أباظة (عزيز -)
(1316-1393هـ/1898-1973م)
عزيز بن محمد بن عثمان أباظة، شاعر وأديب من أسرة مصرية وجيهة أخرجت عدداً من رجال السياسة والقلم في تاريخ مصر الحديث.
ولد في منطقة الشرقية، ودرس القانون وتخرج في كلية الحقوق بالقاهرة سنة 1923 وعمل في المحاماة ثم التحق بالحكومة وشغل عدة مناصب فيها، فعمل مدّعياً عامّاً فقاضياً ثم أصبح واحداً من أعضاء مجلس النواب عام 1929. وعاد بعد ذلك ليتولى مناصب إدارية فكان في سنة 1941 حاكماً عسكريّاً لمنطقة القناة وفي سنة 1947 مديراً لأسيوط، ثم عيّن عضواً بمجلس الشيوخ.
اختير عضواً بمجمع اللغة العربية في القاهرة سنة 1959 ثم بالمجمع العلمي العراقي .
أثّر فيه موت زوجه وهي في ريّق صباها، فكان إذا أبهظه الألم رثاها بقصائد شعرية، يبثّ فيها حزنه وألمه، وكان شعره ينطق بوفائه لزوجه ويصوّر عمق إحساسه بفقدها ويتم أولادهما بعدها.. وقد جمع قصائده في ديوانه «أنّات حائرة» الذي قدّم له طه حسين.
غير أن عزيز أباظة ما لبث أن اتجه إلى المسرح الشعري مترسّماً خطا شوقي في المسرحية الشعرية، وقد استمد مثله معظم مسرحياته من التاريخ العربي الإسلامي. ويبدو تأثره بشوقي خاصة، في مسرحية «قيس ولبنى» فهي تشبه «مجنون ليلى» فكرةً وموضوعاً، ومع أنه حاول أن يجعلها قريبة من واقع الحياة ويرضي في ختامها عواطف الجماهير فيرجع لبنى إلى حبيبها قيس، فإنه ابتعد عن روح البيئة التي جرت فيها حوادث المسرحيّة.
وقد اتكأ على الأسطورة أحياناً أكثر من اتكائه على التاريخ كما فعل في مسرحية «العباسة أخت الرشيد». وتدور أحداث مسرحية «قافلة النور» حول انتشار الدعوة الإسلامية بين أهل الحيرة. أما زمانها فهو السنة السابقة للهجرة. والمسرحية الوحيدة التي استمدها من غير التاريخ العربي الإسلامي هي مسرحية «قيصر» التي سبق أن استمد أكثر من شاعر غربي مسرحية من موضوعها.
وقد قام عزيز أباظة بتجربة شعرية في ميدان المسرحية، وذلك بإنشاء مسرحية اجتماعية شعراً في «أوراق الخريف».
حاول عزيز أباظة أن يتجنب ما وقع فيه شوقي من صعوبات في مسرحيات فاحتك برجال المسرح، وعرف أصول المسرح وقواعده. ومع ذلك بقي، كمعظم الأدباء العرب الذين أسهموا في كتابة المسرحية الشعرية، يتبع في كتابته اللغة الأدبية الغنائية التي استمدها من ذاكرته الواعية للتراث العربي القديم مما بعد به عن روح العصر، وأبعد لغته عن طبيعة الحوار المسرحي وما يقتضي النص من تطور الشخصيات والحبكة المسرحية.
ترك عزيز أباظة آثاراً أدبية شعرية، منها: «ديوان» و«أنّات حائرة» ومسرحياتهي«قيس ولبنى» و«العباسة» و«غروب الأندلس» و«عبد الرحمن الناصر» و«شجرة الدّر» و«أوراق الخريف» و«قافلة النور» و«قيصر»، أما آخر كتبه فكان «من إشراقات السيرة النبوية». وقد رأى محمد مندور في ديوان «أنات حائرة» حدثاً فريداً في تاريخ الشعر العربي، لأن الشعر العربي لم يألف الحديث عن الزوجة.
اتسم أسلوبه بالجزالة والقوة والفخامة، سواء في ديوانيه الشعريين أم في مسرحياته.