سكينة السادات شقيقة الرئيس الراحل «أنور السادات» قالت: كنا لا نرد علي الذين يهاجمون «السادات» يا إما أنهم يرونه أتفه من أن يعيروه اهتماماً، أو أن يأتي إليهم تليفون من مكتب الرئاسة ليخبرهم بأن الرئيس «مبارك» قام بتعنيف من تطاول علي السادات وأخذ ثأرهم واصفاً أن السادات يهم مبارك أكثر منهم(!!) ويرجوهم ألا يقدموا علي شيء.. ولكن الآن هي تساند وتؤيد «رقية السادات» ابنة أخيها في كل الدعاوي التي أقامتها ضد كل من سولت له نفسه بالتطاول علي السادات، قائلة: لو أنهم سألوا أنفسهم من الذي اتخذ قرار الحرب وأعد العدة لها؟ ومن الذي له أخ شهيد في أكتوبر.. ومن الذي أعاد الأرض وصان العرض لتبدأ مرحلة التنمية والبناء بعد عودة سيناء والبترول وقناة السويس؟! ستكون الإجابات أنه «السادات» ولو عرفوا ذلك قد يقل حقدهم عليه هؤلاء الحنجريون الذين يتطاولون علي السادات.
< كيف تضعين كشف حساب لعصر الرئيس السابق «مبارك»؟
- الرئيس «مبارك» تولي السلطة في مصر وهي في حالة سلام وعادت له سيناء، وقناة السويس والبترول والحكم الديمقراطي بوجود الأحزاب، وحجم الديون لم يكن مخيفاً واستمر في الحكم (30 سنة) والنتيجة أن 40٪ من الشعب تحت خط الفقر، بسبب الفساد وإهمال متطلبات الشعب، وعدم وجود عدالة اجتماعية، واستقرار الأمور بالعدل والرحمة كما كانت موجودة إلي حد ما في عصر «السادات» عندما لم يكن في مصر من ينام من غير عشاء.. ولم تحدث تنمية علي المستوي المطلوب وتدهورت الزراعة والصناعة وانخفضت الأجور والمرتبات، فهل يعقل أن معاشي (714 جنيهاً) ونري البعض يقبض بالملايين؟!.. وهبط الفن والموسيقي أصبحت علي رأسها «شعبان عبدالرحيم» و«بعرور» فأين مصر خلال الثلاثين سنة؟ لا أقول غير أنهم باعوها عندما باعوا القطاع العام.
< لكن القطاع العام كان خاسراً؟
- نعم.. لكن المهم عدم بيع الشركات الكسبانة ومحاولة إصلاح الشركات التي تآكلت معداتها. وليس بيعها للأجانب.. فما حدث تم بيع الشركات التي تحقق أرباحا وهذا دمار للاقتصاد المصري، فشركة مثل شركة شبين الكوم لماذا تباع؟ وكانت محققة أرباحاً، ولماذا لم تتطور لأن بها عمالاً، والمشكلة أن الشركات بيعت بتراب الفلوس.
< كيف ترين ثورة 25 يناير؟
- كانت حلماً من الأحلام، فمن كان يصدق في ظل نظام بوليسي قمع الشعب ثلاثين عاماً، وكان معبأ لحفظ النظام وأمنه، أن يسقط هذا النظام بسطوته وجبروته علي أيدي شباب عزل، فهذه معجزة من عند الله، لأن هذا النظام لم يعمل إلا لصالح الأغنياء فقط، وأهمل باقي الشعب إلا أن شبابنا طهقوا وأصبحوا يفضلون الهجرة غير الشرعية التي قد يفقدون فيها حياتهم علي العيش في وطنهم الذي أصبح كل شيء فيه بالواسطة.. حتي المستثمرين لا ينجحون إلا إذا انضموا إلي شلة من الشلل التي كانت تتحكم في الاقتصاد.. فلم يكن يوجد لا عدل ولا عدالة وضرب الفساد كل شيء ثم جاء مشروع التوريث الذي قاده نظام «مبارك» ففجر الثورة في 25 يناير.
