بتـــــاريخ : 6/18/2011 9:02:15 AM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 2226 0


    محجبات فى الجامعة الأمريكية يعترضن على منع حضورهن حفل ما بعد التخرج

    الناقل : فراولة الزملكاوية | العمر :37 | الكاتب الأصلى : هبة عبدالستار | المصدر : gate.ahram.org.eg

    كلمات مفتاحية  :

     

    جدل كبير أثارته "منة عدلى القيعى" على صفحتها على فيسبوك، ومنة طالبة مصرية محجبة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بعد أن حلمت كثيرا كغيرها بيوم تخرجها من الجامعة وحضور حفل ما بعد التخرج الذى ينظمه طلاب الدفعة احتفالا بتخرجهم، فاشترت الفستان والحذاء والطرحة انتظارا لهذا اليوم، وكانت المفاجأة.
    فقد منعت من حضور هذا الحفل لكونها محجبة! ومن ثم فملابسها لن تتناسب مع الزى الرسمى الذى اختاره منظمو الحفل وحددوه فى الدعوة.
    "منة" كتبت على صفحة فيسبوك الخاصة بها، تدوينة بعنوان " محجبة؟ يعععع " عبرت فيها عما شعرت به من تمييز لكونها فتاة محجبة وكيف لم توفق فى الحصول على تذكرة الحفل لهذا السبب وعندما استوضحت أكثر من منظمى الحفل كانت الإجابة أن الفندق ذا الخمس نجوم الذى تم الاتفاق معه على استضافة الحفل هو الذى يمنع دخول المحجبات فاندهشت أكثر وتساءلت لماذا الآن ؟ لكونها حضرت هى ووالدتها حفل زفاف أخيها فى نفس الفندق وكانتا ترتديان الحجاب ولم تمنعا من الدخول فكانت الإجابة التى تلقتها "أصل فى بار مفتوح.. وده عشانكوا انتوا يعنى".
    كتبت منة معبرة عن دهشتها: "الفكرة إن مش أول مرة أسمع فيها موضوع منع الحجاب ده. بس أول مرة اتمنع دخول حاجة تخصني أنا. حفلة تخرجي أنا. تصحيح، حفلة تخرجي أنا وأكثر من خمسين بنتا - "سوري" في اللفظ يعني - محجبة. تساءلت في سري، هل أنا درست علي نفقة الدوله مثلا، بينما درس الآخرون علي نفقة أبيهم ؟ هل أنا بتخرج بدرجتين شفقة بينما يتخرج الآخرون بتقدير عال؟ بلاااش دي، طيب يكونشي أنا ماليش نفس مثلا ؟ أو مثلا يكون منظر - لامؤاخذة - الحجاب مقزز أوي كده ؟ طب أهم سؤال بجد.. ليه أنا مضطرة طول عمري أستحمل منظر واحدة محشورة في جينز قابل للانفجار ومطلوب مني معلقش ولا أقول إن المنظر ده مثير للقرف، في حين إن غيري مش متقبل منظر الحجاب البيئة بتاعي ؟.. والحل ؟ حفلة "خاصة" يعني ماقدرش اعترض في الجامعة لأن الطلبة نظموها "مع نفسهم" والمنظمين لهم الحرية في اختيار "مناظرنا" والبحر أهو موجود و أشربوا عشان تنسوا".
    وما حدث مع منة وزميلاتها المحجبات بشأن هذا الحفل ذكرها بنقاش خاضته مع زميلة لها مسيحية حول شعور زميلتها بالتمييز والاضطهاد وجدت منة نفسها ترد على زميلتها المسيحية التى تشاركها نفس الشعور قائلة: عمرك ماتقبلتيش في شغلانه عشان لابسة صليب كبير ؟ عمرك أخوكي اتقبض عليه عشان بيروح الكنيسة الفجر؟ أو عشان راسم صليب على إيده ؟ عمرك حبيتي تخرجي مع أصحابك وانتوا علي الباب منعوكي إنتي لوحدك من الدخول؟ مش بسبب تصرف غير مقبول منك ، لكن بسبب لبسك ؟ عمرك جالك عريس صالونات ورفض يشوفك لما عرف إنك بتلبسي حسب عقيدتك ؟ .. أنا أواجه كل هذا.. إذا راودك شعور بالاضطهاد كمسيحية. وتعاملتي وكأنك أقلية في بلدك، حاسة بيكي! فأنا محجبة. وحاسة إني مضطهدة في بلدي"
