كتب "لا أعلم من أين أبدأ وكيف أنهي قصتي ولكن الله أعلم بمعاناتي وبؤسي الذي رافقني وقتا طويلا, ولا أعلم لماذا أدفع أنا ثمن ما اقترفه غيري, ولم أنا تحديدا وليس غيري, لا أعلم إن كنت مذنبة بذلك, ام أن القدر الذي أوجدني بمكاني هذا جعل ذلك من نصيبي, الغموض يقتلني, بل انا في حيرة من أمري, أنا لست إلا فتاة تحب الحياة كسائر الفتيات, لي هواياتي, ولي إرادتي الخاصه, أحب الخير للجميع, لا اعرف شيئا إسمهه الكره, ولم يجد البغض لقلبي سبيلا, أعلم بأني لم أكن سائرة بأمر الله ولم أمتثل لاوامره بداية ولكني لست مذنبة بذلك هذا ما تربيت عليه منذ صغري.
نعم قصتي فيها من الغرابة شيئ عجيب بل فيها مأساة كبيره, ولعل العظة أكبر لمن أراد الغتعاظ بذلك, لا اروي قصة للمرح ولا للإستمتاع بل للتذكرة والإتعاظ, لقد إخترت إسم شيرين لنفسي كإسم وهمي لأني لا أستطيع كشف إسمي, أنا فتاة مسلمة كسائر المسلمين, خلقت في بيت عم فيه الفساد الخلقي والتربية على النهج الغربي, أو ما يسمونه بنظرهم النهج الحضاري ولا أعلم ما الحضارة في ذلك, لكني خلقت هنا وهذا ما شاء الله أن يكون فلا اعتراض على حكمه, أذكر منذ أن بدأت أعي ما يدور حولي, أني غمرت بدلال شديد, بل كان الجميع يدللني ويقول لي شيري, وهذا ما جعلني أختار الكنية شيرين, كان الجميع يظهر لي محبته لي, وكانوا دائما يداعبونني ويمازحوني, ولم يقتصر الامر على محارمي بل تعداهم الى غيرهم, ووصل الى من لم تمسه بنا قرابة سوى الصداقة بالعائلة, كم شاهدت أبي يقبل صديقات أمي, وأمي تقبل أصدقاء أبي, فاحشة عظيمه كبرت بين يديها كيف لا وهي تمارس اما عيني وأنا طفلة لم أبلغ من العمر سوى سبع سنين, ظننت انه امر طبيعي وأنه لا ريب في ذلك, واعتدت ان اقبل أصدقائي وأبناء جيراننا, حتى أبناء عمومتي وأقربائي من غير محارمي, لم أعرف شيئا إسمه حراما أبدا, كل شيئ كان حلال بالنسبة لي.
لقد ترعرعت على هذه الاخلاق الفاسدة ومنذ الصغر تعلقت بزميل لي بالمدرسة, كنت معجبة به كثيرا, ولا أنكر أني كنت أهواه أكثر من نفسي, لقد أحببته حبا شديدا, وكنت أتمناه دائما, وأنتظر اللحظة تلو اللحظة لألتقيه وأختلي معه, لقد كان يغازلني بكلماته الرنانة التي أفقدتني صوابي يوما بعد يوم, غمرني بحبه أكثر وأكثر, بنى لي قصورا بأوهامي, وجعلني أتعلق وأتشبث به أكثر, كنت منصاعة له تماما لا أمانعه في أي شيئ أراده, كان يقبلني بكل حرية تامة, وكان يلامسني بما لا يرضاه عاقل ولا مؤمن, وحينما اخبر امي كانت تحذرني من أن يقع علي ويفض بكارتي, ولم تحذرني أبدا من مغبة ما يدور بيننا, فهذه طريق العائلة الفاسد الذي بنوه لنا منذ الصغر واعتدنا عليه في الكبر.
عندما بلغت من العمر خمسة عشر عاما, كنت في مكتمل البنية, كل شيئ ظاهر, كنت ألبس الفساتين القصيرة, أو الشيالات الملتصقه, أو حتى ملابس تفصلني تماما, وكنت أتزين كما لو أني عروس يوم دخلتها, الكل ينظر إلي وأنا فرحة ولا أحسب عواقب ما اقوم به, إلا اني أجمل الفتيات, حتى أني كنت أسخر ممن ترتدي الحجاب, وذات يوم من ايام الربيع خرجت برفقة أصدقاء السوء وبينهم ذاك الذي عشقته, كنا ثلاث فتيات وخمسة من الشباب, لم يمانع أهلي في خروجي معهم لرحلة تستمر ثلاث ليال وأربع ايام إلى احدى المناطق الساحلية النائية, وكنت سعيدة بذاك القرار حتى وصلنا واستجممنا على الشاطئ, ونحن عاريات لا تغطينا الا الملابس الداخلية وهم لا يغطيهم الا ما ستر عورتهم المغلظة, كأننا كنا في مرح وفرحة, لم نعلم ما هي حدود الاداب فقد اختلت موازين الأدب والحشمة في نفوسنا فلم نحسب لشيئ حسابا, حتى تلك الليلة اللعينة التي بدأ الامر يتطور, أما أعيننا وفي لحظة لم اتوقعها في حياتي قام أحدهم بتعرية إحدى صديقاتي ونحن نضحك على ما يفعلان حتى انه هم بها أمامنا وجامعها دون حدود أخلاق ولا رحمة, كنا جميعا نضحك وهي تبكي, وما هي إلا لحظات حتى بدأ الواحد منهم تلو الآخر يفعل بها ذلك, وهي مستسلمة تماما, خفت كثيرا فبعد أن هم ثلاثة بها أردت الفرار من المكان خشية على نفسي منهم, فمن الواضح أنهم قد خرجوا عن طورهم, وفعلا بدأت أركض باتجاه الانوار البعيدة عساني أنجو من هذه المأساة, لحق بي ثلاثة منهم, وقبض رابعهم على صديقتي المنهكة الثالثة والخامس إستمر في اغتصاب صديقتي الثانية.
