13 مايو 2011 10:40:28 ص بتوقيت القاهرة
خطبة الجمعة وعظة الأربعاء
كشف الحوار الجدلى ــ رغم نعومة كلماته ــ بين الشيخ خالد الجندى وهانى عزيز أمين عام جمعية محبى مصر السلام على قناة المحور أن الهدف الحقيقى وراء إصرارهما على وجود قنوات دينية، وأيا كانت النوايا ما ظهر منها وما بطن، فكل منهما يريد أن يبث معتقداته الدينية ومنهجه الفكرى وهناك لا أقصد الجندى وعزيز بصفتهما الشخصية، بل المقصود طرح التيارات الدينية الإسلامية والمسيحية وعقائد كل طرف.
فهانى عزيز أقر بوجود قناتين مسيحيتين، وبأن تصاريحهما جاءت من الخارج بعد أن عانى مع النظام القديم، وقال لجأنا لذلك ــ كطوائف مسيحية ــ لتجاهل الإعلام التليفزيونى لنا، وأن المسيحيين مهمشون تماما فى وسائل الإعلام.. وتساءل لماذا لا يظهر قداس الأحد بوعظته على شاشة التليفزيون المصرى وعلى الهواء مثلما تظهر خطبة وشعائر صلاة الجمعة، كما أن هناك عظة للبابا كل أربعاء لما لا تذاع تليفزيونيا مثلما نشاهد مثلا حديث الشيخ الشعراوى وكذلك شيخ الأزهر حتى يستفيد جموع الناس من تلك العظة، وهنا أكد الجندى ضرورة وجود قناة تليفزيونية للتحدث باسم الأزهر.
إذن فالمسألة مازالت تقف عند الإحساس بالغيرة بين الطرفين من مسألة الوجود الإعلامى، الذى يعتبرونه كيانا لا يمكن التغاضى عنه أو تجاهله، ولم يتطرق أحدهما إلى كيفية السيطرة على محتوى هذه القنوات فى حالة الإفتاء بوجوب إنشائها، وما يمكن أن تبثه فى حالة الغليان الطائفى، قطعا لن يديروا ظهورهم لما يحدث من حولهم على أرض الواقع، وستتلون وتتغير الأهداف والرؤى من طرح عقائدى ثقافى تعليمى تنويرى فى أمور دينية بحتة إلى أمور اجتماعية وسياسية وطائفية، وستكون نتائجه حينئذ غير حميدة.
المد الفضائى الدينى أصبح حلما يراود الطرفين ليس فى مصر وحدها بل وفى دول عديدة من الدول التى علت فيها من جديد نبرة الفتنة الطائفية والتعصب الدينى، ففى روسيا وحدها ظهرت العام الحالى قناتان فضائيتان إسلاميتان جديدتيان، وفى بعض دول أوروبا ظهرت فضائيات مسيحية وكلها تريد أن ترسخ لثقافات وأفكار لا يستطيع أحد أن يتحكم فى محتواها بمرور الوقت، وهذا هو الخطر ــ رغم أن بعض هذه القنوات تشرف عليها الكنيسة القبطية، وتقدم مواد دينية فقط، لكنى أرى أن المسألة عندنا لن تتوقف عند بث خطبة الجمعة أو عظة الأربعاء، وإذا كان من أمر ضرورى فهو إتاحة الفرصة لرجال الدين الوسطيين من المسلمين والمسيحيين لأن يكون لهم وجود شعبى حقيقى، وأن يكونوا على الهواء مع قضايا المجتمع 24 ساعة فى اليوم..
حينئذ لن نكون فى حاجة لخطاب دينى فضائى حتى لو كان مستقيما.