الفوضى المتراكمة
••مع حفظ الألقاب، والود، والمحبة، اتفق محمود سعد، وإبراهيم عيسى، وبلال فضل، فى افتتاح قناة التحرير الفضائية، على أهمية «تحرير عقول المصريين» وهو شعار القناة، وعلى ضرورة التركيز على الطاقة الإيجابية وعدم إثارة الخوف بين المواطنين من آثار البلطجة التى انتشرت. واعتبر إبراهيم عيسى أن إلقاء حجر على شيكابالا فى مباراة الإسماعيلى والزمالك ليس شغبا يدعو لفزع المعلقين الرياضيين لأن هذا السلوك بمثابة «روتين» فى ملاعب الكرة المصرية.. فلا تخلو مباراة من فاصل إلقاء الحجارة، أو فاصل من السباب الجماعى.. وللأسف فإن هذا الروتين بات مقبولا لغياب الحساب والقانون، والخوف من الجماهير، وعدم اتخاذ قرار رادع واحد.. وقد أمضيت مع زملاء من النقاد الرياضيين 30 عاما من حياتنا المهنية نشجب ونرفض هذا السلوك، ونطالب بتطبيق القانون بقوة وشجاعة، وأخذنا فيما بعد نتوسل ونرجو، فلا نفع الشجب والرفض، ولا أحد فى هذا الزمن يستجيب للتوسل أو لا أحد يسمع الرجاء.. وإلا كنا حررنا فلسطين منذ نصف قرن، وعلمنا أمريكا الأدب!
••الفزع ليس بسبب إلقاء طوبة، أو ممارسة السباب الجماعى كأنه من أناشيد الفرق. لكن الفزع سببه تراكم الفوضى قبل الثورة وبعدها.. الفزع سببه الاعتداء على المستشفيات، والاعتداء على المدارس، والاعتداء على مجلس إدارة الاتحاد السكندرى ثم على لاعبى الفريق، والاعتداء المتبادل بين جماهير الأهلى والإسماعيلى والمصرى، وتحطيم الأتوبيسات والسيارات، وحرق مشجعين لمشجع، وحرق مشجعين لأتوبيس مشجعين آخرين دون حساب لتلك الجرائم.. الفزع سببه الاعتداء على رؤساء الأندية، والاعتداء على محافظين، وعلى رؤساء الجامعات، ورؤساء الأحياء، والاعتداء على الأراضى والأملاك الخاصة والملكيات العامة، والاعتداء على الناس من ناس.
••نعم قبل الثورة الظلم كان مذهلا، والتزوير كان شعارا، والقهر كان فرضا.. إلا أن البلطجة تثير الفزع حين تنتشر، ومواجهتها يكون بوجود ممثلى القانون وبانتشارهم وهم رجال الشرطة، وبتطبيق القانون بحسم وبعدل.. ولن تتوقف تلك الظاهرة بالكلام والنصح والخطب والمقالات والكتابات التى ترفع شعار: «كن لطيفا.. حب للزمالك ما تحبه للأهلى.. ابتسم عند الهزيمة».. فتلك أولا لغة لا تدخل رأس طفل، وتلك ثانيا مصيبة.. أخرى جعلتنا نموت من الضحك!
••كان الاحتياطى النقدى المعلن قبل الثورة حوالى 36 مليار دولار، واكتشفنا أنه كان 43 مليار دولار، بتجنيب احتياطى للاحتياطى للطوارئ والأزمات.. لا يعجبنا ذلك لأنه يعنى أن الشعب «صاحب هذا المال» كان ممكنا أن يطمع فيه ويطلب زيادة 10 جنيهات على المرتب من السادة أصحاب البلد؟!