بتـــــاريخ : 7/16/2011 7:02:54 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1122 0


    يوميات زوج سعيد جدا (13)

    الناقل : loaa | العمر :37 | الكاتب الأصلى : loaa | المصدر : www.q-ar.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة يوميات زوج سعيد
     

    يوميات زوج سعيد جداً

     
    الجــزء الثالـث عشـر
     
     

    اليوم يومك يا شهريار
    من الذي قال إن للرجال فترتي مراهقة واحدة عند بلوغه مرحلة الشباب المبكر وأخري في الخمسين وما حولها؟
    من قال هذا كذاب اشر
    نعم فأنا اشهد أن الرجل يكون مراهقا في العشرين والثلاثين والأربعين.. فما الرجل الا مراهق دائم أبدي
    كنت أحدث نفسي بكل هذا منذ الساعات الأولى لصباح ذلك اليوم السعيد الذي سأحظي فيه بمقابلة حبي الجديد، فقلبي يخفق بشده وأحس بنفس الإحساس الذي خامرني يوم أشارت لي ابنه الجيران من النافذة بموافقتها على مقابلتي فوق السطح أثناء إذاعة فوازير رمضان حتى نأمن أعين العوازل
    نعم أشعر بأنني هائم في عالم ملون يعد بسعادة دائمة لا ينغصها منغص
    لا أذكر كيف مرت الساعات في ذلك اليوم ولا اذكر كم أنفقت من الوقت أمام المرأة أتأكد من أناقتي وتناسق ملابسي، وكم مر عليّ من الوقت اتخيل شهرزاد وهي تنظر الى الارض بخفر ووجنات متورده عند اللقاء
    حانت اللحظة المنتظرة فأنا أقف أمام الباب أحمل علبة الشيكولاته الأنيقة التي حرصت على ابتياعها من أشهر وأغلى محلات البلد
    تنفست بعمق وسميت الله وطرقت الباب لتفتحه إمرأة طويلة القامة في سن متقدمة توقعت أن تكون حماتي المستقبلية
    عرفت بنفسي فقادتني الى الصالون لأجد هناك أم صديقي صلاح ترحب بي متهللة
    جلست تحت نظرات حماتي المتفحصة واخذنا نتبادل حديث تعارف وسؤال عن الأحوال أدارته أم صلاح بحنكة وخبرة
    مضت دقائق و أنا بأنتظار أن تدخل شهرزاد حاملة صينية الشراب تتعثر من الحياء
    لم يحدث هذا أبدا

     

