سرني وأسعدني كثيراً قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس إشهار المجلس الأعلى للشباب والرياضة ليشكل رسمية وقانونية وشرعية للحركة الرياضية الفلسطينية.
ومن وجهة نظر محايدة .. انظر إلى تشكيلة المجلس الأعلى للشباب والرياضة على أنها متوازنة تلبي احتياجات المجتمع الفلسطيني وحركته الرياضية والشبابية .. تشكيلة تمثل مكونات المجتمع والشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.
اعرف عن قرب عديد شخصيات المجلس الجديد وفي مقدمتهم اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية والإتحاد المركزي الفلسطيني لكرة القدم الذي أسجل له الفضل فيما تحقق مؤخرا للحركة الشبابية والرياضة الفلسطينية من مكتسبات محلية وعربية .. قارية وحتى اولمبية وعالمية.
في عهد اللواء جبريل الرجوب أصبح صوت الرياضة الفلسطينية مسموعاً في كل مكان .. محترما ومقدراً في كل القارات .. وأصبحت القناعة راسخة في عقول وأذهان قيادات وأسرة الرياضة العربية والقارية والعالمية بتحمل دورها في دعم مسيرة الرياضة الفلسطينية وحركتها الشبابية.
أتشرف أنني كنت شاهد عيان من قلب الحدث لأحداث رياضية كبرى شهدتها الملاعب الفلسطينية .. استذكر باعتزاز مرافقة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم – فيفا- جوزيف بلاتر ورئيس الاتحاد الأسيوي لكرة القدم محمد بن همام .. ومؤخرا جاك روغ رئيس اللجنة الاولمبية الدولية وحشد من كبار أعضاء المجلس الأولمبي الأسيوي واللجنة الأولمبية الدولية.
سمعت على لسان أولئك عبارات الثناء لما وصلت اليه الرياضة الفلسطينية وتضحياتها ودورها في توحيد كل مكونات الشعب الفلسطيني .. في الضفة والقطاع وداخل الخط الأخضر .. وفي دول الشتات.
المنتخب الوطني الفلسطيني لكرة القدم .. أصبح حالة وطنية ومصدر فخر واعتزاز وكل فلسطيني غيور على مصلحة الرياضة والقضية الفلسطينية.
المنتخب الوطني الفلسطيني كما هو حال المنتخب الاولمبي وباقي المنتخبات الفلسطينية لكافة الفئات والألعاب حالة نموذجية لوحدة الشعب الفلسطيني، علينا جميعاً استثماراها لوضع حد لحالة الانقسام التي لا نفضلها ونريدها بين مكونات الوطن الفلسطيني.
الدعم العربي والقاري والأولمبي والعالمي لأسرة الرياضة الفلسطينية الذي تجسد على أرض الواقع مؤخراً ينبغي أن يشكل حافزاً للمجلس الأعلى للشباب والرياضة لكي يسرع بخطوات واثقة نحو تعزيز مكانة الرياضة الفلسطينية وحركتها الشبابية لتلبي حاجة ورغبات الشعب الفلسطيني.
أعود للحديث عن القرار الرئاسي بإشهار المجلس الأعلى للشباب والرياضة لأسجل باعتزاز اختيار الزميل الإعلامي عبد السلام اسماعيل هنية عضواً في هذا المجلس .. وأسفاً لاستعجال عبد السلام بالاعتذار عن هذه المهمة التي أراها وطنية قبل أن تكون رياضية أو شبابية أو إعلامية.
إذا كان إشهار المجلس الأعلى للشباب والرياضة يشكل في نظري خطوة شاسعة إلى الأمام نحو غد أكثر إشراقا للحركة الرياضة والشبابية الفلسطينية .. فأنني أرى في تسرع عبد السلام هنية بالاعتذار خطوة إلى الوراء.
عرفت عبد السلام هنية عن قرب في ملتقيات إعلامية رياضية عربية . عرفته هادئاً متوازناً غيوراً على مصلحة الرياضة الفلسطينية .. ولهذا ادعوه لإعادة النظر بقرار الاعتذار .. وأنتظر منه خطوة إلى الأمام لا رجوعا إلى الخلف.
ارفض دائما الخلط بين السياسة والرياضة وأومن أن الرياضة تبقى عنصر وحدة لا سبباً في تعميق انقسام يؤسفنا ويحزننا.
كل التوفيق لرئيس وأعضاء المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني .. وننتظر منه خطوات وترتيبات تعزز من مكانة الرياضة الفلسطينية وفي الموقع الذي نريده لها دائما.
والله الموفق ،،،