لكومبيوتر كما يعلم الجميع يعتبر سلاحا ذو حدين، وبخاصة للأطفال والمراهين، وهناك أساليب عدة لمراقبة مايفعله أولادك على الانترنت دون جرح مشاعرهم بالتوبيخ القاسي. الاحصائيات العالمية تشير الى أن نصف المراهقين في العالم يعرفون كيف يخفون عن آبائهم وأمهاتهم النشاطات التي يمارسونها على الانترنت، فكيف توجهين أولادك حول الاستخدام الايجابي للانترنت دون عزلهم عنه طالما أن في هذه الشبكة الالكترونية الكثير من الفوائد.
العائلة المثالية: أفادت دراسة قامت بها هيئة سلامة الانترنت التابعة للجمعية المعلوماتية في مدينة ساو باولو البرازيلية بأن العائلة المثالية التي تريد الحفاظ على سلامة أولادهم من سلبيات استخدام الانترنت هي العائلة التي تضع نظاما لأولادها لاتباعه عند الجلوس على الكرسي أمام شبكة فيها كل ما يتصوره العقل من أمور. وأضافت الدراسة بأن هذا النظام يجب أن يطبق على المراهقين الذين يعرفون استخدام الكومبيوتر وكذلك على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الثالثة والعاشرة من العمر.
وأوضحت الدراسة التي نشرها موقع /تيرا/ البرازيلي على الانترنت بأن العائلة المثالية هي أيضا تلك التي تستطيع حماية صبيانها وبناتها من كل ماهو سيء في شبكة الانترنت، لكن الدراسة التي أعدها خبراء في المعلوماتية واطلعت سيدتي على أهم النقاط الواردة فيها استدركت لتقول ان اساليب حماية الأولاد من مخاطر استخدام الانترنت يجب أن لاتكون صارمة الى حد يجعل المراهق يذهب الى مقاهي الانترنت المنتشرة خارج المنزل ويبدأ "بالتخبيص" كما يشاء.
تعليم الأولاد الاستخدام الصحيح للانترنت دون عزلهم عنه: أكدت الدراسة بأنه ليس من السهل على الاطلاق وضع الحدود اللازمة للمراهقين لاستخدام الانترنت لكن هناك أساليب تساعد على افهام المراهق بأنه من الأفضل أن يبحر في عالم الانترنت بحرية شريطة ابلاغ أهله بالأمور التي يود معرفتها من الانترنت. وقالت الدراسة انه من المستحيل أن يستنفر الأبوان أربعا وعشرين ساعة على أقدامهم لمراقبة مايفعله الأولاد على الانترنت ولذلك هناك عنصر هام جدا يجب ان يتدخل والمتمثل في بناء ثقة بين الجانبين.
وأضافت الدراسة بأن المراهق بشكل خاص يريد بعض الحرية الشخصية حول استخدام الانترنت ، ولكن ماهي حدود هذه الحرية وكيف يستطيع الوالدان رسمها؟ يعتبر هذا السؤال في غاية الأهمية لأن غالبية المراهقين عنيدون بطبعهم أو بسبب التغييرات الهرمونية التي تطرأ عليهم في سن المراهق.
ماهي أساليب المراقبة اذن؟ عددت الدراسة ثلاثة أساليب رئيسية للقيام بمراقبة استخدام الأولاد للانترنت، ولكن ذلك يجب أن يتم بالتنسيق مع مقدم خدمات الانترنت. الأسلوب الأول يتمثل في حصول الوالدين على كلمة سر البريد الالكتروني الخاص بابنه أو ابنته لمعرفة الأشخاص الذين تتم مراسلتهم. هذا بالطبع ليس بالأمر السهل لأن في أيامنا هذه يستطيع أن يوجد كل انسان وبسهولة بريد الكتروني خاص به وكلمة سر يستطيع اخفاءها عن الجميع. الحل هنا يكمن في أن يستعين الوالدان بخبير من مراكز المعلوماتية للكشف عن كلمات السر لجميع عناوين البريد الالكتروني الموجودة على كومبيوتر المنزل دون معرفة الأولاد وفي حال اكتشاف مايمكن أن يشكل خطرا على سلامتهم يمكن للأبوين مفاتحة الأبناء حول ذلك.
ولكن قبل اتخاذ هذا الأسلوب يتوجب على الأبوين اعطاء شروحات كافية حول مخاطر الانترنت ان لم يعرفوا حدودا معينة لاستخدامه لاكتساب المعرفة الجيدة.
الأسلوب الثاني: استخدام الأبوين لبرامج مختلفة للكومبيوتر يمكنهما من الوصول الى دائرة الرسائل الألكترونية في كومبيوتر المنزل. ففي بعض الأحيان فان محتوى مايسمى ب"فلتر" أو مصفاة الكومبيوتر يكون مرتبطا ببرامج محددة. فان دخل الأولاد عبر برنامج محدد فان الأبوين يمكن أن يتلقوا اشارة حول ذلك وبالتالي يقومون بالمراقبة فيما بعد.
الأسلوب الثالث: استخدام النظام الصوتي في المحادثة مع الآخرين بدلا من أسلوب الكتابة. هذا سيجبر الأولاد على التحدث ويمكن للأبوين سماع مايتحدث عنه الأولاد عبر الشبكة.
الأسلوب الأنجع: خبيرة المعلوماتية البرازيلية أباريسيدا تونينو /34 عاما/ أكدت في مكالمة مع سيدتي حول هذه الدراسة بأن الأساليب التي أوردتها الدراسة معقولة الى حد كبير في اكتشاف مايسمى بالشبكة الاجتماعية للمراهقين، لكن الجيل الجديد يكتشف الأمور بسرعة ولديه من المعرفة التكنولوجية ربما بشكل يفوق معرفة الأبوين ولذلك فان الأسلوب الأنجع هو توصل الآباء والأبناء الى تفاهمات حول حدود استخدام شبكة الانترنت لاكتساب المعرفة.
وأضافت بأن شعور المراهق بأنه مراقب غير مريح له وينبغي على الآباء مصارحة أبنائهم دون جرح مشاعرهم أو فرض رقابة صارمة قد لاتفيد بشيء،بل وربما تسيء الأمور.