخيرة والقوافل اللوجستية العسكرية للغزاة الاجانب في كل انحاء البلاد."
وصرح مسؤولون عسكريون كبار لرويترز يوم الجمعة ان تقارير حديثة للمخابرات اشارت الى ان الهجمات التي تعتزم طالبان شنها بدعم من شبكة حقاني المرتبطة بتنظيم القاعدة ومقاتلين اخرين ستستمر اسبوعا.
وقال البريجادير جنرال جوزيف بلوتز المتحدث باسم قوة المساعدة الامنية الدولية (ايساف) التي يتولى قيادتها حلف شمال الاطلسي ان قواعد الحلف عززت الامن تحسبا لوقوع هجمات.
وقال بلوتز لرويترز "اننا نعلم بالفعل منذ بعض الوقت ان المسلحين يعتزمون زيادة اعمال العنف في مناطق معينة في هذا البلد في الايام القادمة."
وقالت الامم المتحدة انها ستعيد نشر بعض العاملين لديها في افغانستان بعد تلقي "تهديدات يعتد بها" عن زيادة الهجمات في عدد من المواقع في انحاء البلاد.
وكانت الامم المتحدة هدفا للعديد من هجمات المسلحين على مدى العامين الماضيين. وفي وقت سابق من هذا الشهر قتل سبعة من العمال الدوليين بعد ان اجتاح محتجون مجمعا للامم المتحدة في منطقة مزار الشريف الشمالية.
ونفت طالبان أي تورط في الهجوم لكن مسؤولين قالوا ان متمردين شاركوا في اثارة حشد من الناس الغاضبين بالفعل.
وقال كيران دوير المتحدث باسم بعثة الامم المتحدة في افغانستان "كاجراء احترازي ستنقل الامم المتحدة موظفيها من مراكز العمليات الاقليمية الى مواقع امنة لفترة قصيرة. العاملون لن يغادروا مناطقهم وسيواصلون العمل من تلك المواقع."
وقالت طالبان ان أهداف الهجوم ستكون القوات الاجنبية والمسؤولين الكبار بحكومة الرئيس حامد كرزاي واعضاء مجلس الوزراء والنواب بالاضافة الى رؤساء الشركات الاجنبية والمحلية التي تعمل لحساب الائتلاف الذي يقوده حلف الاطلسي.
وقالت طالبان"يجب ان يكون واضحا في اذهان كل الشعب الافغاني الابتعاد عن التجمعات والقوافل ومراكز العدو حتى لا يصابوا بأذى خلال هجمات المجاهدين ضد العدو."
ويتوقع قادة كبار منذ فترة تزايد العنف مع حلول "موسم القتال" التقليدي في فصلي الربيع والصيف رغم ان فصل الشتاء الهادىء عادة لم يكن كذلك اذ كثفت القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة من هجومها ضد المسلحين خاصة في المعقل الجنوبي لطالبان.
وأعلنت واشنطن وقادة قوة المساعدة الامنية الدولية (ايساف) بقيادة حلف شمال الاطلسي تحقيق نجاحات في مواجهة المسلحين منذ ارسال 30 الف جندي امريكي اضافي الى أفغانستان العام الماضي في محاولة لتأمين الاوضاع قبل بداية سحب تدريجي للقوات اعتبارا من يوليو تموز.
وبلغ العنف في انحاء افغانستان مستويات قياسية في 2010 اذ وقعت اسوأ خسائر في الاروح بين المدنيين والعسكريين منذ اطاحت قوات افغانية مدعومة من الولايات المتحدة بحكومة طالبان نهاية عام 2001 .
وقالت وزارة الدفاع الامريكية في تقرير نصف سنوي يوم الجمعة ان الزيادة في اعمال العنف ترجع الى حد ما الى زيادة استهداف ملاذات المقاتلين الامنة واعتدال الطقس في الشتاء بشكل غير معتاد.
من جوناثان بيرتش وروب تيلور