< معني هذا أن الرئيس مبارك كان يختلف عن الرئيسين «عبدالناصر» و«السادات»؟
- طبعاً اختلاف شديد، لأنه في بداية عهده قال: طهارة اليد وطهارة الذمة والكفن مالوش جيوب، وزوجتي ستظل في البيت وليس لها علاقة بأمور السلطة، وبالطبع هذا الكلام كان يقصد به «جيهان السادات» مع أنها لم يكن لها شأن بأمور الحكم.. فقط أنشأت مؤسسة «الوفاء والأمل» من أجل المعوقين.. المهم راح فين الكلام عن الطهارة ووجدنا مدام «سوزان مبارك» أصبحت الكل في الكل، بل هي كل شيء.. والرئيس علاقته بـ «حسين سالم» خربت الدنيا، لكن «عبدالناصر» و«السادات» كانا عايشين للشعب «فالسادات» شعر بالفقراء لأنه عمل سائقاً وعتالاً وسط العمال عندما كان هارباً من الإنجليز - و«عبدالناصر» خرج من أجل الشعب الكادح.
< وكيف كان رجال مبارك في إدارتهم للأمور؟
- معظمهم كانوا في منتهي السوء، مثلاً وزير يتعالي علي الشعب ويقزقز لب في مجلس الشعب ويطالب بفرض ضرائب علي سكن المصريين الذين يعيشون فيه وهذا الوزير «بطرس غالي» أذكر أننا مررنا في «دار الهلال» بضائقة مالية فطلبنا منه نصف مليون جنيه وفوجئنا بأنه يطلب من «دار الهلال» أن تبيع أرض المطبعة الخاصة بالدار التي في مدينة 6 أكتوبر واكتشفنا أنه كان يريد شراءها لصهره، و«بطرس» هذا يدفع 2 مليار جنيه من قوت الشعب لبريطانيا حتي يحصل علي الجنسية الإنجليزية حتي يهرب من المساءلة والمحاكمة في مصر بعد ثورة 25 يناير.
وأيضاً الشعب الياباني قدم لـ «السادات» وشعب مصر مصنع حديد الدخيلة للحديد كهدية.. ثم فوجئنا بأن «أحمد عز» حصل عليه بقرض لينفق علي الحزب الوطني الهباب وعلي زوجاته وطائراته ويهيمن علي الدولة، فهؤلاء هم رجال «مبارك» الذين حكموا وتحكموا فزادت العشوائيات والبطالة في 30 سنة كما لم يحدث في العالم.
< الحزب الوطني أنشأه الرئيس السادات هل حزنت علي حله؟
- لا لم أحزن لأنه انحرف عن مبادئ السادات 180 درجة ومع هذا لا أري كل أعضائه مجرمين أو حرامية بل الذين قادوه وهيمنوا عليه لابد من محاكمتهم، فالذي أفسد واستغل مركزه وسرق فليحاكم لأن هذه السياسة أفرزت الفقر والجوع والفساد والبلطجة، مع أن حل مشكلة البطالة سهل جداً لأنهم معروفون لأجهزة الأمن بالاسم ومن الممكن تجميعهم وترحيلهم إلي الوادي الجديد ليزرعوا قمحاً كما كان يفعل «عبدالناصر» فكل كتاب مصر ومثقفيها ذهبوا للوادي الجديد ليزرعوا القمح حتي الذين كانوا يهاجمون «السادات» وقد أفرج عنهم.
< كيف ترين الموقف الرسمي المصري خلال أزمة الفيلم الإيراني «إعدام فرعون»؟
- الموقف الرسمي تجاه هذه القضية لم يكن علي مستوي المسئولية، وقالوا: عيب ما يصحش هذا كان رئيساً لمصر ولم يوجد شيء آخر.. مع أن ما صنعوه في الفيلم يعتبر إجراماً وليس له مبرر إنساني، بل جاء من منطلق حقد دفين نتيجة لاستضافة «السادات» لـ «الشاه» لأن مصر دائماً وأبداً أم الدنيا ولم تغلق أبوابها أمام إنسان ضعيف.. مع أن السادات هو الزعيم العربي الوحيد الذي أذاق إسرائيل مرارة الهزيمة ومرارة السلام، ومرارة الانسحاب من أرضه، ثم احتلالها بواسطة الصهاينة، والهزيمة والانسحاب غير موجودة في الثقافة الصهيونية لكن «السادات» أرغمهم علي ذلك. وقد أقامت «رقية السادات» دعوي قضائية ضد الفيلم وأنا أؤيدها في ذلك.