ركضت بكل ما اوتيت من قوة, سمعتهم من خلفي يصرخون ويشتمونني بكلماة بذيئة, كنت أركض دون وعي لم أفكر في شيئ لحظتها سوى أملي في النجاة من بين أيديهم, لكني كنت ألبس فستانا ضيقا, أعاقني من أن أنجو منهم, حتى تمكنوا مني ثلاثتهم, ومزقوا ثيابي عن جسدي, وبقيت عارية كيوم ولدت, أستجديهم وأستعطفهم بألا يفعلوا ذلك, إنهم وحوش لا يرفون الرحمة, حاولت بكل ما اوتيت من قوة أن أعارضهم وأن أبعدهم عني, حتى تمكنوا مني تماما, وأمسكني إثنين وكنت وليمة سهلة للثالث, فأخذ كل منهم دوره, وجامعوني بكل قسوة, ولم يتوقف الأمر على ذلك بل أعادوني للموقع وقاموا بانتهاك كل الحرمات معي, فكان إغتصابهم لي جماعيا لم يخلو من الضرب المبرح, ولا من الشتائم القاسية, وأجبرت مع صديقاتي لفعل ما لا يرضاه ولا يقبل به عقل.
فقدت عذريتي, وفقدت اغلى ما أملك في حياتي, ومن شدة العذاب الذي عانيته غبت عن الوعي, حتى أنهم ظنوا أني قد مت, تركوني عارية ملقاة على الأرض وفروا من المكان, حتى استفقت في المشفى, ولا أعلم شضيئا سوى أني فقدت عذريتي وفقدت نفسي, كرهت رؤية ابي وامي, كرهت ان أكلم اي احد منهم, كرهت الجميع, تمنيت لو اني مت تلك اللحظة, حتى أني دخلت إلى حالة نفسية صعبة جدا, لقد كرهت الجميع, كرهت كل شيئ حولي, إمتنعت عن الكلام مع أي شخص, غمتنعت عن الطعام, اردت الموت والعياء يأخذني شيئا فشيئا إلى الغيبوبة التي أردتها لأفر من الواقع الأليم إلى عالم الخيال الذي قد يعينني على ان أنسى مصيبيتي.
في تلك اللحظة أفقت على إنسانة بل هي ملاك طاهر, تلبس اللباس الأبيض والنور يشع من وجنتيها, تناديني بإسمي وتأمرني بأن أستيقظ, ظننت أني في عالم الاموات, نظرت في عينيها, كانت مبتسمة لي, ويدها فوق شعري, تحنو علي وتلاطفني, شعرت كأنها أمي التي فقدت حنانها الحقيقي, وأعطتني حنان المربية التي أهملتني؟, ففسد خلقي, وفقدت نتيجته شرفي, بدأت تكلمني عن الله, كأني لم أكن مسلمة ولم أسمع عن الإسلام, جذبت لكلامها, فلم اكلم غيرها, حدثتني عن القرآن وقصصه العظيمة, كانت تلك أول مرة أتلذذ بسماع مثل تلك الروايات العجيبة, طلبت منها مصحفا حتى أتلو كلام الله, تشبثت به حتى أني لم أرغب بمفارقته أبدا, إستمرت دعوتها لي كلما سنحت لنا الفرصة في الإلتقاء, إقتنعت بما لم أربى عليه, ووصلت إلى يقين تام بأن هذه هي الطريق الصحيح.
بعد شهر من مكوثي في المشفى ومعافاتي, صدر قرار خروجي, رفضت الخروج الى البيت الفاسد الذي أوصلني الى ما انا عليه, لكن الملاك قال لي, يا أخيه عليك بأهلك فهم ضحية مثلك, لعل الله يهديهم بك, فتفوزين بمرضاة الله, كنت في ريب من ذاك ولكني اقتنعت بكلامها فكانت الناصحة الأمينة لي, التي روت لي رواية آلمتني حتى ان مصيبتي هانت علي بسماع مصيبتها, ومن ذاك الوقت اجتهدت على أهلي حتى بات القران هو دستور بيتنا ومسار دربنا وسلوك حياتنا ونهجنا الذي نرتضيه ووقارنا الذي نعتز به وحماية لنا من كل رذيلة, أحمد الله الذي هداني واهلي إلى الطريق الصحيح, وجعل الحجاب وقار لي ولأمي التي كرهتها بداية, وعلمني ربي بكلماته حقها, ولكني لا أعلم أيغفر ذنب ومعصية كتلك التي فعلت. أسأل الله العفو والعافية والطريق الصالحة في كل وقت وكل زمان."