قال الدكتور محمود علم الدين أستاذ الإعلام، إننا نعانى من ثقافة التمييز فى مصر منذ سنوات، حتى خرجت علينا ثورة 25 يناير، وجاءت مبادرة القضاء على إعلام الفتنة الطائفية على ثلاثة مستويات.
الأول منها رصد وتحليل ومعالجة القضايا الديني فى مصر، خصوصًا التى تحولت إلى عمليات صراع عبر وسائل الإعلام، ويتم ذلك عن طريق الرصد والتحليل لكيفية تناول تلك الوسائل، وهل تم استخدام خطاب الكراهية أم تناول الأمر بحيادية تامة؟، إضافة إلى إصدار تقارير دورية تنشر على الرأى العام، مشيرًا إلى إطلاق مدونة سلوك مشروطة لمعالجة التغطية الإعلامية المتعلقة بالقضايا الدينية لعنصرى الأمة عبر وسائل الإعلام، وضبط الإيقاع العلمى والمنهجى لتلك القضايا.
جاء ذلك فى الندوة التى عقدها مركز رؤية للتنمية والدراسات الإعلامية، بالتعاون مع مركز صحفيون متحدون، ومركز حرية للتنمية والإعلام، تحت عنوان "القضاء على إعلام الفتنة الطائفية"، مساء أمس الأحد.
وأشار سعيد شعيب رئيس مركز صحفيون متحدون، إلي أن مبادرة القضاء على إعلام الفتنة الطائفية هى محاولة لضبط الأداء المهنى والإعلامى، وتطبيق بعض المفاهيم التى ليس عليها خلاف لمساعدة الصحفيين فى الإذاعة والتليفزيون، مشيراً إلى دور اللجنة الاستشارية فى هذا الصدد من أجل الصنعة الصحفية، خاصة بعد ثورة 25 يناير وما كنا نعانيه قبلها من تعصر وتطرف داخل المجتمع.
ومن جانبها أكدت الدكتورة بسمة موسى عضوة اللجنة الاستشارية للمشروع، أهمية تحرى الدقة والحقيقة فى كل خبر صحفى قبل نشره فى وسائل الإعلام، فيما يتعلق بجميع المشكلات التى تطرأ على المجتمع، بهدف القضاء على التمييز ضد أى فئة من فئات المجتمع المصرى.
فى حين أكد الدكتور منير مجاهد، رئيس مجموعة مصريون ضد التمييز الدينى، ضرورة بث القيم الحقيقية للمواطن عبر وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمرئية وغيرها من سائل حديثة، معبرا عن اطمئنانه وعدم خشيته من المد السلفى ولا الإخوان المسلمين، مشيراً إلي أن ثورة 25 يناير مثلما قضت على الحزب الوطنى والمعارضة الكرتونية، فهى قادرة على القضاء لأى مد سياسى على أساس دينى.
أما هانى لبيب الكاتب الصحفى، فأشار إلي أنه بعد ثورة 25 يناير أصيب بمزيد من الإحباط خاصة من التناول الإعلامى للملف الطائفى، مشيراً إلى من يكتبون عن المواطنة يستخدمون مفردات ضد المواطنة ذاتها، وكلها ترسخ التمييز الطائفى ضد المرأة والفئات المهمشة، آملا أن يقضى هذا المشروع على مثل هذه السقطات التى يقع فيها البعض أثناء تناوله إعلاميا لتلك القضايا، معتبرا هذا المشروع بداية الطريق للقضاء على الفتنة الطائفية عبر وسائل الإعلام.
كما شارك ناصر صبحى الصحفى بجريدة وطنى، بالمعرض الفوتوغرافى الذى تم عرضه على هامش الندوة، والذى عرض فيه صور لأهم لقطات ثورة 25 يناير من قلب ميدان التحرير، والتى أشارت إلى التعامل المتبادل بين المتظاهرين وأفراد الشرطة أثناء الثورة، وصور أخرى للحظة نزول الجيش لميدان التحرير والشوارع المصري، واحتضانه للموقف بعد انهيار النظام السابق، وصور أخرى عبرت على مدى التلاحم بين عنصرى الأمة مسلمين وأقباط فى ميدان التحرير.