< أري أن السيدة رقية السادات تحمل عبئاً كبيراً تجاه اسم السادات أكثر من أي فروق عائلية؟
- الحقيقة أن «رقية» تفعل ذلك ولكن العائلة تؤيدها.. وقد قامت برفع دعوي قضائية ضد «هدي عبدالناصر» عندما اتهمت «السادات» بقتل «عبدالناصر» بالسم مع أن «عبدالناصر» كان يتناول العشاء يومياً في منزل «السادات» وكانت «جيهان» هي التي تعد العشاء بنفسها خوفاً من أن يفعل أحد شيئاً، فكيف سيقتله «السادات» ولماذا؟ وهم كانا كالشقيقين.. المهم أن «رقية» كسبت القضية و«هدي» دفعت الغرامة.
< السادات اغتيل في 1981 ولكن اغتياله مازال مستمراً - علي الأقل معنوياً - مع الأستاذ هيكل بحكاية فنجان القهوة الذي قدمه للرئيس عبدالناصر.
- هيكل كان كتر خيره استأذن وانصرف والكل قال له: انصرف عليك (...) بعضهم كان رأيه السلامة، والآخر كان رأيه اللعنة(!!) ثم ظهر بكلام فارغ عن «السادات» مع أن «السادات» لا يعرف يعمل قهوة ولا عمره شرب قهوة إحنا فلاحين نشرب الشاي، ولا شغلته عمل القهوة. وعبدالناصر ليس ساذجاً بهذا الشكل أن يجعل «السادات» يصنع قهوة.. فهذه القصة مكذوبة ولا أساس لها من الصحة.. هو يريد عمل أي فرقعات إعلامية حتي يسترزق من قناة الجزيرة وغيرها من الفضائيات ولكننا سنقوم برفع قضية ضد «هيكل» بسبب ادعائه أن الضربة الجوية كانت مظاهرة عسكرية والقضية ستكون باسم «محمد عاطف السادات» الذي استشهد في أول طلعة جوية وقد قررنا ذلك وسنتصدي لأي أحد يخطئ في حقنا ولن نتركه.
< هذه أمور جديدة علي عائلة السادات؟
- كفاية سبنا كتير، لأنه كان يتصل بنا مكتب الرئيس سواء «زكريا عزمي» أو غيره عندما كان يخطئ أحد في «السادات» ويقول: يا جماعة الرئيس «مبارك» عنفه وحصل لكم علي ثأركم و«السادات» يهم «مبارك» أكثر منكم(!!) معلهش ولا تقدموا علي فعل شيء.. لكن أقسم بالله لن أترك دم «عاطف» أخويا ليهدره «هيكل» لأننا لم نره فهو كان رائد طيار ويتدرب في بلبيس ثم سافر الاتحاد السوفيتي يتدرب علي طائرات «السوخوي» وعندما طار أول طلعة عرفنا من زملائه أنه شارك في تدمير مطار «المليز» بالطائرات التي كانت موجودة فيه ثم وهو عائد أصيبت طائرته بقذيفة في منطقة الذيل، واستشهد ثم يقول هيكل مظاهرة ويوجد عشرة شهداء من الطيارين.. ولكننا ننتظر ماذا ستفعل معه النيابة العسكرية في البلاغ المقدم من الطيارين العظماء الذين أقاموا دعوي ضده.
< وهل الرئيس مبارك كان يهمه بالفعل اسم السادات؟
- أهو كلام وخلاص.. لأن «مبارك» اختزل حرب أكتوبر المجيدة في الطلعة الجوية، فمن هو قائد النصر العظيم؟ ومن صاحب مشروع مترو الأنفاق، والمدن الجديدة، والكباري، والأحزاب.. أليس السادات؟! الذي لم يأت ذكره بما يليق ويستحق طوال 30 سنة ثم لفقوا لـ «عصمت السادات» قضايا غير حقيقية وقالوا يملك 25 مليون جنيه لدرجة أنهم قيموا شاليه إيجار في رأس البر بخمسة ملايين جنيه.. وقال المحقق: هذه تعليمات ثم حفظت القضية وظهرت براءته بعدما صادروا كل أملاك «عصمت» ثم ربنا كرم أبناءه وأغناهم الله من فضله.
