الدكتـورة صفـاء إبراهيم فـاقدة للبصر ، ورغم الصعوبات التي عانت منها في حياتها أستطاعت الحصول على درجة الدكـتورة في علم الإجتمـاع من إحدى الجـامعات الأمـريكية ، وقد أنفقت كل أموالها التي ورثتها عن والدها على البحث العلمي والدراسة أملا في تحقيق حلمها .
كما اضطرت لبيع شقتهم الفاخرة بالمعادي للانتفاع بثمنها في دراستها على أمل تعويض والدتها وشقيقتها الوحيدة بوضع أفضل ، وانتقلت للسكن بالزاوية الحمراء ، و بعد الثورة تلخص حلمها في جمع 10 مـليـون جنيه لمسـاعدة فـاقدي البصر من ثوار 25 يناير
في البداية تحدثت دكتورة صفاء عن ظروف حيـاتها الحالية قائلة : رغم حصولي على الدكتوارة إلا أن معظم الجـامعات المصرية التي حاولت الألتحاق بها رفضت تعيني بسبب اعاقتي و أصبح مصير شهاداتي الماجستير و الدكتوراة التعليق على حائط الغرفة ، و بعد قيـام الثورة و معرفتي بأن الكثير من الشباب فقدوا بصرهم بسبب الأصابات التي تعرضوا لها قررت أن يكون مشروع حياتي هو تأهيلهم للتعامل مع اعاقتهم ، خاصة وانني شعرت من قبل باحساس الشخص الذي كان يرى بشكل طبيعي ثم فقد بصره لأنني كنت أرى حتى الصف الأول الثانوي حتى شعرت بألم شديد في عيني و تطور الأمر سريعا ووصل الى فقدان للبصر حيث أصبت بألتهاب شبكي تلوني أدي الى ضمور العصب البصري ، وبعد ان قمت بعمل العديد من الفحوصات و التحاليل وجدت ان الوراثة لم يكن لها أي تدخل و انما هي مشيئة الله و قدره الذي رضيت به و حمدت الله على ابتلائه لي و بدأت اتعامل بشكل ايجابي مع اعاقتي و هو الأمر الذي اتمنى أن اساعد في تأهيل الثوار المصابين عليه .
وبعد فترة عرضت على الدكتورة نيفين ملاوي مساعدة مصابي العيون في أحداث الثورة وتأهيلهم نفسيا وتعليمهم وسائل الكمبيوتر في مؤسسة ( مصر النور ) وبالفعل رحبت جدا بالفكرة و بدأنا على الفور في شراء أجهزة كمبيوتر وتزويدها بخدمة البرنامج الناطق، وقمنا كذلك بحصر أعداد المكفوفين في أحداث الثورة من خلال الجمعيات الأهلية والمستشفيات ومحاضر الشرطة والنيابة، وتم حصر2000 مصاب، تقدم منهم 200 للمؤسسة في المرحلة الأولى، وجار الآن تأهيلهم نفسيا وعلاج بعضهم بالخارج بالتنسيق مع أطباء عيون ورجال أعمال، وكل هذا بالمجان طبعا.. وبمجرد الانتهاء من تلك المجموعة سنبدأ في تأهيل 200 آخرين وهكذا.. حتى يتم تأهيل وعلاج الـ 2000 مصاب الذين فقدوا بصرهم في ثورة 25 يناير خلال فترة وجيزة .