نقلت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" فى عددها اليوم، مأساة أحد مصابى ثورة 25 يناير، الذى فقد القدرة على الحركة والكلام وحتى الطعام، نتيجة لإصابته بطلق نارى على يد قوات الأمن وقت الثورة مما أدى إلى تعرضه لحالة تلف بالمخ.
وذكرت الصحيفة رواية رحمة محمد والدة محمود محمد (23 سنة)، الذى أصيب يوم 28 يناير الماضى، بعد أن تلقى ضربات من قوات الأمن التى كانت تحاول صد جموع المتظاهرين المطالبين بالإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك، حيث تقول: محمود يرقد فى المستشفى فاقد القدرة على التحدث، المشى، الأكل، أو حتى أن يعتمد على نفسه فى أبسط الاحتياجات الشخصية. وضع محمود الآن، رأسه مغطى بالضمادات، أنانيب مخترقة عنقه، يداه مشلولتان مشبكتين أمام صدره بلا حركة".
وأوضحت أنه كان يحاول إنقاذ اثنين من أصدقائه قبل أن يلقيا حتفهما بعد أن قامت قوات الأمن بقتلهما.
قالت والدته للصحيفة: أريد أن تساعده الحكومة، من أجل أن يستطيع البقاء على قيد الحياة بعد أن يخرج من المستشفى".
وأشارت الصحيفة إلى أن مصر ذاتها فى مأزق، فى ظل حكومة انتقالية عسكرية وفى انتظار إجراء الانتخابات بعد أقل من 3 أشهر.. وكانت الحكومة المصرية الحالية قد وعدت بتعويض مصابى الثورة البالغ عددهم 11 ألفا وملاحقة مرتكبى هذه الجرائم فى حق الثوار.
ولكن حتى الآن لم تنجح الحكومة فى تنفيذ وعدها كاملا.
أشارت الصحيفة إلى أن مستشفى قصر العينى الموجود بالقرب من ميدان التحرير، تلقى نحو 750 مصابا في أثناء الثورة وكان أغلبهم من الشباب الذى أصيب بجروح نتيجة لطلق نارى.
نقلت الصحيفة عن الأطباء المعالجين لمحمود، حيث قالوا: محمد أصيب بتلف فى المخ، ولكن الأشعة تشير إلى أنه مازال المخ لديه بعض النشاط، ووالدته تأمل فى أن يتعافى تماما مع الجراحة وهى الآن تحاول إنهاء إجراءات نقله إلى مستشفى عسكرى".
اعتبرت لوس أنجلوس تايمز محمود مثله مثل آلاف من المصريين الذين أصيبوا خلال الثورة ولا يعرف عنهم أحد أى شىء، ووصفتهم الصحيفة بـ"الأبطال المنسيين"، مضيفا أن أسرته تلف فى حلقة مفرغة فيما يتعلق بعلاجه، ويشعرون بأنه تمت خيانتهم من قبل الحكومة التى حارب محمد وزملاؤه من الثوار من أجل تغييرها.