صنعاء/تعز (رويترز) - قتل أربعة جنود يمنيين في كمين على ما يبدو أثناء توجههم الى مدينة زنجبار الجنوبية التي تسيطر عليها القاعدة بينما قوبلت احتجاجات متجددة في مدينة أخرى بحملة قمعية فتاكة مما أذكى المخاوف من اندلاع حرب اهلية في اليمن.
وانهارت فترة هدوء قصيرة في مطلع الاسبوع حين اطلقت قوات الرئيس اليمني علي عبد الله صالح النار على محتجين في مدينة تعز بجنوب اليمن يوم الاحد فقتلت ستة على الاقل واصابت 120 اخرين.
وتخشى القوى العالمية من ان يتحول اليمن وهو على وشك الانهيار الاقتصادي ويتخذ منه تنظيم القاعدة بجزيرة العرب مقرا الى دولة فاشلة مما يهدد المنطقة الغنية بالنفط وجارته المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم.
وقال مسؤول أمني يمني يوم الاثنين ان أربعة جنود قتلوا وأصيب عشرات فيما بدا أنه كمين أثناء توجههم الى زنجبار. وذكر أنه لا يعرف الجهة المسؤولة عن الهجوم.
وسيطر مئات من الاسلاميين المتشددين وأعضاء تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على المدينة الساحلية الجنوبية المطلة على خليج عدن قبل أيام ويقاتلون السكان وجنود الحكومة الذين يحاولون استعادة السيطرة على المدينة منذ مطلع الاسبوع.
وقال سكان في مدينة زنجبار الساحلية على بعد نحو 270 كيلومترا الى الجنوب الشرقي من العاصمة ان مسلحين يعتقد أنهم من القاعدة قد سيطروا على المدينة التي تقع في محافظة ابين المضطربة.
وقال أحد السكان "جاء نحو 300 اسلامي متشدد ورجال من تنظيم القاعدة الى زنجبار وسيطروا على كل شيء يوم الجمعة."
وقال سكان لرويترز ان المياه والكهرباء انقطعت عن المدينة وان السكان يفرون الى البلدات المجاوة.
وفي تعز على بعد 150 كيلومترا الى الشمال الغربي قال مصور لرويترز في الموقع ان الشرطة اليمنية استخدمت الذخيرة الحية والغازات المسيلة للدموع ومدافع المياه لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يحتجون امام مبنى للبلدية للمطالبة بالافراج عن احد المحتجين الذي اعتقل يوم السبت.
ووقعت الاشتباكات قرب ميدان الحرية حيث يعتصم الالاف من المحتجين المناهضين للحكومة في خيام منذ يناير كانون الثاني للمطالبة بتنحي صالح. واشعلت الشرطة النار في خيمتين في الميدان. ورشق المحتجون الشرطة بقنابل المولوتوف والحجارة.
وفي العاصمة صنعاء على بعد نحو 200 كيلومتر الى الشمال قال سكان انه سمع دوي سبعة انفجارات الليلة في منطقة الحصبة التي شهدت قتالا على مدى اسبوع بين قوات صالح وخصم قبلي قتل خلالها 115 شخصا.
ولم ترد تفصيلات فورية عن الانفجارات التي خرقت جزئيا على ما يبدو هدنة بين قوات صالح وقبيلة حاشد ذات النفوذ التي يتزعمها صادق الاحمر في ادمى قتال منذ تفجر الاضطرابات في يناير كانون الثاني.
وادان الاحمر ما وصفه بمذبحة صالح الجديدة ضد المدنيين في تعز. وسلم رجاله في وقت سابق يوم الاحد السيطرة على مبنى حكومي لوسطاء في اطار اتفاق لوقف اطلاق النار.
ودعت مجموعة عسكرية منشقة وحدات الجيش الاخرى الى الانضمام اليها في القتال لاسقاط صالح لتزيد الضغط عليه لانهاء حكمه المتواصل منذ ثلاثة عقود .
ورغم مطالبات القوى العالمية والاقليمية له بالتنحي رفض صالح توقيع اتفاق رعاه مجلس التعاون الخليجي يتضمن نقل السلطة وتفادي حرب اهلية من شأنها ان تثير الاضطراب في المنطقة الغنية بالنفط.
وقالت وحدات الجيش المنشقة في بيان قرأه اللواء عبد الله علي عليوة وزير الدفاع السابق "ندعوكم للانضمام الى اخوانكم في القوات المسلحة الذين ساندوا الثورة الشبابية كما ندعوكم لعدم الرضوخ للاوامر التي تصدر لكم للدخول في مواجهات مع بعضكم او مع الشعب وندعو بقية قادة الوحدات العسكرية لتأييد الثورة."
وعلى جانب اخر اتهم زعماء المعارضة الرئيس صالح بالسماح بسقوط مدينة زنجبار المطلة على خليج عدن في أيدي القاعدة لاثارة القلق في المنطقة في مسعى من جانبه للحصول على مساندة.
وقتل نحو 300 شخص خلال الاشهر القليلة الماضية خلال مظاهرات مطالبة بانهاء حكم صالح المستمر منذ 33 عاما في استلهام لانتفاضات الربيع العربي التي أطاحت برئيسي تونس ومصر.
وبدأ قادة في الجيش ومسؤولون حكوميون في الانشقاق على صالح بعد ان بدأت قواته الامنية حملتها العنيفة على المحتجين في مارس اذار. ولم تقع اشتباكات كبيرة بعد بين القوات المنشقة على صالح وتلك الموالية له. ويتهم دبلوماسيون وجماعات معارضة الرئيس اليمني باستغلال التهديد بتنظيم القاعدة في الحصول على مساعدات من قوى اقليمية تسعى للاستعانة بحكومته في محاربة المتشددين.
وقال محللون ان هناك مخاوف متزايدة من أن يستغل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز باليمن الاوضاع في تنفيذ تفجيرات.
وتخشى الولايات المتحدة والسعودية اللتان تعرضتا من قبل لهجمات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من اتساع الاضطرابات بما يشجع الجماعة على تحرك أكثر جرأة.
واليمن متاخم للسعودية أكبر مصدر للنفط في العالم ويطل على ممر شحن يمر به نحو ثلاثة ملايين برميل من النفط يوميا.