< ماذا بين السادات وهيكل؟ وما سر هذا العداء؟
- سببه أن «هيكل» كان الحاكم بأمره في عهد «عبدالناصر» وكان الصحفي الأوحد، والرأي الأوحد، والمستشار الوحيد، ثم جاء «السادات» ورفض حكاية الصحفي الأوحد، فقد كان معه «موسي صبري» و«علي الجمال» و«أنيس منصور» ولديه لجنة للمستشارين، وبالطبع «هيكل» تم تحجيمه في عهد «السادات» مع أنه كان في وقت من الأوقات مقرباً من «السادات» إلا أنه كان عايز يركب كما كان في عصر «عبدالناصر» ورفض السادات ذلك مع أن «هيكل» غير مخلص إلا لـ «هيكل» فقط.. ألم يقل إن «عبدالناصر» ليس أسطورة وبهدل فيه بعد وفاته(!!) ثم إنه كان متصلاً بالسفارة الأمريكية وهو كان الوصلة بينهم وبين الأمريكان ثم يسب ويلعن الأمريكان وحتي الآن يقول في أحاديثه إنه حصل علي التقارير من الأمريكان وهل كانوا سيعطونها له محبة أم لأشياء أخري؟!
< وماذا عن الدعاوي التي أقامتها رقية السادات ضد مبارك.. وهل تعتقدين أن له دوراً في «اغتيال السادات»؟
- رقية معها حق وأنا أؤيدها في كل ما تفعل وأنا فجعت عندما وجدت قائد العرض العسكري تمت ترقيته، وهربوا «ممدوح أبو جبل» للخارج وهو الذي أعطي إبر ضرب النار لمن قتلوا «السادات» فليعطوني تفسيراً لهذه الأشياء وأنا أقول إن «مبارك» بريء وأنا لا أتهمه(!!) وأيضاً يفسرون لي إنكار دور «السادات» طوال 30 سنة ولماذا لم يعاقبوا الذين قتلوه؟ وأين جثة «خالد الإسلامبولي» وقد سألنا والدته عن طريق معارفنا فقالت لم يعطوني جثته ورقية قالت: إنها رأته.
< يوجد بعض قيادات من الأمن قالوا إنهم حضروا واقعة الإعدام؟
- قد يكون واحد تاني والله أعلم(!!).
< وماذا عن خروج «عبود الزمر» واستقباله هذا الاستقبال؟
- تم هذا بسبب عدم وجود إعلام ذي حرفية ومهنية عالية.. لأن إعلامنا فاجر.. وأطالب زميلنا «أسامة هيكل» إذا أكرمنا الله واستمر في منصبه كوزير للإعلام أن يضع قواعد للإعلام وأنا متفائلة بتولية «أسامة هيكل» هذا المنصب لأنه فاهم العملية الإعلامية، وأرجو أن يضبط الإعلام بضوابط مهنية وتوجيهات سليمة.. إذ كيف يستقبل إعلامنا قاتل رئيس جمهورية صانع نصر مصر الحديث، ويقابله بهذا الهيلمان ثم أجد إعلامياً جاهلاً(!!) في التليفزيون المصري يقول علي الهواء فلنأخذ رأي الشيخ «عبود الزمر» والله عيب لأن الإسلام دين محترم فمن علم هذا (....) أن يكون إعلامياً.. وإذا لم نلتفت للإعلام سيذهب البلد في داهية بسبب نشر الفتن وزيادة حالات التدين المنتشرة في الفضائيات، وقد قالت لي الدكتورة «آمنة نصير» إن هؤلاء لا يفهمون في الدين وليس لهم علاقة بالدين ولا بالإسلام، بل هي معجنة نتيجة للتسيب والفوضي.
< لكن يوجد من يهاجم «السادات» غير الأستاذ هيكل؟
- أولاً.. أرفض تماماً أن يكون السادات موضع اتهام بأي صورة من الصور أو محل أي هجوم، ولا أصدق كلمة واحدة ضد «السادات»، وضد تاريخه.. لأن التاريخ ثبت أن رؤية السادات كانت ثاقبة مائة في المائة، لأنه أنهي حالة الحرب والصراع بين مصر وإسرائيل حتي تتفرغ مصر وتتجه بكامل طاقتها إلي التنمية والتعمير، فالسادات هو الذي انتصر في الحرب والسلم، وقالوا في بداية حكمه إنه لن يحارب ولكنه صمت من أجل التمويه علي العدو، وجهز لحرب أكتوبر، وتحامل علي نفسه وتحمل الفقر والكلام الجارح المحبط للعزيمة وللهمم.. والله نصره ونصر مصر وجيشها الذي ظلم لأنه لم يكن حارب في 67 فرد له كرامته في أكتوبر 1973.