    *******
    دخلت شهرزاد بخطوة واثقة وتوجهت اليّ مباشرة ومدت يدها مصافحة فصافحنها مرتبكا متفاجئا
    جلست أمامي مباشرة واضعة ساقا على ساق وعينيها تتفحصاني بلا مواربة
    هي ذات جسد ممتلئ قليلا ولكنه امتلاء مقبول أحبه في النساء
    من الواضح انها استعدت للقاء أيضا فقد تركت طرحتها تنزلق الى منتصف شعرها مظهرة شعرا ناعما يميل الى الحمرة وقد أعتنت برسم عينيها بطريقة جذابة و تضع مكياجا خفيفا يشي مع ملابسها بذوق رفيع
    كنت أبحث عن بداية لطرف الحديث عندما فا جئتني بسؤال صادم: حضرتك متجوز مش كده؟
    اسقط في يدي من توقيت السؤال فأجبت متلعثما: أيوه بس لي ظروف خاصة
    سألتني: إيه هي زوجتك مريضة ولا ست واحدة مش بتكفيك؟
    ياللداهية إنها جريئة جدا وهذا ما لم اتوقعه
    بحث عن جواب وقلت: لا مش كده بس يعني هي مهملة في بيتها ولا تهتم بي إطلاقا و
    قاطعتني: عموما دي حريتك لكن لازم تعرف إني دكتورة ولي مركزي الاجتماعي ولا يمكن اتجوز في الخفاء
    سألتها: يعني إيه؟
    ردت: يعني من حقي ان الناس تعرف اني متجوزة.. مش معقول تدخل وتخرج من غير الناس ما تعرفك
    أمّنت: أكيد طبعا
    قالت: طيب لي كام سؤال.. إنت عارف إن ده زواج ومهم فيه الصراحة والوضوح
    قلت وقد بدات أتخذ موقفا متحفزا: أكيد تفضلي
    قالت: هل تعاني من اي أمراض مزمنة؟
    قلت بانفعال: لا انا صحتي كويسة
    هي:  هل تدخن
    أنا: لا الحمد لله
    هي: هل تلعب رياضة؟
    أنا: يعني.. بلعب كورة مرة في الأسبوع
    هي: طيب ليك هوايات
    أنا: ايوه طبعا بحب القراءة والافلام الاجنبية
    هي: كويس دي حاجه مشتركه بيننا بس لازم تعرف اني ست لها شخصية مستقلة
    سألتها: بمعنى؟
    ردت: يعني ممكن أسافر بره في الأجازة مثلا ولن انتظر موافقتك فانا لست صغيرة
    قلت: لا مشكلة
    دخلت خادمة تحمل صينية عليها اكواب العصير الذي تناولته لأخفف من جفاف حلقي، وانا مرتبك امام نظرات شهرزاد الجريئة التي مالبثت أن قالت: طيب أكيد عايز تسالني عن حاجات معينة
    (آآآه فعلا لا بد أن أسألها.. عن شئ ما)
    *******
    ولكن عن ماذا يريد أن يسأل رجل في مثل موقفي؟
    الكثير من الرجال يرواغ في الأجابة ولا يعطي جوابا يعبر عما يجيش بصدره
    سيقول معظمهم: أريد امرأة عاقلة متزنة تراعي شئوني ولا تنشغل عني بمشاكل البيت و الأولاد وتشاركني إهتماماتي الثقافية والعلمية
    هذا الرجل- وليعذرني الرجال و أنا منهم – يكذب طبعا، فالرجل في الحقيقة لا يفكر في الزواج بثانية إلا وخياله سارح في تلك التفاصيل التي تجول في خواطر المراهقين والتي يتمني أن يعيشها مع عروسه الجديدة
    نعم.. الرجل يبحث عن المتعة ولكن لا أحد يصرح بذلك طبعا، الرجل أيضا يريد أن يثبت أنه فحل صنديد و أن فحولته فقط بحاجة الى فرصة جديدة لتعلن عن نفسها وليصبح: فارس نص الليل
    ولأن هذا كان بالضبط ما دار في خلدي فقد أسقط في يدي ولم أعرف عن ماذا أسأل
    قاطع أفكاري صوتها وهي تضغط الحروف بسخرية واضحة: إيه معندكش أسئلة؟
    قلت: الحقيقة مفيش حاجة معينه حاليا
    قالت: طيب براحتك ولو عايز تسأل في أي وقت حديك الموبايل تكلمني على طول
    رديت: خلاص إتفقنا
    تبادلنا أرقام الموبايلات و أنا أستشعر سعادة مشوبة بحذر
    أنهيت الزيارة وأنا أدقق النظر من طرف خفي في حجم بعض التفاصيل التي تهمني كمراهق جديد
    *******
    عدت الى منزلي و أنا سارح تماما في تصور الأيام الجميلة القادمة، وتهربت من الجلوس مع أحد في البيت مدعيا أنني أعاني صداعا ولابد أن أنام
    في اليوم التالي كنت منتظرا قدوم صلاح و أنا أتحرق شوقا لمعرفة أية اخبار
    دخل صلاح فقمت أشد على يده محيييا:  هاه.. إيه الأخبار؟ والدتك معرفتش حاجه عن رأي العروسة؟
    رد قائلاً: أيوه يا سيدي عرفت.. العروسة بتقول انك رجل محترم وكمان بتقول انك شيك وباين عليك نزيه
    قلت وقلبي يرقص طربا:  يبشرك بالخير ياأبو صلاح
    قال وقد تغيرت نبرته قليلا بما يشي بتردد في الكلام: بس هي ليها ملاحظه كده
    وقع قلبي في قدمي فقلت: خير؟
    قال متردداً: يعني.. الحقيقه هي حاجه بسيطة
    هتفت: خش في الموضوع في إيه؟
    رد أخيراً: بتقول إنك تخين من تحت شويه ولا مؤاخذة
    رديت: نعم؟
    قال: متزعلش دي مجرد ملاحظه بسيطة
    سألته: وإيه كمان؟
    قال: والله أنا محرج أتكلم
    قلت: يا أخي خلصني واتكلم
    رد: هي لاحظت وانت بتشرب العصير إن إيديك بتترعش شويه
    تساءلت: يعني إيه؟
    رد: ما أنت عارف الدكاتره بأه.. بتقول إن ده ممكن يكون.. يكون.. سببه ضعف في الأعصاب فياريت تروح المستشفي اللي بتشتغل فيها علشان تكشف
    صحت بحنق: نعم يا خويا؟
    قال: والله ماما قالتلها يابنتي متخافيش الحاجات دي ليها علاجات دلوقتي بيعلنوا عنها في التلفزيون ممكن يأخذ منها
    فقدت التحكم في أعصابي تماما فقفزت من مكاني صائحا: إنت بتقول إيه؟ هي أمك بتبيع تيس؟ أعصاب إيه وعلاجات إيه؟ دي ست بجحه وقليلة الأدب
    هتف: طيب بتزعق ليه؟
    زاد هياجي وعلا صوتي أكثر وقفزت لأمسك بتلابيبه و أنا أصرخ: إسمع، أنا عارف إن ده مقلب عملته إنت و أمك علشان بتكرهوني من ساعة الترقيه اللي أخذتها منك.. والله لأكون مربيك
    تقاطر الزملاء للفصل بيننا وهنا أدركت أنني قد فُضحت تماما فلاشك ان صلاح سيحكي لهم كل التفاصيل المقيته عن الموضوع ولاشك أنني سأصبح مضغة في أفواههم ولا أستبعد أن يصبح إسمي الحركي بينهم: أبو عصب.. أو: المرخي
    غادرت عملي محطما مهزوما وقد إنهارت أحلامي السعيدة وصحوت على واقعي المؤلم مرة أخرى

    *******


    كلمات مفتاحية  :
    قصة يوميات زوج سعيد

    تعليقات الزوار ()