يوم ضيفت جنوب افريقيا بطولة كأس العالم كان يحدوها الامل ان تصل بمنتخبها خلال المنافسة الى ابعد ما يمكن ؟ ، ولكن منتخبها صدم (بالواقع) الذي فرضته قوة مجموعته ولم يكن قادرا على خطف احدى بطاقتي
التأهيل الى الدور الثاني ، وحينها ظل متابعوا المونديال يخشون ان لا يتأثر الحضور الجماهيري بخروج المضّيف مبكرا ، ولكن ما اظهره الجمهور جاء بالعكس تماما ، فجنوب افريقيا التي حرصت على انجاح
البطولة لم تقف احلامها التي تبددت باخفاق منتخبها منذ الدور الاول لم تقف حائلا في مواصلة مسعاها للتأكيد على ان القارة السوداء قادرة على تحقيق النجاح في تنظيم المونديال كأي قارة اخرى في العالم ، فراح
جمهورها بل شعبها يقف ليؤازر منتخب غانا الذي واصل نجاحاته بالبطولة حتى الدور ربع النهائي وكأن (غانا) هي الدولة المضيفة وليس جنوب افريقيا !!!، فقد امتلآت الشوارع والمحال التجارية باعلام غانا
والوان ملابس منتخبها فضلا عن الحشد الجماهيري الذي حرص على حضور جميع المباريات قاطبة وبالذات المباريات التي كان احد طرفيها منتخب غانا !!
لم يقتصر دافع التشجيع الحضاري الذي يعكس على ثقافة ووعي رياضي عاليين على (الافارقة) بل وجدناه في اكثر من مناسبة (شعورا) انتاب الجمهور في اكثر من قارة وبقعة في العالم ، ففي اكثر من مرة عندما
اخفقت البرازيل في كأس العالم سرعان ما (انقلب) جمهورها ليقف مشجعا مع ابناء (عمومتهم) منتخب البرتغال (الدولتان تتحدثان اللغة البرتغالية) !! ، واذا منيت الاخيرة هي الاخرى بخسارة فتجد ليس
البرازيليون وحدهم انما جميع ابناء قارة امريكا الجنوبية التي تطلق عليهم تسمية (الاسبان) كون لغتهم جميعا هي الاسبانية بأستثناء وكما ذكرنا البرازيليون الذين يتحدثون اللغة البرتغالية ... فجميع المشجعين يقفون
لمؤازرة المنتخب الذي يستمر في المنافسة من (قارتهم) لانهم يعدونها ممثلا لهم في البطولة وهي حقيقة لا يختلف عليها الا الذين (اتفقوا على ان لايتفقوا ) ؟!!!
تمنيت ان ارى مشاهد مماثلة لتلك التي حصلت في جنوب افريقيا او مع بلدان قارة امريكا الجنوبية في
مناسبات رياضية تستضيفها دول عربية دون ان يكون العكس صحيحا وكأن (ثقافتنا) الرياضية جئنا بها من (كوكب) اخر تختلف عن ثقافات الشعوب الاخرى في العالم ؟!!