بعد بلحاج ومنصوري وزياية، يرتقب أن يلتحق بوقرة وعنتر يحيى ومغني بالبطولات الخليجية، فبين
العربية السعودية وقطر، تتأرجح قلوب لاعبينا الدوليين الذين صنعوا أفراح الملايين من الجزائريين بأم درمان.
خيار المال الذي سيتخذه الكثير من لاعبينا، أصبح حقيقة وعلينا تقبله بكل روح رياضية، لأن الماجيك وعنتر بن شداد والآخرين مضطرون للتخطيط الجيد لنهاية مشوارهم الكروي، وما يتحصل عليه لاعبو كرة القدم في
قطر والسعودية لا يمكن للاعبينا أن يحلموا به في أوروبا.
فقد تحصل بلحاج على أجرة خيالية في السد القطري بنحو 220 ألف دولار شهريا، وهو الذي كان لا يتحصل على نصفها في إنجلترا، في حين مغني لا يتلقى أكثر من 50 ألف أورو شهريا في روما، وبالتالي
عندما يختار لاعبونا الوجهة الخليجية فمن أجل المال لضمان مستقبلهم ومستقبل عائلاتهم، وإذا كان من حق
كل لاعب اختيار وجهته ومستقبله الكروي، فمن حق الجزائر كذلك أن تختار اللاعبين الذين يرفعون رايتها ويشرفونها.
ورغم أن الجميع وصف بطولات الخليج بمقبرة اللاعبين الدوليين، فإن كل النجوم العالميين الذين مروا عليها يصفونها بجنة نهاية المشوار، نظرا لما يجنيه هؤلاء من أموال ومن ظروف العيش الممتازة. وبدون حقد ولا
ضغينة، يجب على الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة الشروع في البحث عن الحلول البديلة لبوقرة وعنتر يحيى وغيرهم من اللاعبين الذين يتجهون إلى بطولات استعراضية ومالية مثل بطولة قطر أو السعودية،
فالجزائر سبق وأن عرفت نجوما في السبعينات والثمانينات، ولا يمكنها أن تتوقف عند هذا الجيل، فتحضير الأجيال الجديدة لضمان سيرورة الخضر أكثر من ضروري حتى لا ندخل النفق المظلم لعشريتين، مثلما
حدث بعد كأس أمم أفريقيا 1990، والمادة الخام التي تفرزها المراكز الكروية الأوروبية، تبقى أحسن خزان يمكن الاستعانة به، ومثلما أنجبت تلك المراكز زيدان وبن زيمة وناصري وزياني وبوقرة ومغني ويبدة، فإنها
قادرة على إنجاب آخرين، وما على تقنيي الفاف سوى البحث عنهم بدون عقدة ولا حسابات، لأن الأهم هو راية الجزائر، وليس مكان ولادة اللاعبين.