< أسباب هذا الهجوم علي السادات؟
- أسبابه حقد دفين علي السادات لأن الله يرحمه أكثر إنسان كشف هؤلاء الانتهازيين والحنجوريين كما يطلق عليهم، وأصحاب الهتافات والشعارات فقد كان فاهمهم جيداً بحكم معايشته لهم.. فطبعاً هو حجمهم وكشفهم للشعب عندما حارب وانتصر.. فهذه هي جريمته الكبري بالنسبة لهم ولأنه قضي علي مراكز القوي التي استفحلت وذهبت بمصر في داهية ومصيبة كبري، وليست نكسة واحدة ولكنها عدة نكسات جعلتنا نتأخر مائة سنة للخلف.
< الناصريون هم أكثر من يهاجمون السادات؟
- لا يوجد شيء اسمه ناصريون أو ساداتيون ولو وجد فالسادات هو أكبر ناصري في العالم وأهله كذلك، فمازال حبنا لعبدالناصر مثل حبنا للسادات، رحمهما الله فلا داعي لهذا الكلام، وإذا استعرضت كل الذين يهاجمون السادات تجدهم موتورين، حاقدين لدرجة أنه جاء شخص منهم لي شخصياً وكان في منتهي البجاحة والإجرام، وقال: إن عبدالناصر هو صاحب العبور!! فردت عليه: إن «جمال عبدالناصر» هو الذي صنع مصر فلا داعي لأن تتعب نفسك وهذا لا يغضبنا في شيء تجاه «عبدالناصر» ولكن ما يغضبنا كلامهم الغريب الذي ليس له سند من منطق.
< وما الهدف من الهجوم علي الرئيس السادات؟
- لا أعرف كيف بعد كل ما قدمه «السادات» لمصر يهاجم وعلي كل فهذا الهجوم سيقل وينتهي لأن «صدام حسين» مات ولم يدفع لهم حتي يهاجموا الرجل، و«القذافي» تنصل من كل شيء منذ سبتمبر 2011 والآن هو في مأزق لا يحسد عليه بعد انفجار الثورة الليبية وأصبح شتامون «السادات» لا يعنونه في شيء، فليبحثوا عن طريقة أخري للحصول علي الأموال ليصنعوا بها لأنفسهم مواقف زائفة!! بالهجوم علي «السادات» الذي رفع راية مصر عالية خفاقة.. وأقول لهم: يا ناس قولوا يا مصر.. وانظروا لمصر ولا داعي للنظر لأنفسكم ونحن عائلة السادات لا يهمنا المظاهر الفارغة، والزفة الكدابة، ويكفينا أن 80 مليون مصري يقولون ولا يوم من أيامك يا «سادات» فالتاريخ لن ينسي السادات مهما فعل الحاقدون والمغرضون.
< المعارضون لكامب ديفيد يقولون إنها أخرجت مصر من الصراع الإسرائيلي؟
- ما يحدث الآن في المنطقة العربية يثبت أن «السادات» كان بعيد النظر لأبعد الحدود، ولديه رؤية ثاقبة.. فلو أن العرب كانوا جلسوا معه في «مينا هاوس» ما كانت وجدت مشكلة «الجولان» ولا المشكلة الفلسطينية لأنهم كانوا سيحصلون حينها علي حكم ذات ثم حكم نهائي وكنا لا ندور في مشكلة المياه، ولا غيرها من مشاكل المستوطنات الموجودة حالياً، ويكفي أن الرئيس «ياسر عرفات» قال قبل وفاته «كنت أتمني في حياتي أن أقف في الكنيست الإسرائيلي وأخطب كما خطب السادات».. ولنترك التاريخ يقول: من الذين ضحك علي «مناحم بيجن» وجعله ينغلق علي نفسه ويكتئب ويقول: السادات أخذ مني كل حاجة من أرض وبترول وقناة السويس وسلام وأعطاني ورقة!!.. و«جولدامائير» أيضاً قالت: لم يحدث في تاريخ إسرائيل حتي اليوم أن شخصاً أخذ منا كل شيء وأعطانا ورقة.. فالسادات أعاد الأرض وصان العرض وهل كنا نسمع عن «شرم الشيخ» أو «دهب» و«نويبع» من قبل؟!
