التسويق الرياضي أصبح ركيزة أساسية في الأندية خاصة مع التطور المتسارع الذي يواكب الرياضة ويتزامن مع تخصيص الأندية الرياضية وتحويلها إلى كيانات تجارية حقيقية تهدف إلى تحقيق الربحية وزيادة دخلها لاسيما وان حجم الإنفاق في تلك الأندية يرتفع من وقت إلى آخر.
لكن الكثير من أنديتنا الرياضية أغفلت التسويق فلا نجد لديها إدارة متخصصة بهذا الشأن بالرغم من حاجتها الماسة للتسويق نتيجة وجود أكثر من منتج لديها يحتاج إلى تسويق وأهمها اللاعبون الذين لم يجدوا اهتماما من الأندية في هذا الجانب حيث رميت الكرة في ملعب وكيل اللاعبين الذي تحمل المسؤولية كاملة بالرغم من أن عملية تسويق اللاعب ليست محصورة في طرف واحد بل هي عملية مشتركة بين النادي واللاعب والوكيل فالفائدة مشتركة للجميع وخاصة الأندية التي تتقاضى الملايين عند انتقال لاعبيها فعلى تلك الأندية أن تلعب دورا ايجابيا في تسويق اللاعب وتوليه قدرا من الاهتمام كما تفعل مع الاستثمار والتي خصصت له إدارات مستقلة بالرغم من ان الاستثمار والتسويق هما وجهان لعملة واحدة يكمل كل منهما الآخر فالاستثمار يحتاج إلى تسويق خاصة أن السوق الرياضي في منطقة الخليج مزدهر تضخ فيه الأندية ملايين الدولارات سنويا دون أن تحقق مردودا ماليا من عملية تسويق اللاعبين سواء المحليون أو الأجانب ولعلي هنا أشير إلى أحد ابرز رواد النجاح في التسويق في الوطن العربي وهو النادي الأهلي المصري الذي لديه إدارة تسويق رياضية يرأسها الأستاذ عدلي القيعي ونجحت في تسويق العديد من نجوم الأهلي على الأندية خارج مصر ولم تركن إلى وكيل اللاعب ليقوم بتسويق لاعبيها بل أخذت بزمام المبادرة في هذا الجانب وجعلت دور الوكيل مكملا لعملها.
وفي الجانب الآخر يتحمل اللاعب مسؤولية تسويق نفسه من خلال تقديمه مستويات فنية كبيرة تلفت الأنظار إليه وبالتالي تسهل من عملية تسويقه على الأندية التي دائما ما تبحث عن اللاعب ذي المردود الفني العالي ثم تكتمل عملية تسويق اللاعب من خلال الجهد الذي يقدمه وكيل اللاعب حينما يقوم بعرضه على الأندية التي لديها حاجة في استقطاب لاعبين وأرجو ألا يكون تسويق الوكيل - كما جرت العادة - من خلال تمرير أخبار مغلوطة في الصحف أو وسائل الإعلام عن قرب انتقال اللاعب إلى هذا النادي أو ذاك بغرض لفت أنظار الأندية إليه فهذا ليس تسويقا إعلاميا صحيحا من قبل الوكيل الذي يجب أن يكون لديه إلمام بالتسويق الفعال حتى يستطيع خدمة لاعبه بطريقة صحيحة تؤدي دورها وتحقق الهدف الذي ينشده من عملية التسويق.