    القضية ليست قضية الحفل كما أشارت منة فى تدوينتها بقدر ما هى قضية مبدأ وظاهرة تشعر بها منة وغيرها من الفتيات المحجبات اللاتى يمنعن من التواجد فى بعض الأماكن العامة مثل بعض الفنادق والمطاعم السياحية والشواطئ والمنتجعات وكذلك بعض الوظائف وأحيانا أيضا يشعرن بأنهن غير مرغوب فيهن من قبل بعض "عرسان الهاى كلاس" على حد تعبير منة مضيفة أنها بدون شك تستطيع هى وغيرها من الفتيات أن يحددن المناخ المناسب لهن ولعقيدتهن - أيا كانت - إلا أنه يجب أن يكون القرار فى ذلك لهن وحدهن .
    وكان طلاب الجامعة الأمريكية قد أعلنوا عن تنظيم حفل طلابي بعد حفل التخرج الرسمى الذى تقيمه إدارة الجامعة بالأمس الخميس احتفالا بتخرجهم وتم تدشين صفحة للدعوة إلى الحفل على موقع فيسبوك تم ذكر الترتيبات والفقرات التى من المقرر أن يضمها الحفل الصاخب من الدى جى وفرقة إسبانية وبار مفتوح وترتيبات حجز الغرف بالفندق وقد حددت الدعوة الزى الرسمى للحفل للفتيات بما يتناسب مع أجواء الحفل الصاخب وللشباب بدل رسمية من طراز العشرينيات من القرن الماضي.
    وبالطبع لم يتناسب هذا الزى مع الملابس التى قد ترتديها فتيات محجبات لذا تم منع المحجبات من الحضور لهذا السبب وانتقد الكثيرون من طلاب الجامعة هذا الأمر ودشنوا صفحة على فيسبوك ضد منع حضور المحجبات من حفلة ما بعد التخرج هاجموا فيها منظمى الحفل.
    وقد حاول أحد منظمى الحفل "جمال خرما" الدفاع عن وجهة نظره هو وباقى فريق المنظمين فى مواجهة الهجوم والانتقادات التى وجهت لهم على صفحته على تويتر، موضحا أن من يظن أن الحفلة ضد المحجبات هو مخطىء إنما الأمر فقط يتعلق بالزى الرسمى الذى سبق تحديده وما ينطبق على منع الحجاب ينطبق أيضا على منع ارتداء الجينز والجلابية والتى شيرت وغيرها.
    إلا أن ما كتبته منة أثار جدلا شديدا على مواقع التواصل الاجتماعى وجدد الجدل المثار حول التمييز والإقصاء الذى تعانى منه بعض المحجبات فى تولى بعض الوظائف ولم يقتصر النقاش حول قضية منع الطالبات المحجبات من حضور حفل تخرجهن فقط، بل امتد أيضا لانتقاد الازدواجية التى يعانى منها المجتمع المصرى أحيانا فى تعامله مع قضايا الحقوق الشخصية وحرية التعبير، خاصة فيما يتعلق بالمرأة المحجبة وما تواجهه من تمييز فى كثير من الأحيان.
    استنكرت ندى معلقة بقولها إن النفاق وازدواجية المعايير أصبحا كالأمر الواقع فى مصر فنحن نطالب بالحرية، إلا أننا نجبر الآخرين على قواعد وشروط التمييز.
    وقالت ميرنا إن هذا التقليد ليس جديدا فكيف يمكن لفتاة محجبة التواجد بينهم بينما هم يشربون ويرقصون.
    ونصحت لمياء الفتيات المحجبات الممنوعات من حضور تلك الحفلة بتنظيم حفلة أخرى موازية تكون مفتوحة للجميع حتى لا يشعرن بالتمييز السلبي الذى يفسد فرحتهن بالتخرج، بينما اعترضت آية قائلة: "ولماذا حفلة أخرى ولماذا لا يكون لدينا حرية الاختيار بين الحضور أو عدم الحضور لماذا نجبر على عدم الحضور وكأننا قادمون من كوكب آخر، الحفلة فى حد ذاتها لا تهمنى فى شيء وربما إذا أتيحت لى فرصة الحضور لم أكن لأحضرها لا أنها لا تناسبنى ولكن فكرة الحظر والاستبعاد لمجرد أننى محجبة والتمييز على أساس المظهر هو ما يثير غضبي.
    وأيدتها ريم موجهة خطابها لمنظم الحفل: سواء كنت متفقا أو مختلفا مع حضور الفتيات المحجبات أى حفلات فهذا ليس قرارك أنت إنه اختيار الفتيات وحدهن وقرارهن وحدهن.