< يقال إن الرئيس السادات هو الذي شجع الإسلاميين ثم انقلبوا عليه، وقاموا باغتياله؟
- لا.. «السادات» لم يشجع الإسلاميين، ولكنه عفا عنهم من أجل مصر، حتي لا تنحرف مصر وتصبح ملحدة لأن الشيوعيين كانوا متغلغلين في كل شيء في مصر، من وزارات وهيئات ومؤسسات ووسائل إعلام.. وأراد «السادات» أن يعمل توازنات في الشارع المصري.. والنتيجة أنهم طمعوا في الحكم، والعنف أصبح ظاهرة حتي خارج مصر، لكن الكل يعلم بعد ظهور «الخوميني» وفكره تغيرت الخريطة السياسية في الشرق الأوسط، وبدأ العنف أيضاً في أفغانستان، وانتشرت الحوادث الإرهابية في كل مكان، فلماذا يلقون بهذا الاتهام علي «السادات»؟!
< وكيف ترين الرئيس «جمال عبدالناصر»؟
- أبويا وأخويا وكان رجلاً وطنياً وكنت أسكن في «كوبري القبة»، و«عبدالناصر» في منشية البكري، و«السادات» في الهرم، فكان الأقرب لي «عبدالناصر» من السادات وكنت إذا احتجت شيئاً أطلبه من «عبدالناصر» ولم يكن يتأخر عليَّ، وكان يشجعني فيما أكتبه في مجلة «المصور» وفي سفرياتي للخارج كان «السادات» يصر علي إعطائي خمسة جنيهات استرليني وهذا كان الحد المسموح به للسفر في الخارج.. وكان «عبدالناصر» يقول له: يا راجل أعطها زيادة وكان يعطيني 20 جنيهاً استرلينياً في كل سفرياتي للخارج فهذا «عبدالناصر» الذي أحببته مثل «السادات».
< والرئيس السادات؟
- الرئيس «السادات» لو كان ما قدم لمصر سوي انتصار أكتوبر لكفاه ذلك، وهذا الانتصار يدخله التاريخ من أوسع أبوابه.. ولكنه قدم الكثير لوطنه، فقد حمل حياته علي كفيه وقاوم الاستعمار وتحدي القصر الملكي فتعرض للسجن والطرد من الجيش وأصبح طريداً شريداً.. ثم شارك في ثورة يوليو التي غيرت وجه التاريخ السياسي والاجتماعي في مصر.. ثم بعد أن آلت إليه مقاليد الحكم استعاد للقانون سيادته، وأعاد الحريات المفقودة، وأنهي علي مراكز القوي بالرغم من أنه كان يواجه خصوماً هم الذين كانوا يحكمون البلد بالفعل، ولديهم إمكانية البطش به.. فقد كانت مجموعة مكونة من وزير الحربية، ووزير الداخلية، ووزير الإعلام، ورئيس الاتحاد الاشتراكي، ولكنه السادت.. الذي شهد له العدو قبل الصديق بذكائه وسياسته وبعد نظره وشجاعته ومراوغته.
< وماذا عن الرئيس مبارك؟
- الرئيس مبارك للأمانة بدأ حكمه وعليه إجماع من كل القوي السياسية، وتأييد شعبي واستمر هكذا فترة إلي أن التف حوله مستشارو السوء وزينوا له الفساد والاستبداد، فأنكر من قبله واختزلوا مصر في شخص «مبارك» وإن كانت هذه طبيعة خدم السلطان إلا أن «عبدالناصر» كان حوله شخصيات مؤثرة ولها دورها السياسي، والسادات التف حوله كثير من السياسيين والمثقفين ورجال حكم علي أعلي مستوي.. لكن مبارك التف حوله الكثير من الذين يبحثون عن مصالحهم الشخصية.. فأضاعوا منه الفرصة لتنمية مصر وجعلها من الدول المتقدمة اقتصادياً مثل ماليزيا التي بدأت معه الحكم «مهاتير محمد» ولكنه استطاع في خلال 10 سنوات أن يجعلها دولة متقدمة لأنه اهتم بالتعليم والعدالة والقضاء علي الفساد لكن خريج الجامعة في عصر مبارك لا يعرف يقول: (3) كلمات إنجليزي، والتعليم المتوسط لا يعرف يقرأ أي جريدة فسرقت الأموال وأهدرت الكرامات وفوجئنا أننا كنا نعيش في عصر فاسد لأبعد الحدود.