بعين لا تكف عن مراقبة الأحداث، وجسد يتحرك بكل ما يملك من قوة لحماية بيت عبادته، وعقل سئم من سماع كلمات فى قصة مملة مفادها وجود فتنة طائفية بمصر، ولسان رافض أن يقر بوجود فتنة.. روى مايكل نصيف، أحد سكان منطقة إمبابة التى تحولت من مجرد منطقة شعبية صغيرة إلى واحدة من مناطق الصراع بين المسلمين والأقباط ـ أحداث الفتنة التى أحدثت جرحا فى قلب مصر.
مايكل كان شاهد عيان على الأحداث، وروى لنا تفاصيل القصة من أمام كنيسة مارمينا، والتى كشف فيها محاولة بعض الأقباط إدخال أسلحة للكنيسة بهدف حمايتها، إلا أن كهنة الكنيسة رفضوا محاولاتهم.
نصيف بدأ كلماته قائلا:"يوم الواقعة كنا واقفين أمام الكنيسة لحمايتها ومعنا عدد من ضباط الشرطة، وبمجرد أن بدأ إطلاق النيران من أحد الأفراد من أمام العمارة السكنية المقابلة للكنيسة، هرب الضباط وتركونا، وبالرغم من أننا قلنا لهم "مش عايزينكوا تحمونا، ادونا السلاح" فما كان منهم إلا أن تركونا وذهبوا".
ويضيف نصيف: "حاولنا حماية الكنيسة بتكسير أجزاء من جدارها وإلقاء الطوب على الطرف الآخر وضربهم بزجاج المولوتوف، كما قام عدد من الشباب ممن كان معهم سلاح بمحاولة الرد بإطلاق الرصاص عليهم".
وتابع نصيف: "ظللنا هكذا حتى زاد عدد المصابين وانتقل عدد كبير منهم للمستشفى وجاء رجال الجيش.. حاولنا الدخول للكنيسة لحمايتها ولكن أبونا رفض وقال "أى حد معاه سلاح يروح، بيت ربنا ما يدخلش فيه سلاح، والكنيسة تتحرق بس ما حدش يموت".
واستطرد نصيف: "فما كان منا إلا أن التففنا حول الكنيسة حتى فجر اليوم الثانى، وفى صباح اليوم الثانى كان الوضع مختلفا كثيرا.. حاولت الذهاب للكنيسة مع أحد أقاربى، اعترض طريقى أحد الرجال الملتحين وسألنى عن المكان الذى سأذهب إليه، فرددت: رايح الكنيسة، فرد: أنت مسيحى، فقلت له نعم، فرد: أنتم جايبين سلاح وجايين تضربوا، فقلت له: صلى على النبى يا شيخ، فرد بعصبية: سيدك النبى، و حاول الاشتباك معى لولا تدخل أحد السكان.
وأكد مايكل أنه للمرة الأولى يرى هذا الرجل فى المنطقة، فهو يعرف الشيوخ والملتحين الذين يعيشون فى إمبابة باعتباره حيا شعبيا والجميع يعرفون بعضهم، على الأقل من ناحية الشكل، وقال: "هذا الشخص قابلته لأول مرة فى حياتى، وعمرى ما شفتوا فى المنطقة".
كما أكد مايكل أن الأحداث تثبت استعداد هؤلاء للهجوم من قبل، بدليل كم الأسلحة التى كانت معهم، مشيرا إلى أنه لم يسمع عن عبير من قبل.