رصدت وكالة أنباء نوفوستي الروسية تحول الملف الليبي والملف السوري إلى مادة للسجال بين صناع القرار في واشنطن، ومعاهد الأبحاث والدراسات ليتحول إلى قلق من دور روسي في الشرق الأوسط على حساب واشنطن.
ونقلت نوفوستي تخوفات جون بولتون السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة والمعروف بأنه من قادة اليمين مما أطلق عليه بتصاعد الدور الروسي في الصراع في ليبيا نتيجة لتراجع الدور الأمريكي.
وأعرب بولتون في ورقة بحثية نشرها "معهد المشروع الأميركي" عن قلقه من رؤية دول حلف الناتو تغازل موسكو وتطلب ود روسيا، موضحا أن الحلف انتصر على روسيا في الحرب الباردة وجعل النفوذ الروسي يتقلص إلى حد التضاؤل في أوروبا، مضيفا أن أعضاء الحلف لا يكتفون بعناق روسيا فقط، بل إن إدارة الرئيس باراك أوباما، تلجأ إلى الجهود الروسية من أجل تسوية الصراع فى ليبيا.
ويعتقد بولتون أن الكرملين يعتبر ترحيب أوباما بجهود الوساطة الروسية في ليبيا مؤشرا على ضعف وتراجع الموقف الأمريكي، مضيفا أن المشكلة الأكثر تعقيدا هي أن خصوم أمريكا مثل كوريا الشمالية وإيران ستستفيد من غلطة أوباما للمضي في تنفيذ برامجهم النووية والصاروخية.
وعلى جانب آخر أشارت نوفوستي إلى أن المعاهد الأمريكية المعروفة مثل معهد هدسون، ومعهد واشنطن، ومعهد ولسن سنتر وغيرها تتبنى رأي "دعم الديمقراطية في العالم العربي"، و"مساندة الثورات الشعبية"، فإنها في الوقت ذاته تدق ناقوس الخطر من أن المصالح الأميركية تتعرض الى الخطر في حال وصول الجماعات الراديكالية إلى السلطة عن طريق إنتخابات ديمقراطية، الأمر الذي يفسر من وجهة نظر المحللين، إقدام إدارة أوباما على الحوار مع جماعات الإخوان المسلمين وبدأت بالإخوان في مصر.
ويذهب خبراء السياسة الأمريكية الى الاعتقاد بأن تراجع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن تصريحاتها بشأن "شرعية" نظام الرئيس السوري بشار الأسد، يعكس تخبطا أمريكيا بشأن الملف السوري.
ويرى أنصار نظرية الخوف من تعاظم الدور الروسي إقليميا على حساب أخطاء إدارة أوباما في الشرق الأوسط أن انسحاب كلينتون عن رفع شرعية الأسد، يهدف الى إبقاء كل الخطوط مفتوحة مع دمشق كي لا يضطر البيت الأبيض للجوء إلى الكرملين الذي يلتزم بموقف لا يعادي الأسد ولا يرغب في الإطاحة به، ويحض معارضيه على التفاهم مع النظام. كما يلتزم مبدأ التسوية السياسية في كل من ليبيا واليمن.