    أضافت أميرة أن قضية منع المحجبات من دخول بعض الأماكن أو تولى بعض الوظائف هى أمر شائع فى مصر فى السنوات الأخيرة وكنت أتوقع أن تتغير تلك النظرة التمييزية العنصرية بعد الثورة، إلا أننا مازلنا بحاجة إلى ثورة أخرى بعيدا عن السياسة لتغيير عقولنا وأفكارنا.
    واتفقت معها رحاب مضيفة أن منع فتيات محجبات من حضور حفلة تخرجهن ومنع بعضهن من العمل كمضيفات أو كمذيعات وغيرها من الوقائع التى نسمع عنها يوميا، تتنافى بشدة مع كوننا بلدا مسلما يدعى أنه يمارس الوسطية ويقبل الآخر بينما نمارس فيما بيننا أساليب عنصرية للتمييز تتناقض مع الحريات الشخصية فى الملبس والعقيدة وما يبدو غريبا حقا أننا نمارس حريتنا تلك بشكل يتسق مع عادات مجتمعنا وتقاليدنا وديننا فلسنا شواذا عن قيم هذا المجتمع ولا نرتدى زيا فاضحا كى يتم منعنا بهذا الشكل بينما يتم الترحيب بغير المحجبات واللاتى قد تبدو ملابسهن ملفتة أحيانا.
    وقالت دينا: "مسألة منع المحجبات أحيانا عشان شكلهم من وجهة نظر البعض "بيئة" أو لأنهم مش "كوول" كفاية، لازم تتغير بقى بعد الثورة اللى قامت عشان ناخد حريتنا والظاهر أن الناس فاهمة الحرية غلط خلى الناس تلبس اللى هى عايزاه وتؤمن باللى هى مرتاحة له وتتصرف زى ما هى عايزه طالما مش بتضر الآخرين ليه مصرين نظلم نفسنا ونيجى على بعض قوى كدة".. واتفقت معها فريدة مستنكرة: "بجد أنا مش فاهمة هو مين يعمل إيه عشان يعرف ياخد حقه هنا ؟ لا صليب نافع ولا حجاب نافع ؟ طب نعمل ايه تانى".
    وتساءل أحمد: هل الفتيات المحجبات غير جميلات كفاية لإفساد الحفل؟ مضيفا: إذا كان منظمو الحفل مهتمين بحقيقة أن الوضع لن يكون ملائما للمحجبات لأنهن لن يتعاطين مشروبات كحولية فعلى الأرجح كان يجب عليهم حظر دخول كل الطلاب المسلمين.
    أضاف أيمن "أن منع المحجبات من دخول أماكن معينة أو تولى وظائف معينة لا يقل سوءا عن هؤلاء الذين يريدون إجبار الفتيات على ارتداء الحجاب أو أى ملابس أخرى رغما عنهن، فكلاهما يمارس العنصرية والتمييز فى انتهاك الحريات الشخصية.
    واتفق معه حسين: لا يجب على الفتيات أن يرتدين الحجاب فقط كى يتم احترامهن ولا يجب إجبارهن على خلعه كى يتسنى لهن الحصول على كل حقوقهن.
    وعلق رامى: "إذا كنا هنثور ضد موقف الناس بتوع الجامعة الأمريكية فلازم موقفنا يكون موحدا ضد كل جهة ليها نفس الموقف من المحجبات فى مصر لأن ده مش قاصر على طلبة الجامعة دى بس".
    وتهكم أسامة قائلا: "طب ماشي إحنا بقى هنعمل حملة قومية لمنع دخول غير المحجبات أى "كتاب" فى المساجد والجوامع تضامنا فتيات الجامعة الأمريكية.
    واقترح أحمد: "أنا بقترح على البنات المحجبات وغير المحجبات إنهم يروحوا الحفلة بالحجاب كزى رسمى للحفلة".
    وأضاف مصطفى ساخرا: "أنا بجد مش عارف المحجبات زعلانين ليه ده الجماعة بتوع الحفلة مقدرينكم على الآخر وخايفين على مشاعركم لاحسن تقعدوا كده وسطيهم مضايقين وهم بيرقصوا وبيشربوا، بجد مالكوش حق يا بنات ".
    ومابين الجدل حول مدى صحة حضور الفتيات المحجبات مثل تلك الحفلات الصاخبة من الناحية الدينية والمجتمعية وحول أحقيتهن فى رفض أو قبول الحضور أو عدم الحضور دون أن يفرض عليهن أى حظر، يظل شعورهن بقدر من الاضطهاد والتمييز قائما بسبب منعهن من بعض الأماكن العامة والوظائف بسبب ارتداء الحجاب.. فهل نأمل فى أن تتغير تلك النظرة وتلك الممارسات بعد الثورة التى قامت من أجل الحرية والكرامة الإنسانية.


     

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()