بتـــــاريخ : 7/16/2011 8:50:13 PM
الفــــــــئة
  • طرائف وعجائب
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1699 0


    أخيرًا كبرت وبقيت عمّو

    الناقل : loaa | العمر :37 | الكاتب الأصلى : loaa | المصدر : www.crompo.com

    كلمات مفتاحية  :
    منوعات أخيرا كبرت عمو

    أخيرًا كبرت وبقيت عمّو
    ذكرتني هذه البنت الصغيرة التي قالت لي: يا عمّو.. بأنني كبرت
    تخيلوا أنني كبرت! بعد أن ظللت صغيرا
    كل هذه السنوات أتقافز هنا وهناك وأخبط الكرة في باب الجيران، وعندما يخرج لي جارنا بـ"الفالنة الداخلية" غاضبا أقول له: معلش يا عمو
    الآن أصبحت أنا عمو
    *******
    كم تمر الأيام والسنون بسرعة. والجملة السابقة جملة ركيكة بلا بلاغة أو ابتكار، لكنها فعلا تمر بسرعة! لقد انتهت 2007 , بل ومرّت منها عدة أشـهر, رغم أنني أتذكر أننا احتفلنا برأس السنة منذ أسبوع لا غير
    ماذا فعلت في هذه السنة؟ أحضر ورقة وقلما وأكتب الأشياء الجيدة التي حدثت، والتي لم تحدث وكنت أتمنى أن تحدث
    أكتب أيضا الأشياء السيئة التي حدثت، وكيف كان يمكن ألا أجعلها تحدث
    *******
    عمري سبعة وعشرون عاما، ولديّ شعور غريب بأنني أصبحت عجوزا جدا، ولا أعرف كيف أمنع هذا الشعور
    وعندما أرى صديقي الذي كان معي في الفصل في المدرسة يركن سيارته بحذاء الرصيف، ثم ينزل منها مع زوجته، وابنته الصغيرة على كتفه، لا أستطيع أن أمنع نفسي من الشعور بالاكتئاب لأنني لم أحقق شيئا من هذا بعد، خاصة وأنه لا يبدو في الأفق ما يشير إلى قرب تحقق شيء منه
    هل هذا هو ما يسمونه الحقد؟ لا أظن، فلم أعهد نفسي حقوداً لكنه شيء آخر، أنا أسمي هذا: أزمة الخريجين
     فعندما تكون في المدرسة تظل تحلم بالجامعة، مع بعض الكوابيس الليلية بخصوص الثانوية العامة، ثم هاهي الجامعة قد أتت ..تعجب معي
    مرة أخرى من أن الزمن قد مر بهذه السرعة لدرجة أنك خلعت يونيفورم المدرسة وأصبحت في الجامعة
    أنت الآن في سنة أولى تكافح للتكيف وتكافح كي تكون في سنة ثانية، لكنك تعرف أنك في سنة أولى وأن الخطوة التالية هي سنة ثانية
    دعنا نعيد التعجب من أن السنين مرت وأنك تخرجت
    أزمة الخريج هي سؤال.. وماذا بعد؟
    ماذا أفعل بعد أن تخرجت وأصبحت "عمو"؟
     للأسف ليس هناك سنة أولى تخرج وسنة ثانية، وها أنت ترى الأعوام تمر عليك وأنت لازلت تتساءل: وماذا بعد؟
    البعض لا يستطيع الخروج من جو الدراسة الذي اعتاده، جو ترقيم سنوات الحياة، وقرر استكمال دراسته العليا، ليضيع عشر سنوات أخرى حتى يصل إلى الدكتوراه، على الأقل منح أعوامه العشرة التالية أرقاما أعفته من سؤال: ماذا بعد، لكنه في النهاية سيعود للسؤال ذاته
    *******
    نعود إلى صديقي الذي تزوج وأنجب، هل لديه نفس الأزمة؟ لا أظن
    فهو قد وجد أرقاما لحياته مثلما فعل دارس الدكتوراة: الخطوة الأولى هي الابن الأول، ثم الثاني، وربما العاشر
    أما الأرقام فهي عادة سنوات عمر الطفل الأول. لما كان "ميدو" عنده سنة وسنتين وعشرة، أو لما كان في رابعة ابتدائي، أو أولى إعدادي
    أو.. لما اتخرج، واتجوّز اسم الله عليه
    وهنا تفقد أرقامك، وتنشأ أزمة أخرى تسمى أزمة منتصف العمر! عليك الآن أن تبحث عن الأرقام من جديد؛ كي تتخلص من أزمتك
     في المسلسلات يتخلص الرجال من أزمة منتصف العمر بالزواج الثاني الذي يعيد ترقيم الحياة من جديد
    *******
    إذن وكما قلنا من قبل فإن حل الأزمة يكمن في الترقيم، العودة إلى الدراسة، أو الزواج، أو بدء مشروع، أي مشروع ما أو أية خطوة ما
    في أي اتجاه لتبدأ بعدها في عد الخطوات ومنحها أرقاما، فالمشكلة المؤرقة هي أن العمر قصير جدا ويمضي بسرعة، وحياتنا ليست سوى بخار يصعد قليلا ثم يضمحل
    فإذا لم تسرع بالتفكير في شيء ما تفعله في حياتك، فإنك كما تحولت إلى: عمو.. في دقائق
    فإنك بعد قليل يمكن أن تصبح: جدو
    دون أن تشعر
    *******
     - د.ميشيــل حنـا -


    كلمات مفتاحية  :
    منوعات أخيرا كبرت عمو

    تعليقات الزوار ()